واقعة فساد غريبة يشهدها القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون تسببت في إهدار ملايين من الجنيهات علي الدولة داخل القطاع الذي يتم انشاؤه خصيصا لضخ أموال للدولة، إلا أن الواقع كان عكس ذلك، وهوما كشفه البلاغ المقدم من أحمد غيث صاحب إحدي شركات الانتاج ضد مسئولي القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي أكد فيه حدوث إهدار أكثر من 5 ملايين جنيه في عدد من المسلسلات التي سبق وتم انتاجها لتسويقها خلال شهر رمضان الماضي. بدأت القضية حسبما ورد في البلاغ رقم 10498لسنة 2009 عرائض النائب العام عندما تعاقد المدعي مع القطاع الاقتصادي علي تنفيذ المسلسل التليفزيوني «قصاقيص ورق» بنظام الانتاج المشترك وبالفعل جري تنفيذ إنتاج المسلسل طبقا للتعاقد المتفق عليه ووفقا للمدة المحددة في العقد الخاص بالمسلسل مع التليفزيون المصري، وقد جاء بالعقد في البند التاسع منه أن الطرف الثاني وهو المنتجون يلتزمون بأن يكون العمل الفني علي أعلي جودة إذاعية وعلي مستوي عال ورفيع من الناحية الفنية والتمثيلية والاخراج وللطرف الأول وهو القطاع الاقتصادي الحق في رفض العمل في حالة إخلال الطرف الثاني بالجودة المطلوبة وإذا اقتصر الخلل علي جزء أو حلقة من العمل كما تم الاتفاق علي مسئولية القطاع الاقتصادي عن تسويق المسلسل إلي كافة المحطات الأرضية والفضائية العربية والمصرية علي أن يتم توزيع الإيرادات بين الطرفين بحيث يحصل المدعي علي 35% بينما يحصل القطاع علي 65%، إلا أن المسئولين المدعي عليهم أهدروا الأموال. وأشار البلاغ إلي إن إهدار المال العام تمثل في أن المسئولين بالقطاع الاقتصادي لم يقوموا بتسوية تلك الاعمال الفنية بدعوي أنها غير مطابقة هندسيا بعد مرور 4 سنوات رغم أن العقد أشار إلي أنه كان ينبغي أن يعيد القطاع الاقتصادي تلك الاعمال إلا أنهم - ولغرض في نفس يعقوب - مرروا هذا العمل رغم الملايين التي تم إنفاقها علي تلك الاعمال. الغريب كما أكد المدعي أن مسئولي القطاع الاقتصادي ادعوا له أن المسلسل تم بيعه لأكثر من 11 محطة وأن هناك تأخيرا في التحصيل وهو ما دفعه بالاتصال برئيس مجلس الامناء باتحاد الإذاعة والتليفزيون ليفاجأ المدعي بخطاب مرسل من نادية صبحي رئيسة القطاع أكدت فيه رفض بعض المحطات قبول المسلسل «بعد 4 سنوات من استلامه» لوجود بعض العيوب الهندسية في الصوت والصورة ثم أرسلت مع الخطاب بيانا تسويقاً لهذا المسلسل ومسلسل «ملح الأرض» لتكشف أن مسلسل «قصاقيص ورق» تم بيعه فقط إلي تليفزيون المغرب ب 63064 جنيها وهو ما يعني أن المسلسل تم انتاجه بملايين الجنيهات وتم تسويقه بهذا المبلغ، الاغرب أن القطاع الاقتصادي الذي ادعي في خطابه أن المسلسل غير صالح فنيا هو نفسه الذي أصدر تقريرا منذ أربع سنوات يؤكد أن المسلسل صالح من الناحية الهندسية وعليه تم تسليم المدعي خطاب الضمان الذي كان قد وضعه باسم القطاع الاقتصادي لحين البت في صلاحية المسلسل من عدمه. وأضاف البلاغ أنه تقدم للقطاع الاقتصادي بطلب تسويق للمسلسل، إلا أن رئيسة القطاع رفضت لاسباب غير مفهومة، برغم أن محمد البربري مستشار رئيسة القطاع الاقتصادي وقتها كان يعتبر العنصر الرئيسي للتسويق بالقطاع والذي عقد اجتماعا مع المنتجين وطلب منهم المشاركة في تسويق أعمالهم الفنية بأن يقوموا باحضار العقود للقطاع ليتم تنفيذه علي أن يقوم المنتجون بتقديم شيكات منهم تساوي حصة القطاع من كل شيك طبقا لما هو وارد بالعقود التي يملكها المنتجون وهوما كان سيمكنهم من تعويض خسائرهم