في إطار الإطلاع على الوثائق الأمريكية التي صدرت مؤخرًا، بمناسبة ثورة 30 يونيو، كشفت وثيقة تعتبر من أهم الدراسات المستقبلية الأمريكية شكل القوى العالمية في عام 2020. وبحسب الوثيقة، تم تقسيم الدول، في تلك الدراسة، إلي مجموعات: (مجموعة أمريكا الجنوبية) ، (مجموعة آسيا) ، (مجموعة الدول الأوروبية (بدون روسيا))، (روسيا كعنصر دراسة مستقل) ، (مجموعة إفريقيا (بدون مصر)) ، (مجموعة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (بدون مصر)) ثم دراسة منفصلة عن (مصر كعنصر دراسة مستقل). وفيما يخص مصر، أكدت هذه الدراسة الأمريكية أنه بحلول عام 2020 ستصبح مصر من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في المنطقة، من حقولها الجديدة في البحر الأبيض المتوسط وشرق الدلتا المصرية. وهذا الإنتاج من الغاز الطبيعي، سيحقق لمصر اكتفاء ذاتياً من الوقود في مجالات الصناعة والاستهلاك المنزلي، كما سيحقق فائضاً كبيراً للتصدير. هذا الإنتاج الوفير من الغاز عام 2020 سيمكن مصر من إنشاء خط لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر قبرص واليونان، كما ستشارك هاتان الدولتان في استخدام هذا الخط أيضاً لتصدير فائض إنتاجهما من الغاز، كما أوضحت الدراسة. وهو ما أكدته زيارة الرئيس السيسي مؤخراً إلي اليونان وقبرص، لتوثيق اتفاقيات الحدود البحرية، وبدء فعاليات التعاون بين الدولتين، بالإضافة إلي تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة. وأكدت الدراسة أنه نظرا لهذا الإنتاج الكبير من الغاز الطبيعي، وطبقاً للخطط الاستثمارية الطموحة للاستفادة من الطاقة البشرية للدولة، فمن المنتظر أن يتضاعف الدخل القومي المصري عدة مرات، فمن المقدر أن تصبح مصر واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط بحلول عام 2020. وتناولت الدراسة قيام مصر،منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد وزارة الدفاع المصرية، بتطوير وتحديث قوتها العسكرية، لتكتمل تلك المهمة في عام 2020. وهو ما يعد بداية لخروج مصر من العباءة العسكرية الأمريكية، وما تفرضه من قيود علي مصر. وأكدت الدراسة أنه مع تزايد قوة مصر السياسية في المنطقة، وبمنطق قوي الدولة الشاملة (اقتصادياً عسكرياً بشرياً ثقافياً وحضارياً إقليمياً)، ستصبح مصر من أكثر الدول نفوذاً في المنطقة. وهو ما اعتبرته الدراسة تغييراً في موازين القوي في الشرق الأوسط.