موظف عمل في القطاع الحكومي للدولة منذ 6 سنوات كاملة، يوقع يوميا في كشوف الحضور والانصراف في كل أيام العمل الرسمية، وتعتبره الدولة لا ينتمي إليها .. للأسف ليست واقعه من الخيال ولكنها مأساة حقيقية يعيشها نحو 10 آلآف شاب من العاملين بالتربية والتعليم بمحافظة الشرقية. كانت قصة هؤلاء الشباب قد بدأت، عندما استجابت إدارة أبو كبير التعليمية مثل غيرها من كل الإدارات التعليمية بالشرقية، لتأشيرات محافظ الشرقية الأسبق الدكتور عزازي علي عزازي في أعقاب ثورة يناير، بالموافقة على تعيين هؤلاء الشباب، وقامت بالفعل بتحرير عقود عمل لهم بإدارتي المخازن والمشتريات بالإدارة، وقامت بتسليمهم إقرارات باستلام العمل، وبالفعل انتظموا فى أعمالهم لمده 6 سنوات كاملة، كانوا خلالها يقومون يوميا بالتوقيع في كشوف الحضور والانصراف الرسمية للإدارة، إلا آن الغريب أنهم ظلوا طوال تلك الفترة دون رواتب، على الرغم من وعود المسئولين المتكررة بقرب حصولهم على مستحقاتهم، بعد أن تم الكشف عن وجود مستندات مزورة، تقدم بها العشرات منهم، فتم وقف صرف رواتبهم، وبالتالي وقف تثبيتهم طوال كل هذه الفترة، ومنذ ذلك الحين، وعلى الرغم من تعاقب الحكومات والمحافظين، لم يتخذ أي مسئول قرار ينهى أو يثبت عمل هؤلاء الشباب. تقول«مروه .م .ع» حاصلة على مؤهل ليسانس آداب:« لا أدرى ماذا أفعل، ولا أعلم أن كنت بالفعل موظفة أم سيتم طردي من العمل، على الرغم من أنني أحضر إلى العمل منذ 4 سنوات بشكل يومي، ولا أتغيب، ولا أتقاضى أجرا.» وتضيف:«بعد ثورة يناير مباشرة، تقدمت مثل غيري من الشباب بطلب إلى الدكتور عزازي علي عزازي، بطلب لتعييني للعمل بالتربية والتعليم، وبالفعل وافق المحافظ بعد أن تقدمت بشهادة تثبت خبرتي وعملي السابق في فتره بإحدى مدارس المحافظة بنظام الحصة، وبعد عدة أشهر انقلبت الأوضاع وتم اكتشاف وجود شهادات خبرة مزورة تقدم بها البعض، وتم بموجبها تعيينهم بعقود، وتم تحويل الأمر إلى النيابة، وتم سؤال البعض بالفعل، إلا أن الغريب آن من لهم الأحقية تجمد وضعهم تماما مثل من أدين، وتوقفت رواتبنا وتثبيتنا، ولا ندرى مذا نفعل.» ويقول «السيد.أ .ا» حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية:«لقد يأسنا من طول الانتظار، وتوقفت حياتنا، بسبب عجز المسئولين عن اتخاذ قرار يحدد مصائرنا، فقد توجهنا لمحافظ الشرقية السابق لعرض الأمر، وبالفعل استقبلنا بشكل جيد، واستمع إلينا، وقام بأخذ الطلبات والأسماء ولم يتغير الوضع، ولم يقم المحافظ أو أي من المسئولين بخطوة ايجابية لإنهاء الأمر.» ويؤكد "هاني .م.م" حاصل على مؤهل دبلوم صنايع، ويعمل في وظيفته مدرس نشاط صناعي، انه قام مع مجموعة من الشباب الذين تنطبق عليهم ذات حالته، بالذهاب ومقابلة عدد من وكلاء وزارة التعليم الذين تعاقبوا على الشرقية في أعقاب ثورة يناير، وجميعهم وعدوا بإنهاء الأمر وتثبيتهم في أماكنهم، بعد أن قاموا بجمع الأسماء والبيانات وعمل جرد كامل لكل من تم تعينهم بموجب تأشيرات المحافظ الأسبق، إلا انه طوال كل هذه السنوات لم يتغير الوضع، ولا ندرى متى سيتغير "صوت الأمة" عرضت الأمر على الدكتور "سيد بسيونى" وكيل وزارة التعليم بالشرقية، فقال: "إن مشكلة هؤلاء الشباب تعود إلى ما بعد ثورة يناير مباشرة، حينما وافق محافظ الشرقية في تلك الفترة على اعطائهم فرصة عمل ، إلا انه تم اكتشاف وجود مئات المستندات المزورة تقدم بها المئات من هؤلاء ، حيث حصلوا على عقود لا حق لهم فيها، وبالفعل تم تحويل الأمر إلى النيابة العامة والنيابة الإدارية، ومازال الموضوع رهن التحقيقات وفى حوزة النيابة، ولا نستطيع اتخاذ قرار، وأعتقد انه فور صدور قرار من النيابة سيتم تقنين أوضاع من لهم الأحقية، ونحن ملتزمون بما ستصدره النيابة من قرارات. وقامت بعرض الأمر على الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية السابق، فقال: " إن الأمر يتعلق بالفعل بآلاف الشباب الذين حصلوا على موافقات من الدكتور عزازي على عزازي محافظ الشرقية الأسبق، وقد قمت حينما كنت محافظا للشرقية بالاتصالات مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة من أجل تقنين أوضاع وتثبيت نحو 18 ألف منهم، وكنت بالفعل على وشك إنهاء المشكلة، حيث كان الأمر متوقفا على الحصول على الاعتماد المالي من وزارة المالية، إلا أن الوقت لم يسعفني لإتمام الأمر، وترك المنصب قبل الحصول على موافقة بالاعتماد المالي، وأعتقد أن الأمر توقف عند هذا الحد ولم يسعى أحد لتحريكه أو إثارته مرة أخرى.