«أمي علمتنى أنى أقف جنب جوزى فى السراء والضراء، ولما تعب افتكرت كلامها، واتعلمت مهنته فى النقاشة ولزق ورق الحائط ودهان «الأويما» وقف فوق السقالة ونزلت أجيب الخامات واشتغلت بدلا منه لحد ما ربنا يعافيه». بهذه الكلمات روت الأسطى نرمين حكايتها مع مهنة النقاشة التي لم تتخيل أبدا أنها ستصبح واحدة من أمهر الأسطوات في دهان الخشب وبراويز الديكورداخل شقق الزباين.
نرمين 31 عاما أم لثلاث بنات وولد، بدأت العمل فى ورشة زوجها «عاطف» من سنتين بعد مرضه بالنقرس المزمن، الذي أدى إلى تآكل مفاصله وصعوبة في التحرك والوقوف على قدميه لفترة طويلة.
تروي حكايتها ل «صوت الأمة» وتقول لم استسلم لهذا الوضع بعد أن علمت أن المرض سيأخذ وقتا طويلا في العلاج ويحتاج لمصاريف أكثر هو وبيتي وأولادي ، وقتها اتخذت قرار تعلم مهنة زوجي والعمل في ورشته، وبالفعل اقنعته بأنه الحل الوحيد لإنقاذ الأسرة وبعد التدريب أصبحت الأسطى الكبير في الورشة وصاحبة الأيد الشغالة في المنطقة. تكمل نرمين لازم أرد الجميل لعاطف زوجي، تزوجته في سن صغيرة 16 سنة ، ولم يبخل علي أنا وأولاده طوال سنوات زواجنا وأكرمني علي أد ما قدر من شغل إيده وورشته، وبعد مشوار طويل بين الدكاترة ومعامل التحاليل تم تشخيص مرضه بالنقرس ووطلب الدكاترة الراحة التامة بعد أن تسبب المرض في عجزه عن الوقوف لمدة طويلة، وأنا أهلي علموني أن لازم أقف جنب زوجي في شدته.
واستكملت أول نقاشة حكايتها:« بعرف أقرأ وأكتب علشان احاسب الزباين، وحبيت الشغلانة واتشطرت فيها خلال سنتين، اتعلمت أدهن الصالونات والأنتريه أقوم بلصق ورق الحائط، وتركيب أسقف (جبسن بورد) وأقف على سقالة وأدهن الكرانيش».
وخلال فترة عملها ذاعت شهرتها وتنقلت ما بين 50 شقة للعمل بها بصحبة زوجها الذي قرر ملازمتها في كل عمل تقوم به خارج الورشة، وتعاملت مع ناس بسيطة في مناطق شعبية وناس من مناطق راقية واستطاعت التعامل معهم.
وتمنت نرمين أن ربنا يوفقها في مهنتها، وتقدر تؤمن مستقبل أولادها وعلاج زوجها، وأحد رجال الاعمال يساعدها بشقة تمليك، نظرا لرفع سعر إيجار الشقة التى تعيش فيها والورشة التى تعمل بها شهريا.
