ساعات مضت على انتزاع مدينة الباب السورية، أكبر معاقل «داعش» من قبضة التنظيم الإرهابي، حققت خلالها قوات الجيش الحر المعارضة مدعومة بقوات تركية في عملية أسمتها «درع الفرات»، نجاحات مهمة. تعتبر الدولة التركية، أن أهمها قطع الطريق على تكوين إقليم كردي متصل، في الشمال السوري، إضافة إلى رفع جاهزية القوات لاستمرار تحرير ما أسمته «معركة الخط الحدودي»، وهو تحرير جميع المناطق المتنازع عليها في خط التماس مع سوريا، في مناطق «الحسكة» و«عين العرب – كوباني»، ومدينة «عفرين». وسبق لقوات «درع الفرات» تحرير مدينة «جرابلس» لصالحها من قبضة تنظيم داعش، وبالتالي فإن العملية التي بدأت 24 أغسطس الماضي، تواصل تحقيق أهدافها التي بدأت بالسيطرة على مدينة جرابلس الحدودية. بتحرير «الباب» أصبح الطريق مفتوحًا للتوجه شرقًا باتجاه مدينتي منبج والرقة، أبرز معاقل داعش، الأمر الذي يضع الدولة التركية في مواجهة أكثر عنفًا مع «داعش». التنظيم الإرهابي توعد بالرد.. ونفذ أول عملياته أمس الجمعة، والتي وصفتها وسائل إعلامية «مجزرة» في بلدة «سوسيان» شمال غرب «الباب» على أحد الحواجز بتفجير سيارة مفخخة. بلغت الحصيلة النهائية لمجزرة «سوسيان» ثمانين قتيلًا، كما جرح العشرات، وأعلن المنبر الرسمي للتنظيم أنه استهدف مؤسسة أمنية تابعة للجيش الحر وقتل ثمانية جنود أتراك وستين من أفراد الجيش الحر، ونص البيان على أن «انغماسيًا تمكن من الوصول بسيارته المفخخة إلى وسط تجمع للمؤسسة الأمنية للجيش التركي وصحوات الردة والعمالة في بلدة سوسيان» التي تبعد ثمانية كيلومترات من الباب. عواقب «الباب» لن تقتصر على الوضع الأمني في سوريا، أكد ذلك الدكتور غسان حمدان، الباحث في الشؤون الدولية، قال إن العراق اجتاز الحروب وكذلك سوريا، إلا أن تركيا ستخوض هذه التجربة قريبًا. وأضاف الباحث العراقي في تصريح ل«صوت الأمة» أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد صدامًا تركيًا جديدًا مع داعش، علي خلفيه احتلال مدينة الباب السورية، متابعًا أن هناك أحلام توسعية لأنقرة «تريد تكرار تجربة قبرص في سوريا أي أنها ستعلن منطقة سورية التركية». وتطالب تركيا بخروج الوحدات الكردية من منبج، وتطالبها بالانسحاب إلى شرق الفرات، ملوحة بأن قواتها والفصائل السورية التي تدعمها ستتوجه لطرد الوحدات الكردية بالقوة من المدينة. وبحسب مراكز بحثية، فإن التنظيم الإرهابي اتخذر مجموعة من الاستراتيجيات لما بعد «الباب» أبرزها استخدام المفخخات، والعبوات الناسفة والانتحاريين إضافة إلى الأنفاق والمتاريس في الأراضي المنبسطة هناك، واستقدام أشبال الخلافة وهم أطفال مدربون على حمل السلاح والقتال دون خوف.