في محاولة لإحياء اللباس البوليفي التقليدي، قامت مجموعة من الفتيات البوليفيات بتأسيس مدرسة لعارضات أزياء التشوليتا، وهي الملابس التقليدية للمرأة هناك وأصبحت مصدر إلهام لاتجاهات جديدة في الموضة العالمية. وهذه الملابس هي تروي قصة للتاريخ والمعاناة والفخر، وتعد الكلمة تصغيرا لكلمة "تشولا" الاسبانية التى تعني "امرأة"، وذلك في إشارة إلى أصولهن التي ترجع لسكان أمريكا الأصليين. فقد كانت الملابس التقليدية للمرأة في بوليفيا، والتي تتألف من قبعة السوداء مستديرة وتنانير متعددة طبقات مثالا في فترة من الفترات للتمييز العنصرى، بينما أصبحت تشكل حاليا مصدرا للفخر والاعتزاز الشعبي، ويتألف الزي التقليدي من تنورة ملونة ذات كسرات تلبس فوق طبقات من التنورات الداخلية، مع شال مطرز مثبت بدبوس ( بروش كبير). وقد تفاجأت المصورة الصحفية / دالفين بلاست/ فى مجلة / ناشيونال جيوجرافيك/ الأمريكية، عند تجوالها فى شوارع مدينة سوكري عاصمة بوليفيا بمشهد نساء الأيمارا، بلباسهن التقليدي المميز، حيث تصف الصحفية بلاست النساء البوليفيات بأن ملامحهن كانت تجمع بين الصرامة حيث حفر العمل الشاق ومناخ ألتيبلانو القاسي علاماته على وجوههن، وبين الرقة. وتتذكر بلاست أنها تأثرت بصلابة وقوة تلك السيدات، خصوصا بعدما علمت مدى التمييز الاجتماعى والعنصرى الذي تحملنه لفترة طويلة. وبعد انتخابات عام 2005 التي فاز بها إيفو موراليس، والذي أصبح أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين لأمريكا، شهد السكان الأصليون تحت قيادته المزيد من الاعتراف بهم، وعندما عادت المصورة دالفين بلاست مؤخرا إلى مدينة لاباز، العاصمة الإدارية لبوليفيا، لاحظت تحولا كبيرا، وخاصة بين جيل الفتيات الأصغر سنا، حيث وجدت الفتيات من الجيل الجديد جميعهن يرتدين ملابس "التشوليتا" التقليدية. فقد ركزت المصورة الصحفية بلاست في صورها التي التقطتها على المميز لللباس البوليفى التقليدى واستخدام الفتيات لهذا اللباس التقليدي كرمز للهوية الثقافية والاعتزاز بتراثهم ولكن أولا وقبل كل شيء، كرمز للأنوثة والأناقة، والكرامة. وتقول الأسطورة الشعبية أن القبعة السوداء المستديرة مع اللباس التقليدى ، و المعروفة باسم "بورسالينو" جاءت نتيجة غلطة..ففي مطلع القرن العشرين، وصلت شحنة كبيرة من القبعات من أوروبا لعمال السكك الحديدية، ولكن قياسها كان صغيرا جدا، وبدلا من إعادتهم، تم تسويق القبعات للنساء المحليات. وتذكر بعض الروايات لذات القصة أنه قيل للنساء أن ارتداء القبعة يساعد على الخصوبة، وفي رواية أخرى أن أحد التجار كان يتصف بالدهاء قام بترويج تلك القبعات للنساء على أنها آخر صيحة للموضة في أوروبا، وأيا كان الأمر، فقد انتشر ارتداء القبعات، جنبا إلى جنب مع التنانير ذات الطبقات المتعددة والشالات، وأصبحت القبعة "بورسالينو" جزءا لا يتجزأ من الزي التقليدي البوليفي. يذكر أن شعب الأيمارا هم السكان الأصليين لأمريكا، وخاصة مناطق جبال الأنديز وهضبة ألتيبلانو، ويعيش منهم نحو مليون شخص في بوليفيا وبيرو حاليا.