قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، الجمعة، إن النظام السوري أفشل اتفاق الهدنة عبر استمرار الغارات الجوية على حلب. وقال تونر في لقاء مع سكاي نيوز عربية :" كانت لدينا آمال عريضة بأن يؤدي اتفاق جنيف إلى وقف الأعمال العدائية ويسمح بدخول المساعدات، لكن الذي رأيناه هذا الأسبوع وتكرر عدة مرات أن النظام السوري يواصل الغارات وأفشل اتفاق الهدنة". وفي المقابل، أكد تونر أن المعارضة السورية "المعتدلة" التزمت بالهدنة. وذكر أن واشنطن وموسكو اتفقا على استهداف جبهة النصرة بعد اكتمال الهدنة. ودعا تونر إلى استئناف اتفاق الهدنة في سوريا والتزام كافة الأطراف بها، كما دعا إلى تدابير ملموسة لضمان ذلك حتى يتم إيصال المساعدات للمحتاجين في سوريا. وميدانيا، قال نشطاء ومدير الدفاع المدني في المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب السورية إن 70 شخصا على الأقل قتلوا في غارات شنتها الطائرات الحربية، منذ صباح الجمعة. وأكدت مصادر طبية في مدينة حلب ل"سكاي نيوز عربية" ارتفاع عدد القتلى في مدينة حلب وريفها إلى "أكثر من 76 مدني"، وأن "أكثر من مئة غارة جوية" شنتها "روسية وسورية خلال الساعات الماضية". كما أشار مدير الدفاع المدني، عمار السلمو، لوكالة رويترز إلى أن الغارات المكثفة دمرت "أكثر من 40 مبنى" في أحياء حلب الشرقية، حيث لايزال زهاء 250 ألف شخص تحت الحصار. وكان سلم قال في تصريح سابق، إن ضربات جوية أصابت "ضربات جوية ثلاثة من أربعة مراكز للدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة في المدينة، مما أدى لتوقفها عن لعمل". وسوى القصف أحد المراكز بالأرض، وفق السلمو الذي قال "اليوم نحن يمكن أن نقول إننا توقفنا على العمل بسبب أننا غير قادرين على إكمال أي مهمة لعدم وجود الوقود وتدمير الآليات وشدة القصف". واستهداف مناطق المعارضة تزامن مع إعلان قوات النظام شن هجوما "واسعا" على حلب، وذلك بعد وقت وجيز على فشل مجموعة دعم سوريا في التوصل لاتفاق لاستئناف الهدنة. وذكر معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات تشنها طائرات متطورة، قالوا إنها لا بد وأن تكون طائرات روسية، في حين تحدث سكان أيضا عن هجمات بطائرات هليكوبتر تستخدم براميل متفجرة. وأكد قيادي بالمعارضة إن هذه أعنف غارات وضربات شهدتها المدينة، وقال في تسجيل صوتي أرسله لرويترز إنه استيقظ على "زلزال" قوي رغم أنه كان بعيدا عن موقع سقوط الصاروخ. وكانت القوات السورية أعلنت، مساء الخميس، بدء عمليات في أحياء شرق حلب، ودعا الناس إلى الابتعاد عن مقار ومواقع "العصابات الإرهابية المسلحة"، وهو المصطلح التي تستخدمه دمشق لوصف المعارضة. وتزامن إعلان الجيش السوري عن الهجوم مع اجتماعات دولية بشأن سوريا في نيويورك في أحدث جهود دبلوماسية، رامية إلى إحياء الهدنة التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة وروسيا. وكان انهيار الهدنة هو نفس مصير جميع الجهود السابقة لإنهاء الحرب المستمرة من خمسة أعوام ونصف العام، التي قتل فيها مئات الآلاف من السوريين وأدت إلى تشريد الملايين.