أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، أن مصر عادت لتتبوأ مكانها الطبيعى على مختلف الأصعدة خاصة على الساحة الدولية والأفريقية، بالإضافة إلى العربية، وأن هناك ترحيبا واسعا بأن يكون لها دور أكبر خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن صورة مصر قد تغيرت للأفضل فى مختلف دول العالم، وأننا نشعر بالتقدير والاحترام للإرادة المصرية والإعجاب بشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى نال تصفيقا حادا حينما تم التطرق إلى دوره فى كلمة مصر أمام قمة الفرانكوفونية بالعاصمة السنغالية داكار، حيث وصفه عدد من الشخصيات الأفريقية الكبيرة بالرجل القوى الذى يتمتع بظهير شعبى كبير وقوى من أبناء شعبه. وقال محلب - فى تصريحات صحفية - إن الاهتمام بالوفد المصرى والحرص على الاجتماع به من القادة وكبار المسئولين من مختلف دول العالم الذين شاركوا فى قمة الفرانكوفونية، يعكس قيمة ومكانة مصر وعودتها القوية لدورها الدولى والإقليمى وخاصة الأفريقى، الأمر الذى يؤكد أن مصر لاعب أساسى فى المنطقة، وأن عليها دورا كبيرا فى مساندة الآخرين والوقوف إلى جوارهم فى مواجهة بعض التحديات ومنها مواجهة وباء الإيبولا، وأعرب عن تفاؤله بدعم الدول الأفريقية لمطلب مصر بالحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن عام 2016. وأوضح رئيس الوزراء، أن مختلف دول العالم تنظر إلى علاقاتها بمصر على أنها علاقات إستراتيجية، إلا أننا يجب أن نتواصل مع جميع الكيانات البازغة خاصة فى أفريقيا التى تتمتع فيها مصر بمكانة كبيرة والعمل بكل قوة وسرعة لاحتلال مكانتنا التى نستحقها فى زعامة أفريقيا فى ضوء تاريخنا المشرف والكبير فى هذه القارة التى كان لنا الريادة فى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، وكذلك ضرورة العمل على تهيئة المناخ الملائم للقطاع الخاص المصرى لاستعادة دوره الريادى فى أفريقيا، وقال إن مصر تقوم بإجراء مسح شامل لأصول شركة مصر للاستيراد والتصدير فى أفريقيا لتفعيل دورها. ووصف "محلب" التواجد والمشاركة المصرية فى المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية بأنها مهمة لاستعادة دورنا الدولى والإقليمى والتواصل المستمر، مشيرا إلى أن كلمة مصر أمام قمة الفرانكوفونية كانت شاملة، وتضمنت التطرق لكل القضايا المحلية والإقليمية والدولية ومستقبل مصر فى ضوء السياسات التى يتم انتهاجها فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب، وأوضح أن اللقاءات الجانبية التى عقدها مع كبار القادة والمسئولين من مختلف دول العالم على هامش القمة كانت إيجابية وهامة فى إطار علاقات مصر الخارجية. وقال المهندس إبراهيم محلب، إن ذلك يرجع إلى إعادة تفعيل دور مصر فى المحافل الدولية بما يعود بالنفع على أبنائها، مشيرا إلى أنه وجه الدعوة إلى كل الدول الأعضاء فى المنظمة العالمية للفرانكوفونية للحضور والمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى لدعم مصر المقرر انعقاده بمدينة شرم الشيخ منتصف مارس المقبل، وأضاف أن موافقة مؤتمر قمة الفرانكوفونية على المقترحات التى تقدمت بها مصر وتضمينها فى قررات القمة التى صدرت فى إعلان داكار يؤكد أن مصر عادت بقوة إلى لعب دورها المعهود والمؤثر فى تلك المحافل الدولية. وعن الاستعدادات لعقد المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، قال رئيس الوزراء إنها تجرى على قدم وساق وأنه التقى رئيس الشركة العالمية التى ستقوم بتنظيم المؤتمر لبحث آخر الترتيبات، وأنه سيقوم بزيارة لمصر خلال هذا الأسبوع لبحث الترتيبات مع الدكتورة نجلاء الاهوانى وزيرة التعاون الدولى المسئولة عن المؤتمر، مشيرا إلى أن المهم فى الموضوع هو وجود رؤية مصرية شاملة للإصلاح والانطلاق الاقتصادى، وأن انعقاد المؤتمر فى حد ذاته هو رسالة للعالم بأن مصر على الطريق الصحيح وعازمة العقد على التنمية الاقتصادية، وأنها كدولة ضامنة للاستثمار بكل أشكاله. وقال رئيس الوزراء إن الحكومة عازمة على إصدار حزمة من التشريعات الضامنة للاستثمارات قبيل انعقاد المؤتمر منها إصدار قانون استثمار جاذب يضمن الأمن والأمان للمستثمر وتطبيق سياسة الشباك الواحد وسرعة الإجراءات وتوفير الأراضى وقانون لسياسة ضريبية واضحة، بالإضافة إلى قوانين تتعلق بالشفافية والقضاء على البيروقراطية والفساد وتشجيع الشركات المساهمة والعمل على حل مشاكل المستثمرين، وأوضح أنه سيتم عرض من 30 إلى 40 مشروعا قوميا كبيرا على المؤتمر والمشاركين فيه، وأنه سيتم تنظيم حملة ترويج كبيرة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه بالإدارة الجيدة ستصبح مصر من الدول المتقدمة خاصة أنه لا ينقصها شىء، فهى تمتلك الموارد البشرية الهائلة والتاريخ والإمكانيات والموارد الطبيعية والسياحية واللوجستية التى تؤهلها لذلك التقدم. وردا على سؤال عن فشل محاولات الجماعات الإرهابية لإرباك الدولة وإشاعة الفوضى بالتظاهر والتخريب يوم الجمعة 28 نوفمبر، قال المهندس إبراهيم محلب إن الشعب المصرى شعب عظيم وينظر للتهديدات من تلك الجماعات بعدم اهتمام، وأنه نظر لدعوة رفع المصاحف فى التظاهرات باعتبارها إهانة للمصحف الشريف ومحاولة للفتنة وإحداث انقسام، مشيرا إلى أن المصحف فى عقل وقلب المصريين، وأن الشعب اكتشف زيف هذه الجماعات بتلك الدعوة. وأوضح رئيس الوزراء أن الدولة قد اتخذت الاحتياطات اللازمة فى هذا اليوم وأعدت العدة لمواجهة تلك الجماعات، وأنه كان هناك تصميم على حماية الشعب والمواطنين ومنشآت الدولة، وكانت هناك رسالة واضحة للشعب بأن الدولة حريصة على أمنه وممتلكاته ومصالحه حيث كان هناك خطة وانتشار مدروس من قوات الجيش والشرطة مع الالتزام بالتدرج فى التعامل مع التجمعات الخارقة للقانون. وعن الأحكام التى صدرت بالبراءة فى قضية القرن، قال رئيس الوزراء إن القضاء المصرى شامخ ولا تعليق على أحكامه، وأنه من المهم أن نهتم بالعمل وقيمته من أجل المستقبل وأن نصطف جميعا من أجل مصر. وعن جولاته الميدانية، قال المهندس إبراهيم محلب إنه سيقوم بزيارة لمحافظة سوهاج يوم الأربعاء المقبل لمتابعة المشروعات والتواصل مع المواطنين سيعقبها بجولة فى حلايب وشلاتين التى أنفقت فيها الدولة مئات الملايين فى مشروعات تنموية باعتبارها جزءا هاما من أرض مصر. وفيما يتعلق بالزيارة الأخيرة لبعثة صندوق النقد الدولى لمصر، قال رئيس الوزراء إن التقرير الفنى للبعثة عن الاقتصاد المصرى تتم كل أربع سنوات، وأن التقرير الأخير كان ايجابيا، مشيرا إلى أننا مازلنا فى بداية الإصلاحات وهذه أول خطوة، وأن الأمر يحتاج مصارحة مع الشعب وجهد وعمل دؤوب من أجل مستقبل أفضل لمصر واقتصادها، وأوضح أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة الانحياز للفقراء فى إطار الإصلاح الاقتصادى بما يعطى مردودا إيجابيا على أبناء الشعب، وخلق فرص عمل، وأن الحكومة ستعمل على خلق شبكة ضمان للحماية الاجتماعية تتضمن شهادة تأمين صحى تغطى المستفيدين من الضمان الاجتماعى، وتنفيذ مشروع "كرامة" الذى سيوفر الدعم المادى لبعض الطبقات شريطة ارتباط ذلك بأفكار معينة تتعلق بالدعم التحفيزى مع التواجد فى العشوائيات وفى أوساط الطبقات الفقيرة التى تبلغ 26 بالمائة من أبناء الشعب. وردا على سؤال عن ضرورة التعامل بحسم مع الحركات الإرهابية والإرهابيين، قال رئيس الوزراء إن الحكومة تعمل على فرض الأمن وإرساء دولة القانون دون أى إجراءات استثنائية بما يبعث برسائل إيجابية حول مصر، مشيرا إلى أنه ليس المهم إصدار قانون خاص بالإرهاب، ولكن المهم هو تنفيذ القانون وما تضمنه قانون العقوبات والقوانين الأخرى، وأنه فى حالة تفعيل الإصلاح الإدارى والعمل بجد فى التنمية نستطيع التقدم ببلادنا والقضاء على الإرهاب وتنظيماته. وأشار المهندس إبراهيم محلب إلى أنه يعمل ميدانيا فى الشارع حتى يعطى المثل للجميع بالتواجد على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه لدينا تحديات وليس أمامنا إلا التحرك والعمل بجد وقوة، وعلى كل فرد فينا أن يعمل على استغلال الإمكانات المتاحة، فمحدودية الإمكانات تتطلب أعلى الكفاءات لاستثمارها، وأشار إلى ضرورة التواصل مع القواعد العمالية ووضوح الرؤية بين الحقوق والواجبات وربط العمل بالإنتاج وسن القوانين التى تحافظ على حقوق العمال وتعتبرهم هم الثروة الحقيقية، كما أشار إلى الاهتمام بالفلاح وتفعيل قانون التأمين الصحى الخاص به والاهتمام بكل أموره. واختتم رئيس الوزراء تصريحاته بالإشارة إلى زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى الخارجية وجولته الأخيرة، وقال إن لها مردودا هاما وتنعكس إيجابيا على المواطن وتترجم إلى أفكار ومشروعات، ولها دور هام وكبير فى علاقاتنا الإستراتيجية، مشيرا إلى أن هناك وفدا مصريا سيتوجه للصين قريبا للإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس إلى بكين التى سيكون لها انعكاس إيجابى على مصر.