قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) باتت تركز الآن على الاستعداد لمعركة استعادة الموصل في العراق وذلك بعد المكاسب التي تحققت ضد تنظيم داعش في سوريا. ونقلت الصحيفة في موقعها الالكتروني عن مسؤولين في البنتاجون قولهم: ان المكاسب الأخيرة ضد داعش في شرق سوريا ساعدت في قطع خطوط الإمداد المهمة عن التنظيم نفسه في العراق، كما هيأت المسرح لما ستكون أكبر معركة حتى الآن ضد هذا التنظيم المتطرف بهدف استعادة الموصل. ونقلت الصحيفة عن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الأمريكي، قوله: إن القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة بدأت في الاستعداد لمعركة الموصل من خلال التحرك لعزل المدينة عن المقر الرئيسي وهو مقر الأمر الواقع، لتنظيم داعش في الرقة بسوريا. واشارت الى ان قوات كردية وعربية تمكنت من استعادة بلدة الشدادي في شرق سوريا في الاسبوع الماضي لتقطع ما وصفه وزير الدفاع اشتون كارتر بالشريان الرئيسي الاخير بين الرقة والموصل. لكن مسؤولين عسكريين أمريكيين حذروا من أن معركة استعادة الموصل يمكن أن تستمر شهورا ما يتطلب من القوات العراقية والتي لم يثبت جدارتها في حرب المدن، التقدم من شارع الى آخر عبر تضاريس مفخخة بالمتفجرات في ثاني اكبر مدينة عراقية يقطنها أكثر من مليون شخص. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين القول "الى جانب التقدم المحرز في شرق سوريا بدأ البنتاجون في استخدام الهجمات الالكترونية عبر الانترنت ضد اتصالات داعش بين الرقة والموصل وكذلك الهجمات التي تهدف الى عرقلة قدرة التنظيم على استخدام وسائل الاعلام الاجتماعي لتجنيد مقاتلين". ونقلت الصحيفة عن باتريك مارتن وهو خبير عراقي في معهد دراسات الحرب إن استعادة الموصل ستكون "ضربة قوية" لتنظيم داعش وان خسارة الموصل سوف تعزز مزاعم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بأن تنظيم داعش في حالة فرار في العراق ويمكن أيضا ان يضعف معنويات مقاتلي التنظيم بما يثير شكوك حيال امكانية وصف التنظيم لنفسه على انه الخلافة. وقالت الصحيفة: ان البنتاجون امتنع عن توقع الموعد الذي سيحاول فيه العراق دخول الموصل بالرغم من أن الجنرال دانفورد قال الاسبوع الماضي ان "هذا شيئا لن يحدث في المستقبل البعيد". وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل اسبوعين ان القوات العراقية سوف تبدأ عملية عسكرية كاملة لاستعادة الموصل في مارس الجاري تقريبا فيما قال مسؤول أمريكي في مطلع هذا الاسبوع إن البنتاجون يعتقد ان القوات العراقية مستعدة لشن هجوم يحظى بجدارة. ومع ذلك يعترف مسؤولون عسكريون أمريكيون بأن المعركة ستكون مهمة "شاقة". وقال الميجور جنرال ريتشارد كلارك قائد القوات البرية الامريكية في العراق الاسبوع الماضي "لا يساورني اعتقاد بأنها ستكون معركة سهلة، بل ستكون صعبة". وقالت الصحيفة ان المعركة الطويلة من اجل استعادة الرمادي من داعش والتي انتهت في ديسمبر تقدم ايجازا عما سيحدث في الموصل حيث استغرق تحقيق تقدم أكثر من 5 شهور من قوات الامن العراقية بدعم من الضربات الجوية الامريكية للسيطرة على قلب الرمادي عاصمة محافظة الانبار. وبالرغم من الصعوبات التي واجهت القوات العراقية في الرمادي فإن معركة الموصل ستكون أكثر صعوبة كما يقول مسؤولون عسكريون حيث أن الموصل اكبر خمس مرات من الرمادي. وبينما استعان الجيش العراقي بفرقتين دربتهما الولاياتالمتحدة في معركة الرمادي وهما الفرقة 73 والفرقة 76 والتي قال الجنرال كلارك انه يعتقد انهما الافضل في الجيش العراقي – فان هاتين الفرقتين البالغ قوامهما 8 الاف فرد تقلان كثيرا عن القوات البالغ عددها 30 الفا والتي يقول مسؤولو البنتاجون ان عملية الموصل تحتاج اليها.