"الناس تحملوا البغي فى جلد ، ولاذوا بالصبر واستمسكوا بالأمل، وآانوا آلما أضر بهم العسف قالوا : لابد للظلم من آخر ،ولاليل من نهار، ولنرين فى حارتنا مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب." ، بتلك العبارة بدأ بها الكاتب والمؤلف "نجيب محفوظ" رواية "أولاد حارتنا " . "أولاد حارتنا " هي رواية تُعد أشهر روايات "نجيب محفوظ" حيث أثارت الكثير من من الجدل عند الكثيرين ، كتبها "نجيب محفوظ " بعد ثورة يوليو ، وذلك بعد ما انتهى من كتابة الثلاثية عام1952، ترك "محفوظ " الكتابات الأدبية بعد التغيير الذي جاء على يد الثورة، واتجه إلى كتابة السيناريوهات ،و بعد انقطاع دام لمدة 5 سنوات قرر العودة إلى الكتابة الروائية بعد ما رأى أن الثورة انحرفت عن مسارها ،اتبع "محفوظ" الأسلوب الرمزي في كتابته للرواية وذلك يختلف عن أسلوب الواقعية الذي أعتاد عليه في كتاباته . هاجم" شيوخ الأزهر" تلك الرواية ،منذ بدء نشرها في صحيفة "الأهرام " وذلك بسبب تطاوله على الذات الإلهيه ،كما طالبوا "محفوظ" بوقف النشر ، ولكن كان لرئيس تحريرالأهرام "محمد حسين هيكل " في ذلك الوقت رأي آخر ، حيث أنه ساند"محفوظ " ووقف بجانبه ، حتى نشر الرواية كاملة في صفحات الأهرام ، وبالرغم من عدم إصدار قرار رسمي بمنع نشر تلك الروايه إلا أنه تم الاتفاق بين "نجيب محفوظ " و"حسن صبري الخولي " الممثل الشخصي للرئيس الراحل "جمال عبد الناصر "بعدم نشر الروايه بمصر إلا بموافقة الأزهر الشريف ، ومن الجانب الآخر طُبعت الرواية في لبنان من إصدار" دار الأداب" عام 1962ومنع دخولها إلى مصر ولكن ظهر نسخًا مهربة منها في الأسواق المصرية . كُفر" نجيب محفوظ "بسبب هذه الرواية، واُتهم بالإلحاد والزندقة، وأُخرج عن الملة ، حتى ان الشيخ" عمر عبد الرحمن" قال: - بعد نشر رواية سلمان رشدي "آيات شيطانية " (أما من ناحية الحكم الإسلامي فسلمان رشدي الكاتب الهندي صاحب "آيات شيطانية" ومثله نجيب محفوظ مؤلف" أولاد حارتنا" مرتدان وكل مرتد وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فلابد أن يقتل ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي ) ويعتقد البعض أن لهذا التصريح علاقة مباشرة مع محاولة اغتيال "محفوظ" ، حيث حاول شاب اغتياله بسكين في أكتوبر عام 1994 وقال "انهم" قالوا له ان هذا الرجل (محفوظ) مرتد عن الإسلام. كان هناك العديد من المحاولات لنشر تلك الرواية وخصوصًا بعد حصول "نجيب محفوظ " على جائزة نوبل في الأدب عام 1988 وكانت رواية " أولاد حارتنا " ضمن الروايات التي كانت السبب في حصول "محفوظ " على الجائزة . ولد "نجيب محفوظ" في 1 سبتمبر عام1911 وتوفى في 30 أغسطس عام 2006 إثر قرحة نازفة بعد دخوله للمستشفي بعشرين يومًا.
