تعهدت ألمانيا بتقديم 37 مليون يورو على هيئة منح لدول مجتمع شرق إفريقيا للعام 2016-2018، من أجل تعزيز عملية التكامل الإقليمي في شرق إفريقيا.. جاء ذلك في أعقاب الختام الناجح لجولة المفاوضات الثنائية بين مجتمع شرق إفريقيا وألمانيا حول التعاون التنموي بمقر مجتمع شرق إفريقيا في أروشا بتنزانيا. ومن بين ال 37 مليون يورو، ستقدم ألمانيا 10 ملايين يورو في صورة مساعدة مالية يتم استثمارها في تأسيس شبكة إقليمية من المختبرات الخاصة بالأمراض المعدية، وكان ذلك في إطار استجابة الحكومة الألمانية لطلب الدعم الذي تقدم به مجتمع شرق إفريقيا في مجال الوقاية من تفشي الأوبئة والسيطرة عليها في المنطقة، بالإضافة إلى 10 ملايين يورو أخرى كمساعدة مالية لاستغلالها في إدارة الموارد المائية المتكاملة لبحيرة فيكتوريا بهدف تطوير الاحتياطي المائي وإدارة الموارد المائية. كما شملت تعهدات برلين 17 مليون يورو في صورة مساعدة فنية من أجل زيادة دعم عملية التكامل الاقتصادي، بما في ذلك مساهمة في صندوق شراكة مجتمع شرق أفريقيا، ويركز البرنامج على دعم الأمانة العامة لمجتمع شرق إفريقيا مؤسسيا، وعلى دعم تنفيذ الاتحاد الجمركي وبروتوكولات السوق المشتركة والاتحاد النقدي. ويتضمن ذلك إزالة العوائق غير المتعلقة بالتعريفة الجمركية، مثل التوافق الضريبي وكذلك اتفاقيات التمييز المتبادل للمؤهلات. وفي الوقت ذاته سوف تدعم ألمانيا مجتمع شرق إفريقيا في الترويج للاستثمارات الخاصة، خاصة في قطاع الصناعات الدوائية، بما في ذلك تأسيس بنية تحتية إقليمية للجودة لقطاع الصناعات الدوائية. ومن جانبه، قدم ليبيرات مفوموكيكو، نائب الأمين العام لمجتمع شرق إفريقيا المسئول عن التمويل والإدارة، الشكر لحكومة الجمهورية الفيدرالية الألمانية لدعمها توسع مجتمع شرق إفريقيا، منذ سنوات إعادة تأسيس التعاون بين الدول الشريكة الثلاث المؤسسة لمجتمع شرق إفريقيا وحتى اليوم، عندما توسع المجتمع ليشمل جمهوريتي رواندا وبوروندي. ولفت مفوموكيكو إلى استفادة مجتمع شرق إفريقيا من الدعم الألماني الذي حفز شركاء التنمية الآخرين لدعم مختلف المشروعات والبرامج التنموية بالمجتمع. مشيرا إلى أن ألمانيا أهدت مجتمع شرق إفريقيا مقرا دائما عن طريق تمويل إنشاء المقر الرئيسي الجديد الذي يضم اليوم الأمانة العامة والمحكمة والجمعية تحت سقف واحد، وهو ما سهل كثيرا من التفاعل والتواصل بين أعضاء مجتمع شرق إفريقيا. وسلط نائب الأمين العام لمجتمع شرق إفريقيا الضوء على النجاحات التي تم تحقيقها من خلال الدعم الألماني في تنفيذ الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة والالتزامات بدعم تنفيذ الاتحاد النقدي في البرنامج التالي.. مشيرا إلى أن تطوير أنظمة المراقبة بشرق إفريقيا ضمن الدعم الحالي أدى إلى وسائل قوية لمتابعة تنفيذ توجيهات مجلس المجتمع وقمته. وبدوره، قال جورج راديماخر، رئيس الوفد الألماني، "إن دعمنا يؤكد الأهمية التي نوليها لمجتمع شرق إفريقيا، والذي يعد نموذجا رياديا وقائدا في إفريقيا، ونفتخر بالعمل عن كثب معكم للمساهمة في رفاهية وازدهار مواطني هذه المنطقة".. مؤكدا أن ألمانيا تدعم أيضا مشروعات البنية التحتية الإقليمية الحقيقية بقروض تشجيعية من بنك التنمية الألماني. ووقع السفير كوتشانكي، والأمين العام سيزيبرا، اتفاقية مالية لإيداع 30 مليون يورو للأمصال المنقذة للأرواح في مجتمع شرق إفريقيا وتأسيس مركز التميز الإقليمي لإدارة سلاسل الإمداد الصحية لمجتمع شرق إفريقيا في كيجالي. وكانت ألمانيا قد أعلنت رغبتها في تقديم 3 ملايين يورو إضافية في صورة مساعدة فنية لقدرة الاستجابة للأزمات في المنطقة (من ضمن الصناديق الخاصة للعام 2016) وذلك بهدف تعزيز الاستعدادات لمواجهة الأوبئة في مجتمع شرق إفريقيا. يشار إلى أن إجمالي حجم الدعم الألماني لمجتمع شرق إفريقيا، منذ بدء التعاون بينهما في عام 1998م، ارتفع إلى ما يقرب من 213 مليون يورو. كما ترتبط ألمانيا بعلاقات تعاون ثنائي مع جميع الدول الخمس الأعضاء في مجتمع شرق إفريقيا.
