من جديد.. أصبحت الجونة الملاذ الأخير لإنقاذ المباريات الأفريقية للأهلي والزمالك، فبعد أن استضاف ملعب الجونة بالغردقة مباراة قطبي الكرة المصرية في افتتاح دوري المجموعات الأفريقي، ها هو يعود من جديد لينقذ المباراة التي صادفت مصيرًا مجهولا على مدار الأيام الماضية. الأهلي – وبسبب شغب جماهيره – ظل يترنح ما بين ملاعب الجمهورية بحثا عن ملاذ آمن لاستقبال مباراته أمام غريمه التقليدي، فيما بدت بعض الخيارات مطروحة في ملاعب الوجه القبلي وجنوب الوادي لاستضافة المباراة، إلا أنه لم تكن الحل الأمثل. وبعد أن شهدت مباراة الأهلي وليوبار الكونغولي في الجولة الرابعة لدوري الأبطال شغبا بملعب الجونة، كان من الطبيعي أن يرفض مسئولو النادي الساحلي استقبال أي مباريات أفريقية للقطبين، خشية أن تقوم الجماهير بما لا يحمد عقباه، إلا أن تقدير الموقف من جانب الجونة والرغبة في المساهمة في تعزيز مشوار الفريقين المصريين أفريقيا دفع مسئولو النادي لاتخاذ القرار باستقبال مباراة الأحد المقبل. ويحتل الأهلي المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط وهو نفس رصيد أورلاندو الجنوب أفريقي المتصدر، فيما يتزيل الزمالك الترتيب ب 4 نقاط بفارق الأهداف عن ليوبار الكونغولي صاحب المركز الثالث. وباءت محاولات الأهلي بالفشل في استرضاء مسئولي ملاعب القوات المسلحة التي كانت قد استضافت مباريات سابقة للمارد الأحمر، بأن تفتح تلك الملاعب أبوابها أمام القمة الأفريقية، خاصة أن الذكريات السيئة لجماهير النادي والدخلات المسيئة لقيادة القوات المسلحة مازالت عالقة في الأذهان. لم يتوقف الضرر الواقع على الأهلي جراء تجاوزات جماهيره عند هذا الحد بل ظل النادي الأحمر يتجرع من وراء الشغب ماديا ومعنويا، فعلى الجانب المادي فضلا عن نقل المباريات والمصير المجهول الذي ينتظر ملعب المباراة من جولة لأخرى، فإن عدم التركيز الذي يصيب اللاعبين يؤثر بشكل واضح على الأداء خوفا من حدوث شغب يصعب السيطرة عليه، وتتكرر مشاهد لا تغيب عن مخيلة للجميع مثل تلك التي حدثت في بورسعيد في فبراير من العام الماضي. نفس الأمر يحدث مع الزمالك الذي وإن كان جهازه الفني يتمنى حضور جماهيره القمة، فإن القلق والترقب يسود دائما في المباريات الجماهيرية. ولعل صور الشغب التي شهدتها الملاعب المصرية على مدار الفترة الماضية خير شاهد على المعاناة التي تصادفها الفرق في مشوارها الأفريقي..