●●كما تجرى النار في الهشيم، انتشر خبر تكريم نادي برشلونة للجندي الإسرائيلي شاليط بدعوته لحضور مباراة الكلاسيكو يوم 7 أكتوبر.. وقبل أن تقضى النار على الهشيم انطلقت دعوات تدعو لمقاطعة برشلونة في المنطقة العربية. وقبل أن تصبح مقاطعة برشلونة مثل كرة نار تجرى وتحرق بلا توقف، أعلن النادي الإسباني أنه لم يدعُ شاليط، لكنه وافق على حضوره المباراة في المدرجات أثناء زيارته لبرشلونة. وفى الوقت نفسه قررت إدارة النادي دعوة محمود سرسك الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية ثم أفرجت عنه فيما بعد، وكذلك دعوة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب والسفير الفلسطيني في إسبانيا موسى عامر.. ●●الضغط الإعلامي والأدبي جعل النادي الإسباني يسرع في توضيح الأمر من خلال موقعه الرسمي. وهذا يعنى أهمية المنطقة العربية لبرشلونة كقاعدة جماهيرية. وهذا سلوك احترافي عميق. فالأندية الأوروبية أصبحت حريصة على فتح أسواق مشاهدة وقواعد انتماء لها في مختلف دول العالم. هي تبحث عنها في العالم العربي وفى الصين وفى الولاياتالمتحدة وفى أمريكا الجنوبية، وتفتح مدارس مماثلة لمدارسها كما فعل برشلونة في الأرجنتين حين افتتح مدرسة مشتركة مع بوكا جونيورز.. ●●قيمة كرة القدم تتجلى في هذه القصة. فالأندية ليست مجرد ساحات تمارس فيها الألعاب. إنها كيانات سياسية واجتماعية، ومعظم الدِّربيات في العالم ولدت من بطن الصراع السياسي والاجتماعي والطبقي والديني. بدءا من ريال مدريد وبرشلونة، ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتى وانتهاء بالوحدات والفيصلى، والترجي والأفريقي، لكن بعض الدِّربيات ولدت من بطن المنافسة والندية ومنها النصر والهلال، والمريخ والهلال، والأهلي والزمالك. وتلك هي الحقيقة التاريخية.. ●●قيمة برشلونة تتجلى أيضا في حرصه على شعبيته العربية، وفى اهتمام إدارته بجمهور فريقها في المنطقة. كما أن الموقع الرسمي للنادي الكتالونى شرح موقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، والدور الذي لعبه من أجل السلام في المنطقة.. وللأسف كثيرون من حكومات المنطقة العربية تختصر الأندية في أنها مواقع ألعاب، ولهو ولغو. وبعضها بالغ واختصر الأوطان في فرق، فتشدو وسائل الإعلام بالأغنيات والأناشيد الوطنية يوم يفوز فريق أو حين يحرز لاعب هدفا.. ●●الأندية كيانات مهمة.. وتعد أقوى الأحزاب.. ●●● ●●مقال يوم رحيل عبد الناصر كان تسجيلا للحظات عاشها جيلنا بمشاعره وبعواطفه، ولم يكن المقال تقييما لعصر عبد الناصر ولدوره ولمعاركه. تلك مسئولية التاريخ الذي لم يكتب بعد بضمير وطني غير متحيز وغير متعصب لعصر.. نحن لم نتعلم بعد فكرة تقييم الناس والحكام والأحداث بمنطق حساب الأرباح والخسائر. مازلنا نلعب فريقا ضد فريق. يفوز فريق على جثة الفريق الآخر. لذلك نرى أنه صعب جدا أن يجرى حوار بين مصريين. فالحوارات كلها إما إرسال وإما استقبال. لا أحد يرسل ويستقبل.. أليس هذا هو الحوار؟! ●●الأستاذ صالح: نعم قضية النوبة تستحق الاهتمام والمتابعة بدلا من تلك القرارات التي صدرت لمجرد ذر الرماد في العيون..؟