أرجأ مجلس النواب اللبناني، الأربعاء، للمرة السابعة والثلاثين جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة الإنقسام السياسي الحاد في البلاد. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، «أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، جلسة انتخاب الرئيس، إلى يوم الاثنين في 18 أبريل المقبل، بسبب عدم اكتمال النصاب». وحضر إلى الجلسة 61 نائبًا فقط بينهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، رئيس كتلة المستقبل، في وقت يتطلب انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب، البالغ 86 نائبا من أصل 128. ولم يتمكن البرلمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو 2014 من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس. ويقاطع نواب حزب الله، والتيار الوطني الحر، بزعامة ميشال عون، وحلفاؤهما جلسات الانتخاب مطالبين بالتوافق على مرشح لحضور الجلسة. وينقسم البرلمان بين قوتين كبيرتين: قوى 14 آذار، وأبرز أركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والمدعومة من السعودية، وقوى 8 آذار، وأبرز مكوناتها حزب الله والمدعومة من سوريا وإيران. ولا تملك أي من الكتلتين النيابيتين الغالبية المطلقة، وهناك كتلة ثالثة صغيرة من وسطيين ومستقلين، أبرز أركانها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وكانت قوى 14 آذار، أعلنت بعيد انتهاء ولاية «سليمان»، دعمها ترشيح سمير جعجع، فيما رشحت قوى 8 آذار، ميشال عون. إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تغيرا في المواقف، إذ برز اسم سليمان فرنجية، الذي ينتمي إلى قوى 8 آذار كمرشح بعد لقاء «جمعه» ب«الحريري» في باريس في نوفمبر، من ثم أقدم «جعجع» في 18 يناير، وفي خطوة مفاجئة على تبني ترشيح عون، خصمه اللدود، للرئاسة. وتمنى «الحريري»، خلال الجلسة مشاركة فرنجية، الذي يقاطع جلسات الانتخاب إلى جانب حلفائه من 8 آذار، وقال: «لكنه هو سيد نفسه ويأخذ قراراته». وتساءل «الحريري»، «يقولون إنهم انتصروا لأن المرشحين (الرئاسيين) من فريق 8 آذار، فلا أفهم كيف ينتصرون ولا يحضرون حفل الانتصار؟». ولم يحظ «فرنجية»، بدعم حلفائه في فريق 8 آذار، وفي مقدمهم حزب الله الذي جدد دعمه لوصول حليفه «عون» إلى سدة الرئاسة، كما رفضت الأطراف المسيحية في كلا الفريقين دعم «فرنجية».