** كم يكون الأمر صعبا حين نقسو على لاعب أو مدرب.. لكن التوجيه جزء من الرسالة الإعلامية. وسوف يظل ميدو بالنسبة لى من نجوم الكرة المصرية. وحين قلت عنه إنه صفقة الموسم للزمالك، قال لى صديق إنه صفقة الموسم للأهلى. ولكنى رأيت أن حماس ميدو وقيادته سيكون لهما تأثير على أداء الزمالك، ولم أكن اتصور أن عصبيته طغت على حماسه، فكان هجومه العنيف على حارس مرمى المقاولون العقباوى محل غضب الكثير من المشاهدين.. ولكل إنسان فرصة الفوز بدرس فى العمر يتعلم منه الهدوء أو التواضع، والانحناء أمام حب الناس. وهذا الدرس يولد من بطن خطأ كبير وجسيم. وأعتقد أن ميدو فاز بدرس العمر منذ فترة طويلة عندما أصاب لاعبا منافسا بإصابة خطيرة. لكن الخطأ الذى وقع فيه مع العقباوى كان درسا وسيكون لأنه تحت الأضواء وشاهده الملايين! ** أصل الرياضة أن نلعب ونمرح ونستمتع. ولأن المال دخل هذا النشاط الإنسانى الجميل واخترقه، فإنه من الطبيعى، كأى نشاط أو صناعة فيها بشر، من الطبيعى أن ينمو الفساد، ومن أشكاله الغش بالمنشطات مثلا فى مسابقات ألعاب القوى والسباحة. والغش فى مباريات كرة القدم بالتمثيل والادعاء للفوز بضربات جزاء. ومن الغشاشين إدواردو لاعب أرسنال الإنجليزى الذى خدع الحكم وقام بتمثيل ضربة جزاء ضد فريق سيلتيك الأسكتلندى فى بطولة أوروبا. وقد انتهت لمباراة بفوز أرسنال بهدفين نظيفين، أو بتعبير أدق بهدفين، أحدهما نظيف والآخر ملوث. إلا أن سلوك إدواردو لم ينته الحديث عنه، حيث طالب مدرب سيلتيك الاتحاد الأوروبى بإيقافه مباراتين لأنه غشاش؟! لو كنت لاعبا فى فريق أرسنال ومنحتك ظروف اللعب فرصة تمثيل ضربة جزاء واحتسبها الحكم لصالحك فعلا.. هل تستمر فى اللعبة وتحصل على ما لا تستحقه أم تعترف للحكم أنها ليست ضربة جزاء؟! السؤال لك أنت.. أيوه أنت (بطريقة ممدوح فرج)؟! ** فى جريدة الميرور الإنجليزية تقرير عن زيارة قام بها الملاكم الأسطورة محمد على كلاى للبطل السابق ريكى هاتون الذى افتتح ناديا رياضيا أو جمانزيوم. وجاء فى التقرير أن محمد على تخلى عن كرسيه المتحرك، كى يقوم بزيارة المكان وحتى لا يراه ريكى. حيث يعانى أعراض مرض الشلل الرعاش.. إنه الزمن القاسى الذى يقسو على الجميع بلا رحمة. فعلى مدى 20 عاما كان محمد على بطلا لا يضاهى فى الملاكمة. وهو الملاكم الذى كان ينتظر مبارياته العالم أجمع كى يتابعها. ومنه العالم الإسلامى. فكان يلعب بفن، وفى أدائه رشاقة وذكاء وخفة، وهو ملاكم فنان.. وكان شعاره «أحوم كالفراشة وألدغ كالنحلة».. فى 60 عاما لم يعرف العالم ملاكما مثل محمد على، والتالى بعده كان تايسون، وكانت ملكته فى اللعبة هى القوة.. إلا أن فن محمد على كان أقوى من قوة تايسون، ولذلك بقيت ذكريات الفن وماتت القوة من الذاكرة!