بعد أسبوعين من دعوة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، مجلس النواب، للقيام بمهامه المنوط بها «دون استعراض إعلامى..»، بنص بيانه الذى ألقاه فى الثالث عشر من الشهر الحالى أمام البرلمان، تصدر حذاء النائب كمال أحمد، الأخبار الواردة من تحت القبة، بعد رفع النائب حذاءه والاعتداء على زميله توفيق عكاشة، الذى استضاف السفير الإسرائيلى قبل أيام فى واقعة أثارت جدلا واسعا. أحمد، الذى يعد أقدم من حاز عضوية البرلمان من بين النواب الحاليين، لفوزه بعضوية المجلس فى عام 1976، ليس أول من رفع الحذاء تحت القبة، إذ سبقه عدد من النواب السابقين خلال السنوات الماضية. كان الحذاء جزءا من المشهد الشهير لمشادة وزير الداخلية الأسبق زكى بدر التاريخية فى تسعينيات القرن الماضى، أثناء مناقشة استجواب حول التعذيب فى السجون، فبعد إذاعة مكالمات سجلتها الداخلية آنذاك، غضب عدد كبير من النواب، ما أثار حفيظة بدر الذى سب بعضهم، فتدخلوا لمنعه من مواصلة الحديث. وفى مطلع عام 2006 رفع النائب طلعت السادات حذاءه فى مواجهة أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، أحمد عز، بسبب ما وصفه السادات وقتها ب«تلاعب عز فى البورصة المصرية». وفى عام 2009 رفع النائب على لبن حذاءه وهو يتحدث أمام منصة المجلس عن الأوضاع فى غزة، قائلا: «إذا كان الجلاء سيتم من أرض غزة بالحذاء فسنرفعه جميعا»، وعلق رئيس المجلس فتحى سرور، وقتها بالقول إن المجلس «له حرمته وتقاليده التى يجب أن نحترمها، وأن لغتنا العربية مليئة بالتعبيرات الراقية التى يمكننا استخدامها». وفى جلسة سابقة من العام نفسه، رفع النائب الإخوانى أشرف بدر الدين، حذاءه فى وجه زميله عن الحزب الوطنى المنحل نشأت القصاص، أثناء مناقشة مساعى مصر لإغاثة سكان قطاع غزة من المواطنين الفلسطينيين، حيث قال القصاص إن «المعارضة تعمل لصالح أعداء مصر»، فرد عليه بدر الدين برفع الحذاء. ويرتبط الحذاء لدى الشارع المصرى والعربى ب«التحقير»، وتروج لدى عامة المصريين فى معرض الوعيد بالانتقام والتأديب عبارة «هضربه بالجزمة»، كما يذكر التاريخ كيف انتقمت ضرة شجرة الدر منها بقتلها، عبر الضرب بالقباقيب، داخل الحمام بمعاونة بعض النساء. وفضلا عن حذاء الصحفى العراقى منتظر الزيدى، الذى قذف به جورج بوش فى مؤتمر صحفى بالعراق فى ديسمبر من عام 2008، يتذكر المؤرخون، ضرب الزعيم الشيوعى الراحل نيكيتا خروتشوف، طاولة الوفد السوفيتى فى الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة فى أكتوبر من عام 1960، بحذائه ووضعه فوقها، اعتراضا على خطاب رئيس الوفد الفلبينى الذى انتقد السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتى فى شرق أوروبا.