العزباوى: «شراء النواب» وراء صعود الأحزاب.. والألفى: الأحزاب اعتمدت على تكتيك المرشح الفائز وليس الحزبى مصطفى السيد: الأحزاب ذات الإمكانيات المادية الكبيرة هى الأقدر على المنافسة كشفت نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب المقبل، استحواذ الحزبيين على أكثر من نصف مقاعد، حيث حسم 16 حزبا، 108 مقاعد بنظام الفردى، مقابل 105 مقاعد للنواب المستقلين، وهو اعتبره محللون «نتائج متوقعة لكنها لا تعبر عن الوزن الحقيقى للأحزاب فى الحياة السياسية». وأظهرت النتائج الأولية تصدر أحزاب المصريين الأحرار ومستقبل وطن، فيما صعدت أحزاب جديدة مثل الشعب الجمهورى وحماة الوطن فى ترتيب الحزبيين، وهو ما ربطه المحللون باعتمادهم على نواب سابقين بالحزب الوطنى أو مرشحى العائلات الكبيرة، بجانب الاستعانة بالمسئولين التنفيذيين السابقين بالجهاز الحكومى. وتصدر حزب المصريين الأحرار السباق الانتخابى ب41 مقعدا، بينهم 36 مرشحا على مستوى مقاعد الفردى و5 آخرين فى القائمتين الفائزتين ل«فى حب مصر» بالصعيد وغرب الدلتا، من أصل 65 مرشحا خاضوا جولة الإعادة باسم الحزب الذى أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس. وحل حزب مستقبل وطن، الذى يقوده رئيس اتحاد طلاب مصر السابق محمد بدران، وصيفا فى السباق الانتخابى للمرحلة الأولى، بعدما حصد 21 مقعدا، بالإضافة إلى 6 آخرين بقائمة «فى حب مصر»، من أصل 89 مرشحا خاضوا جولة الإعادة. واقتسم حزبا الوفد والشعب الجمهورى المركز الثالث فى ترتيب القائمة الحزبية، بعدما حصدا 11 مقعدا فى المرحلة الأولى، إلا أن الوفد يتفوق بخمسة مقاعد أخرى حصدها الحزب بقائمة «فى حب مصر». وعاد حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، للظهور مرة أخرى فى السباق الانتخابى بعد إخفاقه فى المنافسة على 60 مقعدا لصالح «فى حب مصر» بقائمتى الصعيد وغرب الدلتا، بفوز 8 مرشحين له بمحافظات البحيرة والإسكندرية وبنى سويف من أصل 24 مرشحا للحزب فى جولة الإعادة، ليحل خامسا فى القائمة الحزبية للمرحلة الأولى. وعلى الرغم من خسارة الأحزاب اليسارية التى خاصت سباق المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية مثل التجمع والتحالف الشعبى الاشتراكى والشيوعى والاشتراكى، إلا أن الحزب الناصرى ضمن تمثيله فى المجلس القادم بفوز مرشحته الكاتبة الصحفية نشوى الديب عن دائرة إمبابة. ويرى يسرى العزباوى، خبير النظم الانتخابية بمركز الأهرام الاستراتيجية، فى تحليله لأرقام المرحلة الأولى، أن حصص الأحزاب لا تعبر عن الوزن الحقيقى لها فى الحياة السياسية فى ظل انتشار ظاهرة ما سماه «شراء النواب»، متابعا فى تصريح ل«الشروق»: «الأحزاب المتصدرة للسباق البرلمانى هى الأكثر قدرة على الاستعانة برجال الأعمال ومشاهير الفضائيات مثل المصريين الأحرار ومستقبل وطن والشعب الجمهورى». وعلل الغرباوى، ضعف تمثيل بعض الأحزاب فى السباق الانتخابى لعدم قدرتهم على حشد الاصوات ودعم مرشحيهم فى المعارك الانتخابية مثل أحزاب اليسار وغيرها من الأحزاب الفقيرة. ويرى الغرباوى، ان استعانة الاحزاب بنواب الانتخابات فقط قد يتسبب فى أزمات مستقبلية داخل مجلس النواب، كونهم لا يعبرون عن توجهات أحزابهم. ويتفق الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مع رأى العزباوى، إذ يرى أن النظام الفردى يشجع على نجاح المرشحين الذين يتمتعون بالمال والعصبية، كما أن النتائج تكشف أن الاحزاب ذات الإمكانيات المادية مثل المصريين الأحرار هى الأقدر على المنافسة، كونها تعتمد فى ترشحياتها على رأس المال والمرشحين الذين يتسلحون بالعصبية. أما أكرم الألفى، الباحث المتخصص فى شئون الانتخابات بمركز أحوال مصر، فيرى أن أسباب تفوق الأحزاب هو الصراع على مقاعد الأكثرية بين أحزاب المصريين الأحرار ومستقبل وطن، وهو ما يبرر اعتمادهم على تكتيك النائب الفائز وليس مرشح الحزب. ويقارن الألفى بين الخريطة الحزبية التى ظهرت فى المرحلة الأولى وبين الانتخابات السابقة، بتبدل الصراع بين التيار المدنى والدينى إلى صراع «مدنى مدنى»، وذلك بعد خروج الإخوان أصحاب الأغلية فى 2012 من العملية السياسية بعد 30 يونيو، وإخفاق حزب النور السلفى فى تكرار تجربة الانتخابات الماضية التى فاز بها ب112 مقعدا.