• الأوبريت أضخم ما قدم عن سيد الخلق و14 مليون دولار تكلفة عرضه بمصر يعد أوبريت «عناقيد الضياء» الأضخم بين الأعمال الغنائية التى تناولت سيرة سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام على مدى تاريخ الفن العربى، ليس للقيمة الفنية التى بنى عليها العمل شعرا ولحنا وغناء فقط، لكن لأن القائمين على العمل وفروا له كل الامكانيات التى تليق بعمل يتناول السيرة العطرة للرسول الكريم، لذلك عندما قدم فى الشارقة العام الماضى حظى بدعم هائل من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى بمناسبة اختيار الامارة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 ووقتها استقبلت الشارقة عددا من الوزراء والضيوف وكبار الشخصيات والإعلاميين من مختلف بلدان العالم لحضور أول عرض ل«عناقيد الضياء». وتحكى الملحمة التاريخية العالمية تاريخ الإسلام منذ ولادة النبى محمد صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، وتقدم الصورة الحقيقية عن الإسلام وجوهره النقى، وتحمل رسالة إلى العالم بأسره بجنسياته وأديانه وأعراقه ومذاهبه وانتماءاته، تدعوهم من خلاله إلى التعرف بسيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والصورة الحقيقية للإسلام بما يسهم فى إثراء المنظومة الفكرية العالمية بإنجازات حضارية، تخدم الثقافة الإسلامية وتبرزها لترتوى بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل. وكان وراء هذا العرض فكر حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى الذى أراد أن تكون باكورة برامج وفعاليات الشارقة «عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014» عملا فنيا رفيع المستوى، يخدم الإسلام ويوضح حقيقته السمحة، ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام وفى نفس الوقت عمل يسجله التاريخ ويبقى أثره محفوظا للأجيال القادمة. وشارك فى التحضير ل«عناقيد الضياء» كوادر فنية وتقنية عالية المستوى، وتمت الاستعانة فى مراحل تصويره وإنتاجه بخبراء فى التاريخ الإسلامى ومتخصصين بإعادة تمثيل المشاهد التاريخية وفق تقنيات غير مسبوقة فى العالم العربى إلى جانب الموسيقار والملحن البحرينى خالد الشيخ ومن المطربين على الحجار من مصر وحسين الجسمى من الامارات ولطفى بو شناق من تونس وأكثر من 200 ممثل إلى جانب الإبهار فى الصورة والصوت والمؤثرات التى كانت العنصر الأبرز فى العمل. ولأن هذا العمل يعد الاكثر ابهارا كان ولابد على القائمين على العمل أن يبحثوا عن كيفية عرضه فى هوليوود الشرق مصر وبالفعل تم الاتصال من جانب المسئولين عن العمل بإمارة الشارقة بالفنان الكبير على الحجار العضو المصرى المشارك فى العمل لبحث كيفية نقله للعرض فى مصر خاصة أن هناك سبب آخر للعرض وهو عشق حاكم الشارقة لمصر ولفنها، وبمجرد الاتصال بالحجار بدأ فى البحث عن أكثر من جهة للقيام باستضافة العمل وتسهيل اقامته خاصة أن الجانب الاماراتى سوف يتحمل كل تكاليف العمل داخل مصر، وبالفعل اتصل على بوزارتى الثقافة والسياحة وحضر وفد إماراتى لمعاينة أكثر من مكان منها مسرح محكى القلعة لكن كانت المشكلة هى ضيق وصغر مساحة المسرح، وهنا قرر الحجار أن ينتقل لجهة أكثر تنظيما ولديها الكثير من الامكانيات التى تسهل إقامة العمل وهى الشئون المعنوية التابعة لوزارة الدفاع، وبالفعل رحبت الشئون المعنوية بالعمل وكان الاقتراح أن يقام فى استاد الدفاع الجوى بالتجمع الخامس وبالفعل ذهب فريق العمل وعاينوا المكان ووافقوا، وبقى اختيار الوقت. وهنا اقترحت الشئون المعنوية أن يقام خلال احتفالات مصر بمناسبة انتصارات أكتوبر المجيدة فى الفترة من 5 إلى 9 أكتوبرالقادم، وأثناء اللقاء اقترح أن يكون هناك جانب للاحتفال بذكرى اكتوبر وتحولت الفكرة إلى أوبريت مدته 20 دقيقة تحت عنوان «مصر المكان والمكانة» ويحتوى على 3 أجزاء عن تاريخ مصر وانتصارات حرب أكتوبر والمستقبل المنتظر لمصر. 750 فنانا فى العرض.. أبرزهم قائد ألمانى ومؤلف موسيقى «بات مان» و«ول ستريت» يضم الأوبريت نجوما عالميين لهم تجارب هامة جدا على المستوى الموسيقى والسينمائى لتحقيق الابهار لعمل بهذا الحجم وهذه القيمة، أهمهم المؤلف الموسيقى كريستيان شتينهاوزر وهو قائد فرقة الأوركسترا الألمانية، وكذلك «مات دنكلى» الذى يعتبر أحد أشهر الموسيقيين وملحنى الأفلام فى بريطانيا والعالم، وقد صنع موسيقى أكثر من «90» فيلما، بما فيها «باتمان» و«مولن روج» و«وول ستريت»، و«الرجل الحديدى»، و«إليزابيث: العصر الذهبى»، وهو قام بدور الموزع الموسيقى للالحان التى وضعها خالد الشيخ. كما يشارك فى «عناقيد الضياء» أكثر من «200» ممثل، من دول عربية وأجنبية، من بينها الإمارات، والكويت، ولبنان، والمغرب. ويصل عدد فريق العمل كاملا من ممثلين وموسيقيين وملحنين ومخرجين ومنتجين ومصممين إلى «750» فنانا وشارك فى التسجيلات الموسيقية ل«عناقيد الضياء» التى قام بتلحينها الكبير خالد الشيخ، أكثر من «70» عازفا من الأوركسترا الألمانية، ويشارك بالغناء إلى جانب الحجار كل من الفنان الإماراتى حسين الجسمى، والفنان التونسى لطفى بشناق، المطرب الفلسطينى محمد عساف. على الحجار: العرض رسالة مهمة للعالم ويثبت أن الغناء ليس ترفيها فقط الأوبريت يرد على مسئولين يرون أن إنتاج الدولة للفن إهدار للمال العام الفنان على الحجار المطرب المصرى الأبرز خلال الربع قرن الأخير ولذلك كان من الطبيعى أن يتم اختياره ليكون أحد ابطال عرض «عناقيد الضياء»، خاصة أن العمل يحتاج إلى مطرب من العيار الثقيل فى ظل وجود عمل موسيقى وضع بشكل يحتاج إلى اصوات من نوع خاص لديها القدرة على التطريب والأداء التعبيرى لأن العمل يعتمد فى الأساس على وجود دراما من خلال قصة الرسول الكريم والمعاناة التى عاشها منذ نزول الوحى عليه مرورا بما تعرض له من مضايقات وحروب من اعداء الاسلام وقتها وحتى هجرته ثم فتح مكة خطبة الوداع. كل هذه الأمور تتطلب مطربين من نوع فريد، فكان على الحجار هو الاختيار الأول والأخير، سألت الحجار عن العرض وعناصر الابهار وما شاهده فى الشارقة وتوقعاته عند العرض بالقاهرة، فقال: منذ 3 أشهر حضر فريق عمل العرض وقابلنا وزيرى السياحة والثقافة السابقين ومدير الشئون المعنوية، واستقرينا فى النهاية على استاد الدفاع الجوى لأن المكان يتسع لأعداد كبيرة إلى جانب ان أرض الملعب تجعلك قادرا على بناء مسرح ضخم يتسع للديكور المصمم ولحركة المجاميع، وأثناء اللقاء اقترحت الشئون المعنوية عمل جزء فى بداية العمل عن حرب أكتوبر وتطورت الفكرة إلى أوبريت مدته 20 دقيقة عن أكتوبر يقدم ليوم واحد وهو يوم الاحتفال بالنصر من كلمات الشاعر محمد البوغة، وألحان خالد الشيخ «بحرينى». وأضاف الحجار أن العمل من الناحية الفنية يعد عملا عالميا بكل المقايس فالموسيقى وضع ألحانها الملحن الكبير خالد الشيخ وهو ملحن معروف وتم تنفيذ الموسيقى بواسطة موسيقيين عالميين، إلى جانب الابهار فى الصوت والاضاءة والديكور وحركة المجاميع هو بالفعل عمل يستحق الاهتمام والمشاهدة إلى جانب انه يتناول سيرة الرسول وسماحة الاسلام وهى رسالة هذا وقتها فى ظل ما تقوم به الجماعات المتطرفة من تشويه متعمد للاسلام وبالتالى عندما نقدم عملا يحيى تاريخ وعظمة الاسلام فهذه رسالة للعالم عن نبى الأمة. وأضاف أن الأوبريت يمتد لمدة ساعة وخمسة وأربعين دقيقة وهو أوبريت وليس أوبرا نظرا لوجود مقاطع تمثيلية داخل العمل تحكى السيرة وهناك شخصيات سوف تظهر مثل بلال بن رباح مؤذن الرسول وحمزة عم الرسول ويؤدى هذه الشخصيات ممثلين من دول عربية مثل السعودية، وهنا لابد أن أشكر كل القائمين عليه لأنهم بالفعل قدموا نموذجا لما يجب أن يقدم الفن العربى بصفة عامة كما أشكرهم ايضا لأنهم اهتموا بتقديمة فى القاهرة وهذا يعكس علاقة شعب الامارات بالشعب المصرى. وعن بداية البروفات.. قال البروفات بدأت منذ فترة لكن المطربين سوف يبدأون فى مرحلة متأخرة لأن دورهم هو الغناء أما المجاميع والحركة والإضاءة وخلافه بدأت بالفعل. وعن تكلفة العرض قال على الحجار: على حسب ما سمعت أن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى قال إن تكاليف إقامة العمل فى مصر سوف تصل إلى 14 مليون دولار. وأضاف أن الجميل رغم التكاليف الكبيرة فإن القائمين على العمل لا ينظرون لأى عائد فهو سيقدم مجانا لأن الأهم عندهم هو الرسالة التى يقوم عليها العمل وليس العائد المادى، وقال الحجار أتمنى أن نرى هذا الانتاج الضخم فى مصر لأننا للأسف نفتقد له وعندما نقدم عملا بتكاليف محدودة نفاجئ بمن يقول إن هناك إهدارا للمال العام، فالدولة معنية بالأساس بتقديم الافضل لمواطنيها بعيدا عما يقال فهذه النوعية من العروض ليس لها عائد ولا تنتظر أى عائد منها. وحول اهتمام الخليج بالغناء وبالاعمال التراثية فى الوقت الذى تشهد مصر تراجعا فى هذا الاطار قال: الكل يعلم أن الاغنية المصرية هى التى عرفت ونشرت لهجتنا فى العالم العربى والخليج وللأسف هذه الدول الآن سبقتنا وأصبحوا يعملوا على الاهتمام بفنانيهم وبالقيمة فى الوقت الذى وجدنا فيه مصر تهتم بأغانى المهرجانات، وعليك أن تقارن بين ما يقدم فى الخليج وما يقدم فى مصر ستجد النتجة انك ستخجل مما نقدمه نحن. هناك الاهتمام بالقيمة على حساب كل شىء إلى جانب اهتمامهم بالتراث بالتأكيد، ونحن كما ذكرت مازالنا مختلفين على موعد ميلاد أم كلثوم وعبدالوهاب وهم يتقدمون خطوات واسعة فى كل شىء، وعلينا أن نلحق أنفسنا لان الريادة بتتسجب وعلى الدولة أن تعى أن الفن ليس ترفيها ودلعا وأنا وأطالب الدولة بالاهتمام بهذه النوعية من العروض لأن شركات الانتاج أغلقت أبوابها وعلى الدولة أن تعود وتضع أيديها فى الدراما والأغنية والسينما من أجل تحقيق الهدف من الفن وهو التنوير المطلوب وهذا دور الدولة.