اختارت الفنانة إلهام شاهين أن تقدم فى مسلسلها الجديد «علشان ماليش غيرك» شخصية المرأة الحاكمة لبلد بأكملها، والمتحكمة فى مصائر وأقدار رجالها.. وهو الموضوع اجتماعى فى ظاهره، سياسى جدا فى باطنه. فى السطور التالية نتعرف من إلهام شاهين تفاصيل المسلسل، وعلاقته بالمرأة المصرية، وسبب خوفها وقلقها من المنافسة الرمضانية. فى البداية سألتها عن علاقة المسلسل بحركة النهضة التى يشهدها واقع المرأة المصرية هذه الأيام؟ نحن لا نقدم المرأة فى المسلسل كتعبير عن مصر، لأن زوج «منيرة» (الشخصية التى أقدمها فى المسلسل) اسمه حسن الرشيدى، والبلدة اسمها «نزلة الرشيدى»، التى تتوارثها عائلة زوجها أبا عن جد، وعندما يتوفى زوجها تحاول أن تورث ابنها مقاليد حكم البلدة مكان أبيه، ولكنها تفاجأ بأن الابن لا يملك الاستعدادات والمقومات التى تجعله يحكم، فتضطر أن تتولى هذا المنصب بنفسها وتصبح كبيرة النزلة. والمسلسل بوجه عام له علاقة بكل ما يحدث فى حياتنا كمصريين، لأن عندنا أغنياء جدا، وآخرين فقراء جدا، وهناك من هو مظلوم فى حياته، وهناك من هو قوى يستطيع انتزاع حقه، فالمسلسل يقدم رسالة للأغنياء لكى يشعروا بالفقراء، وأيضا كيف نحاول تغيير المجتمع للأفضل. لكن مؤكد أن هناك إسقاطا على ما يحدث فى مصر الآن؟ المسلسل به إسقاط على أى بلد بها بشر بسطاء وفقراء، ومؤكد أن مصر ضمن هذه البلاد، فالمسلسل يتحدث عن الناس البسطاء جدا، مثل الذين يموتون لأنهم لا يجدون ثمن الدواء لأمراضهم فهذه المرأة تحاول الدخول فى حياة هؤلاء الناس لتغيرها وتصلحها، وتعلمهم كيف يغيرون أنفسهم بأنفسهم وألا ينتظروا التغيير من الغير. إذًا فمنيرة حاكمة عادلة وليست ديكتاتورة ومتسلطة؟ ليست متسلطة أبدا، بالعكس فهى تريد مساعدة كل الناس وتغيير حياتهم للأفضل وإذا قسنا ما يحدث فى المسلسل على الواقع سنكتشف دور المرأة فى المجتمع، فالمرأة تستطيع فعل كل شىء، وعندنا نساء فى المجتمع متميزات فى كل المجالات فمنهن الوزيرة والقاضية، ونحن نؤكد فى المسلسل أن المرأة الآن تسهم بشكل كبير فى إصلاح المجتمع. هناك 65 مقعدا فى مجلس الشعب بنظام الكوتة للمرأة ألا تفكرين فى أن ترشحى نفسك لمجلس الشعب؟ أنا من نوعية لا تفكر إطلاقا فى العمل بالسياسة، لأن لدى مهنة أخرى وهى التمثيل وتأخذ كل وقتى، ولن أستطيع خدمة الناس من خلال أى مهنة أخرى غير التمثيل حتى إذا أصبحت عضو مجلس الشعب، فأنا أخدمهم من خلال أعمالى الفنية وأعلمهم وأثقفهم وأوصل لهم رسائل وإن كان ذلك بشكل غير مباشر. هل ابتعادك عن الأدوار الرومانسية من خلال هذا العمل مقصود؟ نعم مقصود لأنه ليس من الطبيعى أن أظهر فى كل أعمالى امرأة رومانسية، فأنا أريد أن أكون دائما متنوعة، وأن يكون دورى فى كل مسلسل مفاجأة للمشاهدين، فلا أحب أبدا أن اكون تقليدية ومكررة. صرحت من قبل بأنك ستظهرين فى المسلسل بشكل مختلف..كيف؟ هذا صحيح.. لأن الجمهور سيرانى أرتدى ملابس أقرب إلى الحجاب، على الرغم من أن «منيرة» فى الحقيقة امرأة غير محجبة بالمعنى الدينى، ولكنها ارتدت الحجاب لأنه الزى الرسمى للبلد الذى تعيش فيه «أى فى مصر الآن»، فهذا اللبس الفضفاض الطويل، والطرحة التى يتم وضعها على الرأس لم يعد زى المرأة المتدينة فقط، وإنما أصبح زيا لنساء لبلد بأكملها خصوصا فى المناطق الشعبية.. وما حقيقة أنك أنفقت أكثر من مليون جنيه على عباءات اشتريتها لترتديها فى المسلسل؟ هذا صحيح فأنا اشتريت عددا كبيرا من العباءات من دول عربية كثيرة منها المغرب ومصر وأيضا دول أخرى خليجية، وذلك لأستطيع تجميع كم كبير من العباءات تتطلبها الشخصية التى أقدمها فى المسلسل، وإذا كنتم ترون رقم المليون جنيه كبيرا.. فالمبلغ الذى أنفقته أكبر من هذا الرقم ولكنى قلت فقط مليون. تردد أن المسلسل به كثير من شخصيتك الحقيقية.. ما حقيقة ذلك؟ هذا غير صحيح على الاطلاق لأنى لست حاكمة لأى بلد، وزوجى ليس متوفى، ولم أحتل منصبه.. كما أنها أم مشغولة بمشاكل أولادها الكثيرة التى تسعى إلى وضع حلول لها، كما أنها تحتك بالمجتمع لتعرف مشاكل الناس وتحلها بنفسها، وأنا لا أعيش هذه الحالة إطلاقا، فأحداث المسلسل كلها بعيدة عنى.. وما أهم القضايا التى يتناولها المسلسل؟ الخوف والاحساس بالقهر الذى يشعر به المجتمع. المسلسل يتم تصويره على طريقة أفلام السينما والمشاهد الخارجية أكثر من «الداخلى» فهل هذا يفقد المسلسل خصوصيته أم يميزه؟ طبعا يميزه لأن الصورة ستكون مختلفة جدا وأجمل وأروع كثيرا، فالمسلسل تم تصوير 75% من أحداثه «خارجى»، و25% فقط تم تصويرها داخل الاستديوهات، هذا بالإضافة إلى أننا قمنا بالتصوير فى أماكن ساحلية جميلة على البحر فى مدن الإسماعيلية، والإسكندرية وعدة أماكن أخرى، والصورة ستكون أفضل لزن الأماكن المفتوحة والتصوير الخارجى تعطى راحة للعين أكثر. أكثر من مسلسل اتبع هذه الطريقة فى التصوير فهل هذا أصبح اتجاها؟ الحقيقة أنا لا أحبذ هذا النوع من التصوير فى الدراما، لأنى بذلت فى هذا المسلسل مجهودا كبيرا جدا، خصوصا أننا نصور فى الصيف ودرجة الحرار ة أكثر من 40 درجة.. ولا أعتقد أننى سأكرر تجربة التصوير بطريقة أفلام السينما مرة أخرى. إلهام شاهين انضمت لقائمة النجوم التى تستعين بمخرجين عرب ما السبب؟ السبب أن كل المخرجين المصريين الكبار كانوا مشغولين بتصوير أعمالهم الرمضانية، فقررنا الاستعانة بمخرج سورى لأننا بدأنا التصوير متأخرين، كما أن الاستعانة بمخرج سورى لم يكن تفكيرى، وإنما كان اقتراح المنتج لأنه لبنانى فهو الذى رشح اسم رضوان شاهين لإخراج المسلسل وأنا لم أعترض لأنى ليس لدى أى مشكلة فى التعامل مع أى مخرج أيا كانت جنسيته سواء كان سوريا أو تونسيا أو لبنانيا مادام مخرجا جيدا، فأنا ليست لدى هذه العنصرية فى الفن، فإذا جاء لى مخرج أمريكانى وطلبنى للعمل معه سأوافق طبعا مادام جيدا. كيف تتوقعين شكل المنافسة الدرامية فى رمضان؟ المنافسة كل سنة حامية وليس هذا العام فقط، لأن هناك عددا كبيرا من الأعمال، ومن المستحيل أن يستطيع أحد أن يشاهدها كلها، فشهر رمضان يعرض فيه أكثر من 50 عملا جديدا، والطبيعى أن الناس لن تتابع أكثر من 4 أعمال طوال الشهر، فالمنافسة شرسة وصعبة لأن كل مسلسل يفكر فى أنه سيكون هناك 50 مسلسلا و4 فقط هى التى سيتم مشاهدتها فى رمضان. هل دخول نجوم السينما بمسلسلات يؤثر على نجوم رمضان؟ لا أعترف بما يسمى نجوم رمضان الرئيسيين لأن الخريطة تتغير كل عام، ووجود نجوم السينما فى التليفزيون أمر طبيعى وليس بالظاهرة لأنهم كانوا موجودين فى كل وقت، فأنا فى حياتى لم أتوقف عن العمل فى التليفزيون حتى عندما كنت أقدم 6 أفلام فى العام الواحد. لكن مع كثرة مسلسلات النجوم من الممكن أن يتعرض مسلسلك للظلم؟ ألا يشاهد المسلسل فهذا أمر وارد جدا، لكن ليس لأن معه مسلسلات أخرى، فالمسلسل ممكن أن يعرض منفردا فى الموسم وأيضا لا يشاهده أحد بسبب عدم اعجاب الناس به، فأنا مقتنعة بأن المسلسل الجيد يجذب الناس لمشاهدته فى أى وقت وتحت أى ظرف وعلى أى قناة. وحتى إذا لم تشاهد هذه الأعمال فى رمضان، سيتم عرض الأعمال الجيدة منها بعد رمضان ويستطيع الناس مشاهدتها بشكل أفضل، والدليل أن مسلسل «قصة الأمس» الذى قمت ببطولته مع مصطفى فهمى فى رمضان الماضى لايزال يعرض حتى الآن فى الفضائيات المختلفة، لذلك أشعر بصدى نجاحه طوال العام ويمكن بعد رمضان شعرت بنجاحه أكثر.