توفى الشاعر والناقد والمؤرخ الفنى بشير عياد، صباح أمس، بمستشفى المنيل التخصصى، عن عمر ناهز 55 عاما، أثرى خلالها المكتبة الأدبية بعدد كبير من الأعمال الأدبية والنقدية، ودواوين الشعر التى تغنى بها كبار المطربين، فى مصر والوطن العربى. اتسم عياد بالثقافة الموسوعية، والإحاطة الكبيرة بالمواضيع التى يتناولها بالنقد والتحليل، ممتلكا أدواته من قواعد اللغة، والاطلاع الواسع على التراث الأدبى العربى، كما تجلى فى كتابه المهم ناطحات شعرية، الذى وصفه الشاعر الكبير فاروق شوشة بأنه «صرخة فى وجه الرداءة». ووصف شوشة صاحبه بأنه «شاعر معاصر وجد أن مسئوليته تجاه نفسه، وتجاه الآخرين، أن يثقف نفسه أولا من خلال العودة إلى أصول الشجرة الشعرية العربية، راصدا جمالياتها، متتبعا تجلياتها، متوقفا أمام ما تمثله كل ناطحة سحاب من هذه القصائد الباذخة، من أفق شعرى، واكتمال فنى، ورؤية للحياة والوجود والكون». أما شعر عياد، فقد تغنى به عدد من أهم وألمع نجوم الغناء، ومنهم على الحجار، وهانى شاكر، ومحمد ثروت، ومحمد الحلو، ومطرب النوبة الشهير حمزة علاء الدين، الذى غنى من كلمات عياد لحنه الأشهر «مليش عنوان».. كما تعامل بشير مع كبار الملحنين وعلى رأسهم عبدالعظيم محمد وعمار الشريعى، ومنير الوسيمى وسامى الحفناوى. كان الشاعر الراحل مؤرخا فنيا نادر المثال، اهتم كثيرا بتوثيق المعلومات الفنية، وتصحيح الأخطاء التأريخية المنتشرة والشهيرة، ولعل جهده الأكبر قد انصب فى موسوعته التى لم تكتمل عن سيدة الغناء العربى أم كلثوم، فى سبعة مجلدات ضخمة، أخذت من مؤرخنا 18 عاما لإعدادها، وأصبحت الآن بحاجة لطباعتها وإخراجها على الوجه الذى كان يتمناه صاحبها. فى 20 أبريل عام 1960، استقبل بشير عياد الدنيا، بإحدى قرى كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وتدرج فى مراحل التعليم حتى تخرج فى كلية الحقوق، عام 1982، وعرف طريقه إلى الصحافة من خلال مجلة كاريكاتير، وبالرغم من حداثة سن عياد إلا أن الفنان الكبير الراحل مصطفى حسين ظل لسنوات عديدة يرسم البورتريه المصاحب لمقال الشاعر الراحل. وكتب الراحل الكبير الأعمال الغنائية لعدد من المسلسلات التليفزيونية، كما سجل مئات اللقاءات للتليفزيون المصرى، والفضائيات المختلفة، ودعا للعديد من الندوات الثقافية خارج مصر، حيث لفت الأنظار بحضوره الطاغى وثقافته الموسوعية.