أنهى مئات اليهود التونسيين والأجانب، مساء الخميس، طقوس زيارتهم السنوية إلى كنيس الغريبة، أقدم معبد يهودي بإفريقيا، الذي استمر يومين وجرى وسط إجراءات أمنية مشددة. وخلال هذين اليومين، أدى اليهود في أجواء احتفالية وطقس شديد الحر، الصلوات وأشعلوا الشموع داخل الكنيس وحصلوا على "بركة" حاخاماته وتناولوا نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم. وجرى طقوس هذا العام بعد هجوم دموي استهدف في 18 مارس الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" وأسفر عن مقتل 21 سائحًا أجنبيًا وشرطي تونسي، وتحذير إسرائيل من "مشاريع لإعتداءات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في تونس". وأغلقت قوات الأمن محيط الكنيس والطرق المؤدية إليه ولم تسمح بدخوله إلا للزوار والصحافيين. وركزت الشرطة حواجز في "الحارة الكبيرة" الحي اليهودي الرئيسي في جربة، حيث فتشت السيارات وتثبتت من هويات القادمين بحسب صحافيي فرانس برس. وتقام هذه الشعائر وسط إجراءات أمنية مشددة منذ أن تعرض كنيس الغريبة في 11 أبريل 2002 لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة تبناه تنظيم القاعدة وأسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحًا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين). ويحج اليهود إلى الغريبة منذ أكثر من 200 عام بحسب رئيس الكنيس بيريز الطرابلسي الذي أفاد أن عدد الزوار وصل إلى 8000 قبل الهجوم الانتحاري الذي استهدف المعبد في 2002. واعتبر روني الطرابلسي، أحد المنظمين، في تصريح لفرانس برس عدد المشاركين هذا العام "محترمًا جدا" خاصة إثر "ما حصل في تونس" في إشارة إلى هجوم باردو، مضيفا "رغم حرارة الطقس، جاء الحجاج". وقال "السياحة تأثرت جدًا من الأحداث الأخيرة في تونس، إنه أمر جيد جدًا أن نرى الحجاج يأتون (إلى الغريبة) رغم كل شيء". والسبت، أعلن مكتب مكافحة الإرهاب التابع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بيان أن "آخر المعلومات تشير إلى أن هناك مشاريع لإعتداءات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في تونس" ونصح الإسرائيليين واليهود بعدم السفر إليها. لكن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي اعتبر الثلاثاء أن التحذير الإسرائيلي "غير بريء ويراد به الإساءة إلى سمعة تونس من الناحية الأمنية والعسكرية والتأثير على حج الغريبة". ويعيش في تونس نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة. وقبل استقلالها عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس 100 ألف يهودي، وغادر هؤلاء البلاد بعد الاستقلال نحو أوروبا وإسرائيل.