«الشروق» تستطلع الطريق الدولى بعد هجمات الخميس الدامى قرية «قبر عمير» باتت شبه مهجورة وآثار الهجمات على مدرسة ووحدة صحية ومنازل الأهالى دفعت القوات المسلحة بتعزيزات أمنية جديدة إلى ارتكازاتها على مسار الطريق الدولى شرق مدينة العريش، بغرض زيادة تأهيلها لردع الاعمال العدائية، فيما قامت مروحيات "الاباتشى" بتوفير غطاء جوى أثناء تحرك الشاحنات التى أقلت قطع المدفعية المتحركة من عيارات هاوتزر 155 ملم وتمركزها عند الارتكازات وإحاطتها بسواتر ترابية وصخرية. جاء ذلك وفقا لأكثر من مصدر أمنى، بهدف توفير حماية أكثر فاعلية للارتكازات وأفرادها وردع العناصر التكفيرية، وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان تنظيم أنصار بيت المقدس تبنيه للهجمات على سبعة ارتكازات على الطريق الدولى ونشره صورا على حسابه بموقع تويتر تبين صورا لأفراد من الجيش قتلى واقتيادهم مدرعتين ثم صورة تبين مدرعة بعد تفجيرها وصورة لسيارة تنقل صناديق من ذخائر القوات المسلحة التى تم نهبها من كمين "العبيدات" الذى تعرض لأعنف هجوم ضمن الهجمات السبعة، كما تظهر فى الصور سيارة الإسعاف التى استولى عليها التنظيم من مستشفى الشيخ زويد، ويزعم التنظيم أنها سيارة إسعاف لولاية سيناء ويظهر داخلها عنصرا مصابا خلال الهجمات مظلل الوجه مستلقى على نقالة السيارة ومصابا فى الصدر، كما يظهر القيادى فى التنظيم مرتديا زيا عسكريا سافر الوجه، كمال علام أحد اشد المطلوبين لأجهزة الأمن و الذى سبق وأن أعلن عن مقتله ويقف علام في الصورة بجوار إحدى المدرعات ويحمل سلاحا آليا وسكين كبير مثبت فى جعبة عسكرية عل صدره. وعلى صعيد آخر، تواصلت العمليات العسكرية فى أطراف الشيخ زويد الجنوبية ورفح واستخدمت القوات القذائف ضد مخابئ العناصر فى القرى المهجورة باللفيتات و التومة والجميعى، كما حلقت طائرات الرصد الجوى فى أكثر من توقيت. وفى جولة "للشروق" على مسار الطريق الدولى، اتضح قلة أعداد السيارات المارة على الطريق رغم إعادة فتح الكمائن الأمنية التى أغلقت بعد هجمات الخميس الدامى، وتحدث أكثر من مواطن عن مخاوفهم أثناء الانتقال على الطريق المتخم بالأكمنة، وإطلاق الرصاص المستمر بشكل تحذيرى، مضيفين أن الذهاب للعريش من الشيخ زويد ورفح يأتى للضرورة القصوى ومنها الذهاب للعيادات الطبية أو إعادة التزود بالوقود والغاز نظرا لتوقف الإمدادات عن الشيخ زويد ورفح أو لقضاء المصالح فى الدوائر الحكومية. وفى قرية قبر "عمير" التى تعرض اثنين من الارتكازات الأمنية فيها لهجمات إرهابية الخميس الماضى، بدت القرية خالية من السكان، فمنهم بحسب رواية أحد السائقين من سكان القرية هناك من هجر بيته باتجاه أقاربه فى العريش لحين استقرار الأوضاع، وبدت آثار الدمار واضحة على أحد المنازل الذى أصيب بقذيفة فيما بدت آثار الطلقات النارية وآثار قذيفة على حوائط مدرسة قبر عمير الابتدائية وتناثرت آثار الطلقات على مبنى الوحدة الصحية، والتزم السكان الباقين فى القرية بيوتهم وحرصوا على عدم خروج أبنائهم خارج البيوت لمنع تعرضهم للإصابة عند حدوث أى طارئ، وقد أضاف السائق لقد عاش الأهالى ساعات من الرعب الخميس الماضى يصعب نسيانها فاثنين من الكمائن تقع حولها بيوت الأهالى، وإن الرصاص والقذائف كانت تتطاير حولهم فى كافة الاتجاهات وسط صرخات الأطفال. أضاف السائق فقدت القرية ثلاثة من أبناءها جراء الهجمات بسبب القذائف والرصاص بخلاف إصابة حوالى 10 أفراد يخضعون للعلاج بمستشفى العريش العام، وقام الأهالى بدفن أحد القتلى الثلاثة بعد صلاة الجمعة فى مقابر الشيخ زويد فى موكب جنائزى حزين بمشاركة كبيرة من الأهالي و ذلك بعد الحصول على تصريح من النيابة العامة. وعند الكمائن فى القرية، يقوم الجنود بإعادة تأهيلها بوضع السواتر الجديدة والمراقبة من فوق خزان مياه ومن فوق الوحدة الصحية للتحركات فى حالة تأهب كاملة، ووجهت دبابات m 60 مدافعها فى عدة اتجاهات بينما تمترست المدرعات خلف السواتر، وبدا هذا الحال واضحا عند جميع الكمائن على طول الطريق الدولى البالغ مسافته 50 كيلو مترا وعددها 17 كمين ثابت. واستأنف قلة من المواطنين تحركاتهم على الطريق الدولى بين العريش والشيخ زويد بعد إعادة فتح الطريق، فيما كان أفراد الكمائن يقومون بتفتيش دقيق للسيارات العابرة و الإطلاع على هوياتهم و تراخيص السيارات وتفتيش الحقائب. ولجأ أغلبية السائقين لاتخاذ مسار فرعى من عند كمين "جرادة" شديد الحراسة والاتجاه للعريش من جهة الجنوب عند كمين المزرعة الذى اصطفت أمامه طوابير السيارات لعدة كيلو مترات فى الاتجاهين، فيما كانت بعض السيدات يتجهن بأوراق بدا أنها تحاليل طبية وصور أشعات، لكى يحصلن على إذن بالمرور دون الانتظار فى طوابير السيارات، وتكرر هذا المشهد عند كمين الخروبة، وقال السائقون إنهم لا يمرون من كمين الريسة الأقرب للعريش بسبب إغلاقه بشكل متقطع وتشديدات المرور وأن الرحلة من الشيخ زويد إلى العريش تستغرق الآن ساعتين بعد أن كانت لا تزيد عن نصف ساعة فى الأوقات العادية بينما قال المواطنون إنهم يفضلون الذهاب للعريش مبكرا، و العودة مع آذان العصر رغم أن موعد حظر التجوال يحل الساعة السابعة مساء، وذلك لأن الطريق يصبح موحشا ومخيفا مع حلول آذان المغرب، على حد قولهم.