يعقد لقاء إيراني أمريكي، الأحد في سويسرا، في إطار جولة المفاوضات الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني على أمل التوصل إلى اتفاق سياسي تاريخي بحلول نهاية مارس الجاري. فبعد اثنتي عشرة سنة من التوترات الدولية وثمانية عشر شهرا من المحادثات المكثفة، حددت الجمهورية الإسلامية والدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا وألمانيا)، مهلة تنتهي في 31 مارس للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم امتلاك إيران القنبلة الذرية مطلقا مقابل رفع العقوبات. وقبل وصوله مساء الأحد إلى لوزان للقاء نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أدلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتصريحات متناقضة حول فرص التوصل إلى اتفاق. وقال من شرم الشيخ بحسب مقتطفات من حديث للمحطة التلفزيونية الأمريكية «سي بي إس» يبث كاملا الأحد "آمل أن يصبح هذا الأمر ممكنا خلال الأيام المقبلة". وردا على سؤال عن إمكانية تمديد المفاوضات لما بعد المهلة النهائية المحددة لها في 31 مارس، قال كيري: "نعتقد جازمين أن ليس هناك أي شيء سيتغير في أبريل أو مايو أو يونيو يجعلكم تعتقدون أن القرار الذي لا يمكنكم اتخاذه الآن ستتخذونه حينها". وأضاف، أنه إذا كان البرنامج النووي الإيراني "سلميا" بالفعل كما تؤكد طهران "فلننته من هذا الأمر". وإذا توصلت الدول الكبرى وإيران إلى اتفاق سياسي بحلول 31 مارس ينتقل الطرفان إلى إعداد اتفاق نهائي وكامل يتضمن كل التفاصيل التقنية ويفترض أن يتم إبرامه بحلول 30 يونيو أو الأول من يوليو. وسيحدد الاتفاق السياسي، المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية واستحالة توصل طهران إلى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق وجدول زمني للرفع التدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني. لكن كيري، الذي يتفاوض منذ أشهر بشأن الملف النووي الإيراني، أبدى أيضا حذره السبت أثناء وجوده في شرم الشيخ. فبعد أن أكد في مؤتمر صحفي تحقيق "تقدم" في المحادثات مع إيران لفت إلى استمرار وجود "خلافات مهمة". وتابع الوزير الأمريكي محذرا: "لا نعلم حتى الآن ما إذا كنا سنتوصل (إلى اتفاق) أم لا"، مشددا على أن "الوقت بات معدودا" للأمل في التوصل إلى "اتفاق جيد". وذكر بأن الرئيس باراك أوباما "قال وكرر أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". وتنفي إيران (الشيعية) باستمرار أنها تسعى لحيازة القنبلة الذرية، وتؤكد أن برنامجها النووي ليس له سوى أهداف مدنية. أما الرئيس الأمريكي، الذي جعل مسألة التقارب مع إيران في سلم أولويات سياسته الخارجية، فلم يستبعد مطلقا بشكل كامل قصف البنى التحتية الإيرانية في حال فشل السبل الدبلوماسية. لكن هذا الخيار الفرضي لم يهدئ غضب إسرائيل، حليف واشنطن وعدو إيران. ولم توضح وزارة الخارجية الأمريكية متى سيغادر كيري لوزان، ربما الجمعة عشية رأس السنة الإيرانية (النوروز) في 21 مارس، حيث إن الوفد الإيراني يريد الاحتفال بهذا العيد في الوسط العائلي. وبعد أول اجتماع مع كيري مساء الأحد أو صباح الإثنين، ينتظر وصول ظريف خلال النهار إلى بروكسل للقاء وزراء الخارجية الأوروبيين، الفرنسي والبريطاني والألماني. ثم سيلتقي وفود مجموعة 5+1 الثلاثاء في لوزان.