سائرًا مع خطيبته "مروة عمارة" في حديقة فندق الماريوت بالقاهرة، الفندق الذي شهد إلقاء القبض عليه في ديسمبر 2013، وصف الصحفي "محمد فهمي" الأيام التي قضاها في السجن مع زميليه الأسترالي بيتر جريسته والمصري باهر محمد، كانت "تصفية حسابات جيوسياسية كنا نحن الثلاثة البيادق فيها". وأعرب فهمي في حواره مع الكتاب البريطاني "روبرت فيسك" نشرته صحيفة "إنبدندنت" البريطانية، عن إحباطه من فشل الحكومة الكندية في ترحيله من القاهرة إلى تورنتو بعد تنازله عن جنسيته المصرية. وأوضح فهمي أنه عاقد العزم على مقابلة الوزراء المصريين وزيارة مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ سعيًا نحو الحصول على حريته خارج البلاد، مضيفا "هذا غير مقبول، حتى المصريين يسألون أسرتي: أين الكنديون؟". وأكد فهمي أنه لم يكن راغبًا في التنازل عن جنسيته المصرية "ولكنهم أخبروني أن هذه هي الطريقة الوحيدة"، مشيرًا إلى أنه مضطر للذهاب كل صباح لتسجيل اسمه في أي قسم شرطة قريب من منزله "إنه أشبه بالإفراج المشروط". ويرى فهمي أن رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" لم يعمل على ضمان إطلاق سراحه، بخلاف نظيره الأسترالي "توني أبوت"، الذي تدخل بشكل حاسم لصالح جريسته، بحسب قول فهمي. وأوضح فهمي "أنا مضطر للتعامل مع الوزراء المصريين هنا بنفسي، من يستطيع أن يدافع عني أفضل مني؟ ولكن لماذا لم يتحدث هاربر مع السيسي؟ توني أبوت تحدث مع السيسي ثلاث مرات لإخراج بيتر من البلاد". وقال فهمي "حتى جون كيري قال إن احتجاز الصحفيين أمر شديد القسوة، وأنه لا يوجد أي أمريكيين في السجون المصرية. إن أفضل ما كان بإمكان الكنديين قوله هو أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة بشأن احتجازنا. وقال متحدث رسمي كندي إنهم أرسلوا رسالة إلى السيسي، لم يكشفوا حتى عن توقيت الرسالة". حريصًا على عدم الإساءة للسلطات المصرية، قال فهمي البالغ من العمر 40 سنة، إن ضابط من الأجهزة الأمنية أخبره أن تنازله عن جنسيته كان "الطريقة الوحيدة" لإخراجه من البلاد. وأوضح فهمي أن الضابط كان ودودًا وقال له هاتفيًا "يا محمد، أعلم أن عائلتك خدمت بلادكم، يمكنك العودة إلى هنا سائحًا، يمكنك العودة دائمًا"، يستكمل فهمي "لذلك، أنتظر الآن أن يبذل الكنديون جهدًا لإرسالي إلى كندا". تحدث فهمي عن قناة الجزيرة، موضحًا أن إدارة الجزيرة وصلت مصر الآن فقط، مشيرًا "لم يكن هناك أحد من الجزيرة هنا لدفع كفالتي، إذا لم يساعدني أخي بالمال، كنت سأقضي يومين آخرين في السجن. في المرحلة الأولى من محاكمتنا جاءوا بأسوأ محامين في مصر للدفاع عنا". يستكمل فهمي "أريد الرحيل الآن، اسمي على قائمة الممنوعين من السفر في المطار، أحتاج من الكنديين إزالتي من هذه القائمة، والحصول على إمضاء النائب العام لإخراجي، وتطبيق نفس القوانين والإجراءات التي طبقوها على بيتر". وأضاف فهمي "عندما جاء بيرد إلى هنا، قال إنه إذا تم إرسالي إلى كندا، لن أضطر لقضاء فترة عقوبتي هناك، ولكن كان هذا خطأ دبلوماسيًا، تقول مصر إن سيتم ترحيلي أنا وبيتر لإنهاء فترة عقوبتنا في الخارج، هناك الكثير من حفظ ماء الوجه لمصر، ثم يأتي بيرد ويقول ذلك". كان فهمي مليئًا بالمشاعر عند حديثه عن أيام سجنه التي بلغت 400 يومًا، فقال "أصعب شيء أن تكون رجلًا بريئًا خلف القضبان، ومع أشخاص لا يدركون أنك مجرد صحفي بريء، نعم إن سجن الصحفيين يُعد انتهاكًا، ولكن يجب النظر إلى هذه القضية على مستوى جيوسياسي أيضًا، إنها تصفية حسابات جيوسياسية وكنا البيادق فيها". وأضاف فهمي "كنا ندفع ثمن المعارك السياسية بين التحالفات – بين القطريين والأتراك الذي دعموا الإخوان المسلمين، والمصريين والسعوديين والإماراتيين الذين دعموا السيسي. هذه التحالفات لا تعرف من هم الإرهابيين، لا يعرفون من يقصفونه أولًا ومن يسجنوه أولاً".