ما التقيت بأحد من السياسيين إلا ويتساءل: ماذا يجرى فى اليمن؟ وكيف يمكن أن يخرج اليمن من أزمته الخطيرة الحالية بعد إعلان ما يسمى بالإعلان الدستورى الانقلابى على الشرعية اليمنية. كانت إجاباتى تنحصر فى سرد الحقائق، لأترك للسائل حق التفسير، ومن أهم هذه الحقائق، أن الحوثيين لا يتجاوزون عشرة آلاف لكنهم جمعوا الجموع من حولهم بعاملين، الأول: طرح مزاعم الإصلاح وضرب الفساد وتطبيق الدستور، الثانى: صرف المكافآت بالدولارات لأتباعهم. وهناك حقائق داخلية أخرى هى أن الرئيس السابق صالح تحالف معهم وساندهم وأمدهم بالمؤيدين، أما عبدربه منصور هادى فلم يستطع تحمل الضغوط فقدم استقالته وسيطر الحوثيون على المؤسسات الحكومية، واقتحموا البيوت وانتهكوا الحرمات، وأخيرا استولوا على القصر الجمهورى ومفاصل الدولة. وفى الجمعة الماضية، أعلن الحوثيون دستورهم الانقلابى على الشرعية اليمنية وجاء الرفض القاطع للدستور من شباب الثورة ومن الحزب الناصرى ومن القبائل فى مأرب ومن تعز وغيرها من المدن اليمنية. كما أكد مجلس التعاون الخليجى فى بيانه الذى أصدره على ضرورة العودة إلى الشرعية اليمنية والالتزام بمخرجات الحوار الوطنى. كما حثت أمريكا على العودة إلى المسار السياسى، والتأكيد على شرعية هادى وإجراء الحوار لحل الخلافات بين القوى السياسية. وعلى أرض الواقع، لقد بدأت معاناة الحوثيين الذين يريدون فرض الواقع الجديد ونسف المكتسبات اليمنية، لأنهم لن يستطيعوا إدارة أمور اليمن فهم لا يملكون القدرة السياسية والفكرية لإدارة اليمن لأن الفكر الحوثى هو فكر طائفى والشعب اليمنى لا يؤمن بالفكر الحوثى القمىء لأن الحوثيين ضربوا بالشرعية عرض الحائط، مما يوقعهم فى قضايا جنائية وإشكالات مستقبلية. إن المحلل الاستراتيجى لا يستطيع أن يتابع الوضع فى اليمن لأن التطورات متسارعة وكل الحقائق لم تتكشف بعد، فالأوراق لا تزال مختلطة، والمستقبل مفتوح على كل الاحتمالات، وما نأمله أن يتوحد اليمنيون ضد الانقلاب ومنع تقسيم اليمن إلى مقاطعات والحفاظ على وحدة وسلامة وأمن واستقلال اليمن وإبعاده عن الصراعات المذهبية والطائفية.