اسس الخديوى إسماعيل «مجلس شورى النواب»، والذى يعد أول برلمان يمتلك اختصاصات نيابية، وليس استشاريا فقط، وقد صدر مرسوم الخديوى بإنشاء المجلس فى شهر نوفمبر 1866، متضمنا اللائحة الأساسية واللائحة النظامية للمجلس. وشهدت حقبة الخديوى إسماعيل تولى 8 من الشخصيات التاريخية رئاسة مجلس النواب المصرى، بداية من إسماعيل باشا راغب، مرورا بكل من أبوبكر راتب، عبد الله عزت، قاسم رسمى، جعفر مظهر، وصولا الى أحمد رشيد وحسن رستم باشا، وتكون فى عهدهم المجلس من 75 عضوا منتخبا من قبل الأعيان: فى القاهرة، والاسكندرية، ودمياط، وعمد البلاد ومشايخها فى باقى المديريات الذين أصبحوا بدورهم منتخبين لأول مرة فى تاريخ البلاد. وتولى أول رئيس لمجلس الشعب إسماعيل باشا راغب رئاسة البرلمان من 25 نوفمبر 1866 24 يناير 1867، وأعقبه عبد الله عزت باشا 28 يناير 1868-31 مارس 1870، وتلاه أبو بكر راتب باشا من 10 يوليو 18716 أغسطس 1871 ثم 26 يناير 1873 24 مارس 1873، بالاضافة الى عبد الله عزت باشا (7 أغسطس 187616 مايو 1877). وخامس رؤساء المجلس تاريخيا كان قاسم باشا رسمى فى الفترة من 28 مارس 187821 أبريل 1878، وتبعه جعفر مظهر باشا 24 أبريل 187827 يونيو 1878، وبعده أحمد رشيد باشا فى الفترة من 26 ديسمبر 1878- 10 أبريل 1879، وآخر رؤساء المجلس فى عهد الخديوى إسماعيل كان حسن رستم باشا 18 مايو 18796 يوليو 1879. ويعتبر ثالث رؤساء المجلس هو الوحيد الذى تولى المنصب لدورتين، وهو ابوبكر راتب باشا والذى شغل منصب محافظ الاسكندرية فى الفترة من 3 نوفمبر 1854 إلى 10 أغسطس 1855، ولا تزال فى منطقة المنشية بالاسكندرية منطقة على اسمه «سوق راتب». ويؤكد المؤرخ عاصم الدسوقى أن «الاسر البرلمانية» تغيرت بتعاقب الولاة والحكام على مصر، موضحا ان عدد الاجيال التى تولت رئاسة مجلس البرلمان يبلغ عددهم 10، بداية من فترة الخديوى إسماعيل وتوفيق وعباس حلمى الثانى، مرورا بفؤاد الاول والملك فاروق، وصولا الى عبد الناصر والسادات وفترة المجلس العسكرى. وتابع الدسوقى ان الحدث الابرز فى تاريخ مصر المعاصر هو إنشاء مجلس النواب الذى أقامه إسماعيل كأول برلمان فى الشرق، وكانت أولى جلساته فى 25 نوفمبر 1866، والذى يثبت ريادة مصر فى ديمقراطية الحكم.