- تفاصيل مظاهرات 8 ساعات انتهت بسقوط قتيلين والقبض على العشرات اعتراضا على الحكم ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من مساعديه، شهد ميدان الشهيد عبدالمنعم رياض، مساء أمس، تظاهرة شارك فيها الآلاف من المتظاهرين، وانتهت بفض قوات الشرطة لها وإلقاء القبض على عشرات المشاركين ووفاة شخصين وإصابة آخرين. البداية كانت بتجمع سيدة وفتاتين، قلن إنهن من أهالى الشهداء، فى الحديقة التى توسطت ميدان التحرير، بعد الحكم ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك بدقائق، وبدأن فى ترديد العبارات التى حملت استهجانا وغضبا شديدا على الحكم الصادر، واللاتي اعتبرنه «ظالما وأضاع حقوق آلاف الشهداء والمصابين». ومع التفاف عدد من الإعلاميين حول السيدة الخمسينية التى أجهشت فى البكاء، وتجمع عدد من المارة الذين استنكروا الحكم ببراءة مبارك، لم تقبل قوات الأمن فى ميدان التحرير بهذا التواجد وأخلت الميدان وأغلقته من جميع مداخله حوالى الساعة الواحدة ظهرا. بعد حوالى نصف ساعة، تجمع عدد من مصابى الثورة وزوجة أحد الشهداء فى أحداث جمعة الغضب فى 28 يناير 2011، بالقرب من المتحف المصرى وأمام الأسلاك الشائكة والمدرعات التى وضعتها قوات الجيش لتأمين وإغلاق الميدان، حاملين لافتات تطالب بالقصاص للشهداء والتنديد ببراءة مبارك. لم تتعد الساعة الخامسة مساء، حتى بدأ تجمع نشطاء سياسيين من أعضاء حركتى 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين الذين حشدوا أنفسهم من وسط القاهرة فى منطقة البورصة وأمام نقابة الصحفيين، وانضموا لمصابى الثورة وأهالى الشهداء المتواجدين أمام المتحف المصرى. وبعد حلول الظلام، قرابة الساعة السادسة، بدأ شباب وفتيات محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين الدخول ضمن التظاهرة، واستمر توافدهم حتى فضت قوات الأمن التجمع. مشادات وتدافع بالأيدى نشبت بين المشاركين فى التظاهرات من «الشباب الثورى» ومنتمين لجماعة الإخوان الذين رفعوا شارات رابعة، وصلت لحد الاعتداء على أحدهم وطرده خارج الميدان، إلا أن الأمر لم يدم طويلا حتى جرت مفاوضات بين الجانبين استطاع خلالها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى إقناع النشطاء بأن الهدف واحد وأنه لا مجال للانقسام مجددا ورددوا هتافات «إيد واحدة». «الشروق» رصدت عددا من الفتيات اللاتى رفع كثير منهن إشارات رابعة، وامتنعن عن ترديد هتافات على شاكلة «ياللى بتهتف مرسى وسيسى.. لا ده هيرجع ولا ده رئيسى»، فيما أدى الشباب المشاركون صلاة العشاء فى الميدان. وبعد فشل محاولة أحد لواءات الشرطة التفاوض مع المتظاهرين لإخلاء الميدان، وحاول بعضهم الاعتداء عليه أثناء مروره من شارع محمود بسيونى إلى ميدان طلعت حرب، إلا أن قوات الأمن المصاحبة له أطلقوا الأعيرة النارية فى الهواء لإبعاد المتظاهرين. المشهد الأكثر إثارة ولفتا للانتباه هو قبول أعضاء حركتى 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين بتواجد أنصار الإخوان، رغم تواجد منسقى الحركتين عمرو على وهيثم محمدين، ورغم التصريحات الإعلامية التى تسوقها الحركتان بأنه لا يمكن أن يجتمع «الشباب الثورى» والإخوان مرة أخرى. وفى حدود التاسعة مساء اعتلت مدرعتان للشرطة كوبرى أكتوبر للسيطرة على الأحداث من أعلى، كما تقدمت مدرعات شرطة خلف الأسلاك الشائكة أمام المتحف المصرى وتراجعت قوات الجيش، الأمر الذى أثار المتظاهرين وبدأوا يرددون الهتافات المناوئة للشرطة والطرق على أعمدة الإنارة، كما أغلقوا الطريق ومنعوا سيارات المواطنين من المرور لإعاقة وصول سيارات الشرطة إليهم. ومع تزايد حالة الهرج والمرج فى ميدان عبدالمنعم رياض، أطلقت قوات الأمن من داخل ميدان التحرير قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وطاردتهم مدرعات الشرطة ناحية ميدان طلعت حرب ومنطقة الإسعاف وكورنيش النيل، وألقت القبض على العشرات منهم. وتجمع عشرات المتظاهرين بالقرب من مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، وبدأوا فى رشق قوات الأمن المتواجدة هناك بالحجارة، حتى طاردتهم مدرعات الشرطة المتواجدة هناك بقنابل الغاز والخرطوش وتمكنت من تفريقهم ناحية كوبرى 15 مايو. ووقع عدد من الإصابات فى صفوف المتظاهرين كان معظمها بالاختناق من جراء استنشاق جرعات زائدة من الغاز المسيل للدموع، وإصابات بالخرطوش، كما أعلنت وزارة الصحة عن وقوع حالتى وفاة و9 مصابين، إلا أن أعداد المصابين تعدت ذلك وتم علاجها فى الميدان بعيدا عن المستشفى خوفا من وقوعهم فى يد الشرطة. وتمكنت قوات الأمن من السيطرة على الأوضاع فى الميدان وفض المتواجدين فيه خلال 10 دقائق من المطاردات والكر والفر، وعادت الحركة المرورية لطبيعتها فى ميدان عبدالمنعم رياض بعد أن قطعها المشاركون فى التظاهرات، واستمر إغلاق ميدان التحرير بمدرعات الجيش والأسلاك الشائكة.