على مدار عشر ساعات، اجتمع مجلس شورى الدعوة السلفية، أمس الأول، فى منطقة العوايد بالإسكندرية، بحضور أعداد كبيرة من قيادات الصفوف الثلاثة الأولى بالدعوة، وهو الاجتماع الذى انتهى بإعلان أغلبية المصوتين دعم المشير عبدالفتاح السيسى فى سباق الانتخابات الرئاسية. «الشروق»، وقفت على تفاصيل الاجتماع، الذى تزامن معه اجتماع آخر لحزب النور، أعلن خلاله دعم السيسى، قبل أن ينتقل المشاركون فيه إلى اجتماع شورى الدعوة. وعلى الرغم من حالة التعتيم الإعلامى، على اجتماع «شورى السلفية»، وسحب أجهزة الاتصال والهواتف المحمولة من الموجودين، فيما عدا إعلاميى موقع «أنا السلفى»، الذين بثوا صورا للاجتماع على النت، إلا أن «الشروق» تمكنت من التوصل إلى تفاصيل الاجتماع. وقال مصدر سلفى، ل«الشروق»، إن المرشح الرئاسى حمدين صباحى لم يحصل على أى صوت فى الاقتراع الذى أجراه «شورى الدعوة السلفية»، مضيفا «التصويت جاء لصالح السيسى، لأنه رجل دولة وقادر على قيادة البلد، وستعمل مؤسسات الدولة معه بكامل طاقتها، وهى فى النهاية موجودة فى ماكينة الدولة، ومصر لا تحتمل تجارب سياسية جديدة». وعن الهجوم على الدعوة بعد دعم السيسى، قال المصدر «طرحنا الأمر فى التصويت، ونعلم أننا سوف نهاجم سواء اخترنا السيسى أم لم نختره، ودعم العلمانيين والناصريين والأقباط للسيسى، مسألة لا تشغلنا، فنحن بقناعتنا، اخترنا القادر على إدارة المرحلة السياسية». وقال كادر بحزب النور آخر ل«الشروق»، إنه شخصيا لا يمانع فى دعم أى من المرشحين، «لكن مشكلة حمدين، أنه لا يمانع فى التحالف مع إيران، التى تعادى أهل السنة والجماعة»، وفق قوله، مضيفا «حرية الدعوة السلفية ستتاح أكثر فى حالة فوز صباحى، وهناك تخوف من تضييق أمنى فى الحالة الثانية، ومع هذا فإن دعم السيسى يأتى لأنه الأقوى والأقدر على إجراء مصالحة لأن الإعلام لن يهاجمه». وقال عبدالله بدران، أمين عام حزب النور بالإسكندرية، فى تصريحات له عقب الاجتماع، إن تصويت الدعوة السلفية وحزب النور، على دعم المشير السيسى، لم يقم على آليات تتعلق بأيديولوجية المرشح»، فى إشارة لمرجعية صباحى الناصرية. وأضاف بدران «الأيديولوجية لم تكن معيارا مؤثرا، فى اللقاء مع صباحى، ولم يكن لدى الدعوة فكرة مسبقة معينة، والمعيار الأساسى فى لقاء مرشحى الرئاسة، يتعلق باستطاعتهم فى إحداث استقرار للدولة سريعا. وتعقد الهيئة العليا لحزب النور ومجلس إدارة الدعوة السلفية، اجتماعا خلال الساعات القادمة، لمناقشة أسلوب دعم السيسى، ومن المقرر تدشين حملة مستقلة لهذا الهدف، أو التنسيق مع الحملة الرسمية للمشير، وفق مصدر مطلع بالحزب، أكد أن الحزب يدرس وضع ماكينته الإعلامية والبشرية، تحت تصرف المشير. وأكد المصدر، أنه غير مطروح، حتى الآن، التنسيق مع تيارات مدنية داعمة للسيسى، فى الحملة الانتخابية، وفق قوله. يذكر أن أعضاء الدعوة السلفية توافدوا بأعداد غفيرة على عزبة البحر فى منطقة العوايد شرق الاسكندرية، منذ العاشرة من صباح أول أمس، لكن لم يعقد اجتماع شورى الدعوة بشكل فعلى، إلا فى الواحدة ظهرا، لينتهى فى الثامنة مساء، كما شارك فى اجتماع حزب النور 30 عضوا من إجمالى 45 عضوا، بالهيئة العليا والمجلس الرئاسى، من بينهم رئيس الحزب؛ يونس مخيون، وجلال مرة الأمين العام، وأشرف ثابت عضو المجلس الرئاسى، وشريف طه المتحدث الإعلامى، وعدد آخر من أعضاء الهيئة العليا البارزين، وانتهى الاجتماع فى الثانية عصرا، لنتقل بعدها قيادات النور إلى اجتماع شورى السلفية. وكشف مصدر من قيادات الدعوة ل«الشروق» أن اللقاء الذى تم قبل أسبوعين بين المشير وعدد من قيادات «السلفية» وحزب النور تم بمقر إقامة السيسى وبحضور مدير مكتبه فقط دون علم حملة المشير، وحضره يونس مخيون، رئيس حزب النور، وجلال مرة، أمين عام الحزب، وأشرف ثابت، عضو المجلس الرئاسى للحزب. وأوضح القيادى الذى رفض ذكر اسمه، أن الحزب قرر تدشين حملة مستقلة لدعم المشير السيسى خلال الانتخابات الرئاسية، بالتعاون مع الدعوة السلفية، وبمجرد صدور قرار دعم المشير، تم توجيه كل أمناء المحافظات بتسخير كل الإمكانيات للحملة الجديدة. وأضاف القيادى، أن اللقاء تطرق إلى رؤية المشير السيسى للنهوض بمصر، إضافة إلى رؤيته لمعالجة القضايا الهامة التى تشهدها مصر بحكم طبيعة الوضع القائم. وتابع: «المشير لديه فلسفة فى التعامل مع الأزمة القائمة، ويترجمها لرؤية، لكن خطوات تنفيذ تلك الرؤية تعرقلها أفعال جماعة الإخوان المسلمين، ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى. وأشار إلى أن تطبيق الرؤية صعب فى ظل حالة الاضطراب التى يسببها مؤيدو المعزول، قائلا: «لا يمكن أن تكون ممسكا بخنجر لطعنى، وأتجه لعمل مصالحة أو توافق وطنى معك». وعن التطرق للشريعة الإسلامية خلال اللقاء مع السيسى، قال: «الشريعة محمية وفقا للدستور ولا مجال للحديث عنها الآن، والأهم هو البرلمان المقبل الذى يشرع القوانين وفقا لمواد الدستور والشرعية الإسلامية. وأوضح القيادى البارز، «أن هناك اتفاقا على وجود تجاوزات من كل الأطراف خلال المرحلة الحالية، بما فيها الأداء الأمنى»، مؤكدا أن السيسى يسعى بكل قوة لعودة الانضباط الأمنى وخلال تلك المرحلة سيكون هناك تجاوزات نسعى لحلها. بيد أن القيادى ألمح إلى أن عودة الانضباط الأمنى ومنع التجاوزات يحتاج إلى مبالغ طائلة لهيكلة الجهاز الأمنى ومستوى من الوعى يحتاج لمزيد من الوقت. وعن أسباب ترجيح الحزب كفة السيسى عن المرشح الرئاسى حمدين صباحى، قال القيادى: «عاملان أساسيان رجحا كفة السيسى، الأول: أنه ابن مؤسسات الدولة فلن يكون هناك تناحر بينه وبين كل المؤسسات مثلما تم مع مرسى من قبل، وكان هناك أزمات شديدة بسبب رفض تعاون مؤسسات الدولة معه». أما العامل الثانى الذى رجح كفة السيسى، هو وجود تأييد شعبى جارف له، وهو ما يسهل إمكانية اتخاذ قرارات تحظى بقبول شعبى ولن يكون لها مردود سيئ وغاضب بالنسبة للشعب.