أشرف فراج: الطلاب وهيئة التدريس قوة ردع ضد عنف الجماعة.. وسنفشِل مخطط الإخوان لتعطيل الدراسة أكد الدكتور أشرف فراج عميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن الطلاب هم الورقة الأخيرة للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان لتعطيل الدراسة، وإيجاد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار داخل الجامعات. وأضاف فى حوار ل«الشروق»، أنه يجرى التعامل مع مخطط طلاب الإخوان من خلال قوة ردع من طلاب الحركات السياسية المختلفة داخل الجامعة والتى لا تنتهج العنف وكذلك بتطبيق المادة 184 مكرر التى تم إقرارها مؤخرا، والتى تتيح لرئيس الجامعة حق الفصل النهائى للطلاب المشاركين فى أعمال الشغب والعنف والتحريض. ويعد الدكتور أشرف فراج أصغر العمداء الذين تولوا هذا المنصب حتى الآن، وهو أحد الفاعلين الرئيسيين فى وضع رؤية وسياسة للتعامل مع ملف طلاب جماعة الإخوان بجامعة الإسكندرية، لاسيما أنه أحد القيادات المستقلة التى لم تنتم مطلقا لأية أحزاب سياسية. وفيما يلى نص الحوار: • بداية كيف كنتم تتعاملون مع طلاب الإخوان قبل ثورة 25 يناير؟ كانت هناك مساحة من الحوار على الرغم من أن مسألة الولاء وطاعة الأوامر التى كانت تأتيهم، كانت هى المعيار الأول، وكانت الخلافات عادة ما تنشب بسبب عدم احترام اللوائح والقوانين الجامعية، وقيامهم بتعليق لافتات ولوحات يتعلق أغلبها بالدين وتحث على الفضيلة والأخلاق، ولأن الخلاف ليس على تلك اللوحات فلم تمانع الجامعة فى ذلك، ولكنها طالبتهم بالامتثال للنظام وعدم تجاوزه. • كنتم أول من استخدم كاميرات التأمين فى ساحة الكلية فى عام 2008 وتسبب ذلك فى ثورة طلاب الإخوان؟ المسألة بعيدة كل البعد عن السياسة، لأن الجامعة وقتذاك قامت بتحويل كلية الآداب إلى كلية إلكترونية، حيث أدخلنا خدمة الإنترنت لجميع قاعات المحاضرات من أجل بث المحاضرات مباشرة على الموقع الخاص بالكلية، وأفادنا ذلك بشكل كبير أثناء فترة انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير، حيث لم تتأثر المحاضرات نهائيا بعد أن تحصل كل طالب على رقم مرور سرى خاص بكليته وبقسمه، ولا يمكن استخدامه إلا وقت عرض المحاضرة. وحرصا على الملكية الفكرية لأعضاء هيئة التدريس، قمنا بتزويد الموقع الإلكترونى بخاصية منع تسجيل المحاضرات، وهو ما يستلزم ضرورة تواجد الطالب بنفسه للاستفادة منها. وبالنسبة للكاميرات الموجودة بساحة الكلية، فلا يمكن بعد تطوير مبانى الكلية بتلك المعدات والأجهزة الحديثة، ألا تكون هناك كاميرات خارجية للتأمين تجنبا لأعمال السرقة وخلافه. • هل تغيرت ردود أفعال طلاب الإخوان بعد ثورة 25 يناير؟ بالفعل تغيرت بصورة كبيرة، وكانت مصر تعيش فى تلك الفترة حالة من الانفلات الأمنى والأخلاقى غير المسبوقة، وبالطبع استغل طلاب الإخوان هذا الأمر وبدأوا فى الضغط بقوة، لاسيما أنهم كانوا التنظيم الوحيد الموجود داخل الجامعة، وبالطبع ألقوا بالتهم كلها على كاميرات التأمين وحاولوا تدميرها ولكننا منعنا ذلك. • ما هو دور تلك الكاميرات الآن؟ بعد أن كان دور تلك الكاميرات الأساسى هو تأمين المنشآت من السرقة، تم الاستفادة منها فى متابعة ورصد جميع الأعمال التخريبية، وسلوك بعض الطلاب داخل ساحة الكلية. • هل عملية الرصد والمتابعة بدأت بعد ثورة 30 يونيو؟ نعم، وبخاصة بعد أن أصبح طلاب جماعة الإخوان الورقة الأخيرة للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، التى تحاول استخدامهم فى تصعيد ليس له آخر سوى خلق مناخ من الفوضى والعنف داخل جامعات مصر. • هل يمكن أن تفسر لنا تلك النقلة النوعية فى ردود أفعال طلاب الإخوان؟ طلاب الإخوان لا يستخدمون لغة العقل، وإنما يؤمنون بلغة السمع والطاعة، والجامعة هى جزء من الوطن وبالطبع نحن أمام إرهاب حقيقى وصل إلى حده الأقصى ولن يتراجع لأنه لا يفكر وهدفه تدمير الوطن من أجل مصلحة جماعته. • ما هو المشهد داخل المجمع النظرى بجامعة الإسكندرية بعد 30 يونيو؟ بعد ثورة 30 يونيو، يمكن القول إن الغمة قد انقشعت بعد أن تم كشف المستور، حيث انكشفت حقيقة الإخوان للجميع، وبالتأكيد طلاب جامعة الإسكندرية الذين كانوا يتعاطفون مع طلاب الجماعة قبل ثورة 25 يناير وبعدها، ولكن صدمتهم كانت كبيرة فيهم، والآن يشكلون قوة الردع الحقيقية التى تقف أمام طلاب تنظيم الإخوان داخل ساحات الكلية. • ولكن هذا الأمر يمكن أن يؤدى إلى الصدام؟ الطلاب المعارضين للإخوان طلاب لا ينتمون لأى أحزاب سياسية، وهم طلاب يستمتعون بحياتهم الدراسية وبعيدون كل البعد عن استخدام نهج العنف تماما، ولكنهم يملأون ساحات الكلية بالفاعليات الاجتماعية المحببة للطلاب بعيدا عن صخب الإخوان السياسى ومسيراتهم، ويمكن القول أن تلك الفاعليات عزلت الإخوان تماما. • شهدت ساحات المجمع النظرى أحداثا دامية.. هل رصدت كاميرات التأمين ذلك؟ نعم اكتشفنا أن غالبية أعمال العنف الأخيرة التى شهدتها الكلية، وقعت عن طريق أشخاص من خارج الجامعة، ممن دخلوا الحرم وبحوزتهم زجاجات المولوتوف والخرطوش، وتأكد ذلك بعد مقتل أحدهم وتبين أنه طالب بجامعة الأزهر، كما رصدت الكاميرات عددا من المسجلين مخدرات كانوا يقومون بترويج المواد المخدرة على الطلاب داخل ساحات الكلية وتم ضبطهم، وقد ساعدت الكاميرات فى إنقاذ المجمع النظرى من الحريق ثلاث مرات ليلا. • خبرتك الطويلة وحداثة سنك دفعت جامعة الإسكندرية لتكليفك بتولى مسئولية ملف الإخوان؟ أنا لم أنتم يوما لأى حزب سياسى، وأهتم فقط بتطوير أدائى الأكاديمى الذى مكننى لتولى منصب عميد كلية الآداب، لأكون أصغر كادر أكاديمى بالكلية، فضلا عن كونى رياضيا وأمارس رياضة رالى السيارات، وأشارك فى جميع فاعليات الطلاب، وأتبنى سياسة الحوار واتباع أقصى درجات ضبط النفس. • ما هى آخر الإجراءات المتخذة للتعامل مع خروقات طلاب الإخوان؟ أولا، هناك هدف لا يمكن ان نحيد أو نخرج عنه، وهو استكمال العام الدراسى، لأن هدفهم هو عدم استكماله للإيحاء بأن مصر غير آمنة وغير مستقرة، وسوف نستكمل العام الدراسى تحت أى ظرف من الظروف. ونعلم أن هناك صعوبات، ولكن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية يعملون جميعا لخدمة هذا الهدف، ويكفى أن جامعة الإسكندرية تعتبر المؤسسة الوحيدة التى لم ينجح الإخوان فى اختراقها. ومن أجل وقف حالة التدمير للمنشآت والعنف، قمنا بالموافقة على إضافة المادة رقم 184 مكرر، والتى تعطى لرئيس جامعة الإسكندرية حق الفصل النهائى لأى طالب يقوم بأعمال عنف وشغب وتحريض مهما كان انتمائه، ولن نسمح بانتهاك حرم الجامعة مهما كلفنا الأمر. • الحديث عن أعمال العنف ينقلنا للحديث عن مطالب بعودة الأمن إلى الجامعات؟ أمن الجامعة الإدارى يعمل فى ظروف استثنائية، وبالطبع أنا ممن يرفضون عودة الشرطة إلى الحرم الجامعى، ولكن إذا كنا نتحدث عن الجامعة كحرم فلابد إذا ألا يكون الأمن وحده هو الذى ينتقص من هذا الحرم، ولاسيما أن حرية التعبير تجاوزت مداها ونحن فى مرحلة استثنائية تقتضى تدخلا من الأمن إذا ما استدعت الظروف ذلك، ولكننا نتعامل مع عنف الإخوان بحكمة، ونشدد من إجراءات التفتيش على بوابات الكلية. • ماذا تفعلون فى ملف الطلاب المعتقلين؟ أنشأنا لجنة لمتابعة مقيدى الحرية من المحبوسين وأعضاء هيئة التدريس، ليس للدفاع، ولكن لمتابعة سير تلك القضايا لإثباتها حتى لا يضيع حق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، الذين يمكن أن يتم فصلهم قانونا بسبب غيابهم عن الدراسة والعمل، ونحن نحاول أن نحافظ على الحقوق. • تحدثتم من قبل عن مبادرة لإنشاء منظمة إقليمية لمكافحة الإرهاب؟ نعم هناك مبادرة ستخرج إلى النور قريبا، على غرار ما فعله جمال عبدالناصر وتيتو ونهرو، حينما أنشأوا منظمة عدم الانحياز، وبالطبع ينضم إلى تلك المنظمة جميع الدول المستهدفة، ومنها روسيا والصين باعتبارها قوى عظمى يمكنها أن تقف أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تحاول زعزعة الاستقرار بالمنطقة.