«التدريب أصعب ألف مرة من التحليل».. هكذا أنهيت تعليقى على اتجاه الزمالك للاستعانة بميدو كمدير فنى للفريق الأول. ففى التحليل أنت مسئول عن رأيك ورؤيتك أمام مشاهديك، وتتحمل مسئولية إقناعهم بما تقدمه من معلومات دقيقة. ولهم أحكامهم فى النهاية، فإما تفوز بأجمل شىء وهو أن يصدقك الناس وينتظرونك، وإما أن تفقد الناس، وتجدهم يديرون المحطة فور ظهورك. لكن فى التدريب أنت مسئول، لكن هناك 11 قدما أخرى تتحكم فى نتائجك، وهذه الأقدام تقود جماهيرك إلى الحكم عليك، وتمنحك صك النجاح أو استمارة رقم (6)، رمز الاستغناء، فى حالات الفشل والهزائم.. وهذا فارق بين التدريب وبين التحليل. « أتمنى الآن أن ينجح ميدو (31 سنة) وأن يحقق كمدرب ما حققه كمحلل، فقد عبرت عن إعجابى به فى الجزيرة. وقلت إنه: «متحدث جيد وعنده شخصية مؤثرة. وعنده الجديد، فلا يستخدم مصطلحات عفا عليها الزمن».. ولا أعترض على توليه مسئولية الفريق كمدرب ولا اعتراض على سنه الصغيرة، فالكرة المصرية والرياضة ومصر كلها فى أشد الحاجة للأجيال الجديدة المتسلحة بالعلم والدراسة وبالاتصال بالعالم والأخيرة مهمة فى حالة ميدو.. وإنما اعتراضى على اسلوب إدارة الزمالك المتكرر فى السنوات الأخيرة، بشأن تغيير المدربين خلال الموسم وبسبب نتيجة مباراة.. إلا أن ميدو الذى تولى المسئولية يحتاج الآن إلى المساندة من جانب لاعبيه والإدارة والجماهير. ولعله يقدم شيئا جديدا من واقع تجاربه فى اللعب بعدة فرق أوروبية بدءا من عام 2001 مع جنت البلجيكى ثم أياكس، وسلتا فيجو، وروما، ومارسيليا، ووست هام، وميدلزبره، وويجان، وبارنسلى.. وهذا التعدد فى الأندية، وتنوع مدارس التدريب قد يكون مفيدا.. وهو ما يستحق الانتظار. « فى موضوع ميدو هناك نقطة نظام تفتقدها الكرة المصرية، وهى شهادات التدريب، أو رخصة التدريب، والترقى فيها، وهنا لابد من وضع معايير تلزم كل من يمارس تلك المهنة بالحصول على شهادات متدرجة. فالتدريب ليس تجريبا، وليس الملعب والتشكيل وطريقة اللعب فقط.. فهناك علم النفس وفن إدارة النجوم والتعامل معهم، والطب الرياضى والأحمال، والتغذية، ومواجهة الضغوط الفنية والجماهيرية.. وبعض هذه الأمور تخصص لها دراسات علمية متطورة. ومؤخرا على سبيل المثال احتفل زين الدين زيدان بحصوله على شهادة مساعد مدير».
« من أزماتنا الرياضية والعامة أن الإعلام يستغرق فيها، وللأسف يطلق البعض الاتهامات دون النظر إلى «المراية».. ومع ذلك تجد كل أزمة بلا نهاية، والحقيقة غائبة. فالموقف من قصة وزير الرياضة والأهلى يبدو موقفا يتعلق بالأشخاص، وليس بالموضوع، ويحكم هذا الموقف أهواء. « القانون، يمنح الوزير الحق فيما فعله، وهو من وجهة نظر الرياضيين قانون مريض، لا يوائم العصر.. لكن توقيت القرار سيئ. والحيثيات غير مقنعة. وتبرير الأمر بخروج الأهلى الآن عن خط الاستقرار الذى تريده الدولة ليس دقيقا، فقد تم حل مجلس الزمالك فى نفس ظروف الدولة ومن يرغب فى إبداء رأيه بتلك القضية برجاء تحدث فى الموضوع.. ولا تجعل حديثك مغلفا بالشخصنة. كن ذكيا ودقيقا وأمينا مع الناس ومع نفسك.. نريد فى مرة واحدة وفى أزمة واحدة نهاية تحقق المصلحة العامة.. وأكتفى بذلك الآن..