حثت صحيفة "واشنطن بوست"، السبت، الولاياتالمتحدة على ضرورة تبني نهج واقعي ودقيق بشأن تعاملها مع الأزمة العراقية الحالية. وقالت الصحيفة في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني: "بالرغم من أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تساعد الحكومة العراقية في قتالها ضد تنظيم القاعدة من خلال القوة الجوية التي من شأنها المساعدة في تحويل دفة الأمور، إلا أنها تسرعت في الموافقة على منح العراق طائرات إف16 وطائرات الأباتشي وطائرات الاستطلاع بدون طيار، فهذه المساعدات لا تعني القوة الجوية". وأضافت أن الأهم من وجود هذه المعدات العسكرية هو القدرة على استخدامها، لذا ينبغي أن ينظر المسؤولون الأمريكيون في توفير القدرات التي يمكن استخدامها الآن وبطرق من شأنها أن تحدث فرقًا في نتيجة القتال ضد القاعدة، وهو ما يعني الاستخدام المؤقت والمحدود للقوة الجوية الأمريكية". ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن القوة الجوية لن تكون حاسمة بالشكل الكافي، بل يجب أن تتم بالتزامن مع الهجوم البري الذي يضم قوات العمليات التقليدية والخاصة، ولكن بشرط أن تكون العملية البرية للقوات العراقية، بينما السيطرة الجوية للولايات المتحدة ، إذ أن العراق ليس لديه نفس القدرات الجوية الأمريكية، كما يفتقر إلى القدرة على التخطيط لحملة كبيرة معقدة. وأشارت إلى أن هذا النوع من المساعدة من خلال القوة الجوية والتخطيط، المؤقتة والمحدودة، سيتطلب من العراق التنازل عن الاعتراضات القانونية السابقة وغيرها، ولكن بالنظر إلى الوضع الأمني الحالي في محافظة الأنبار وغيرها، يمكن التغاضي عن مثل هذه العواقب. وذكرت "واشنطن بوست" أن الجهود الدبلوماسية ينبغي أن تتضافر مع الخيارات العسكرية، كما ينبغي على واشنطن ألا تتخلى عن بغداد، رغم سياسة الأخيرة الداخلية والخارجية، إذ أنه لن يكون في مصلحة واشنطن أن تقف موقف المتفرج بينما تتفاقم الأزمة العراقية، أو أن يلجأ العراق إلى روسيا وإيران طلبًا للمساعدة. ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن واشنطن يمكن أن تعرض القيام بدور الوسيط بين حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأبناء المذهب السني واستخدام نفوذها لمساعدة المالكي في تقديم التنازلات اللازمة لضمان مشاركة القادة السياسيين والجماعات السنية في الحكومة والمجتمع.