يستعد معظم دور النشر المصرية خلال العام 2014 بإصدار كتب سياسية، تماشيا مع الظرف السياسى الذى تمر به مصر. وبنظرة سريعة على ما تنوى دور النشر المصرية نشره، نجد اهتماما كبيرا بالكتب السياسية، والسير الذاتية، وقليلا من الأعمال الأدبية، على الأقل فى النصف الأول من العام المقبل. 1- ثلاثة كتب فى سلسلة واحدة «مسار الفترة الانتقالية» مع توالى الثورات فى العالم العربى، أدركت الدار المصرية اللبنانية، حسب وصف الدار، أن عملها الذى هو رسالة تجاه بلادنا، يجب أن يتمثل فى ضرورة تسجيل وقائع هذه الثورات وتوثيقها للأجيال القادمة، ومنح المؤرخين المادة العلمية عندما يؤرخون لهذه الثورات، ومع طول الفترة الانتقالية منذ ثورة 25 يناير، والتى قاربت ثلاث سنوات، تخللتها عثرات فى الانتقال إلى مرحلة الاستقرار، فقد رأى القائمون على الدار إصدار سلسلة باسم «مسار الفترة الانتقالية» تعبر عن طبيعة هذه الفترات التى كتب عنها مجموعة من الكُّتّاب والمفكرين. وقد تم اختيار الكُّتاب والمفكرين من مختلف التيارات السياسية والتوجهات الفكرية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورًا بالتيار الاسلامى؛ ليكتبوا فى هذه السلسلة. وهذه الكتب هى: «رئيس انتقالى ثورة مستمرة» للدكتور كمال الهلباوى، «الدين السياسة الشرعية.. هامش للديمقراطية فى مصر. محطات وقضايا تحول لم يتم» للدكتور عمرو حمزاوى، «للجماعة لا لمصر» للدكتور عماد جاد. 2- تاريخ ظهور الإسلام فى أوروبا عن دار العين ترصد المؤلفة د.فوزية العشماوى فى كتابها الجديد «تاريخ ظهور الإسلام فى أوروبا»، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حين لجأت الدول الأوربية الى الاستعانة بالعمال الأجانب لإعادة بناء المدن الأوروبية التى دمرتها المعارك فى أثناء الحرب، وكان معظم هؤلاء العمال من شمال أفريقيا وتركيا ويوغسلافيا، وأغلبهم من المسلمين يأتون إلى أوروبا بمفردهم من دون الزوجة والأولاد ويعملون مؤقتين. وفى نهاية السبعينيات أخذ الوجود الإسلامى يظهر بوضوح أكثر فى أوروبا خصوصًا ظهور النساء المسلمات المحجبات والرجال المسلمين الملتحين، وهكذا أصبح الإسلام واضحا فى المجتمعات الأوروبية، بعد ازدياد عدد الأووربيين الأصليين الذين يعتنقون الإسلام عن اقتناع. عالجت المؤلفة موضوعها فى هذا الكتاب، عن دراية وخبرة، حيث إنها عاشت فى سويسرا، وهى قلب أوروبا أكثر من أربعين عاما، أهم القضايا والمشاكل التى يتعرض لها المسلمون فى الدول الأوربية فى الوقت الحاضر، لا سيما بعد انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أى الخوف من الإسلام وكراهية المسلمين. د.فوزية العشماوى، باحثة مصرية حاصلة على الدكتوراه من جامعة جنيفبسويسرا (1983) وعملت أستاذة للغة العربية والحضارة الإسلامية بجامعة جنيف لأكثر من 25 عاما. كما عملت خبيرة خارجية لدى اليونسكو والإيسيسكو وجامعة الدول العربية، ولها عدة مؤلفات وأبحاث باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وشاركت فى العديد من المؤتمرات الدولية فى مجال حوار الأديان وحقوق الإنسان، وقد كرمتها وزارة الأوقاف فى مصر، وحصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى للعلوم والفنون عام 2008، عن مجمل أبحاثها فى العلوم الإسلامية. 3- عشت مرتين عنوان لمذكرات الإعلامى حمدى قنديل ستنشر فى أوائل عام 2014 عن دار الشروق، وتتناول المذكرات فترة حياته منذ ميلاده عام 1936، وحتى وقتنا الراهن، ويعرض فيها تفاصيل دقيقة من تاريخ مصر، كان شاهدا عليها بحكم مهنته، تضم المذكرات 26 فصلا، منها «سنوات التليفزيون الذهبية»، «عصر استعمار المعلومات الجديد»، «الثورة التى خذلها البرادعى»، و«مأساة فيرمونت» و«ما أدراك ما الستينيات؟» و«مهنة مستباحة» و«الفلوس تتكلم». وخلال توقيع عقد المذكرات بدار الشروق، قال قنديل إنه يعتبر هذه المذكرات كتاب العمر، وتمنى أن يستفيد منها شباب الإعلاميون وكل المصريين، موضحا أنه كتب المذكرات خلال 6 أشهر تخللتها بعض فترات الراحة، وكان يعمل عليها نحو 12 ساعة يوميا، وأنه كتب الفصلين الأولين بأسلوب أدبى، إلا أنه تراجع عن ذلك الأسلوب مستخدما الأسلوب الصحفى، وهو «الأسلوب الأقرب له وللقارئ، وله جماله وإبداعه أيضا». حمدى قنديل إعلامى قدير، عمل بالتليفزيون المصرى، وقدم برنامجا جماهيريا فى الفضائية المصرية «رئيس التحرير»، إلا أنه توقف أيام حكم مبارك، ثم قدم برنامجا آخر «قلم رصاص» على قناة دبى. وحصل على جائزة شخصية العام الإعلامية التى تمنحها جائزة الصحافة العربية بدبى. 4- حتى لا تتلاشى الثورة مجموعة مقالات، تصدر خلال النصف الأول من عام 2014 عن دار الشروق. «وهو كتاب يجمع مقالات عديدة كتبها الراحل الدكتور محمد يسرى سلامة، يتناول فيها بالشرح والتحليل الأحداث التى جرت فى مصر منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011»، والراحل محمد يسرى سلامة (1 أكتوبر 1974 - 24 مارس 2013) طبيب أسنان والمتحدث الرسمى السابق باسم حزب النور، وكان من مؤسسى وأحد قيادات حزب الدستور، ومن أحد مؤسسى حركة سلفيو كوستا أيضا. وصفه الدكتور محمد إسماعيل المقدم مؤسس المدرسة السلفية بالإسكندرية «بالشاب الذكى الألمعى النابغة السلفى الأثرى الواعدُ بخير عظيم». تتلمذ محمد يسرى سلامة على يد عدد من مشايخ الدعوة السلفية بالإسكندرية، وأبرزهم الدكتور محمد إسماعيل المقدم، وشارك فى ثورة 25 يناير 2011 بالإسكندرية. 5- لحظة تاريخ قصص قصيرة للأديب محمد المنسى قنديل، تصدرها دار الشروق، وهى «ثلاثين قصة قصيرة جرت أحداثها فى التاريخ العربى، ما بين قبل عصر النبوة ومرورًا بعصر الفتوحات الإسلامية والدول الأموية والعباسية وغيرها». وحسب موقع ويكيبيديا، عكف المنسى على البحث عن جذور الشخصية العربية، وهل هى شخصية قابلة للتقدم والتطور أم انها محكومة بمصير الهزيمة، وقد اثمرت رحلته فى التراث العربى عن ثلاثة كتب متنوعة هى «شخصيات حية من الاغانى» و«وقائع عربية» و«تفاصيل الشجن فى وقائع الزمن»، بعد ذلك كتب روايته الطويلة الأولى «انكسار الروح»، وهى قصيدة حب طويلة وشجية عن الجيل الذى عاش مع ثورة يوليو محملا بالانتصارات عاشقا للحب والحياة، وانتهى به الأمر منكسر الروح وضائعا بعد هزيمة حرب يونيو 1967. كتب بعد ذلك عدة مجموعات قصصية، واشتغل كبيرا للمحررين بمجلة العربى التى تصدر من دولة الكويت، وقد هيأت له المجلة فرصة السفر حول العالم، وكانت ثمرة ذلك روايتين، نشر أحدهما وهى «قمر على سمرقند» والأخرى ضاعت منه وهى مخطوطة، ولا يزال يحاول استرجاعها فى ذاكرته، وقد فازت رواية «قمر على سمرقند» بجائزة مؤسسة نجيب ساويرس للأدب المصرى عام 2006م، وقامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بترجمتها إلى الإنجليزية ونشرتها، ووصلت روايته «يوم غائم فى البر الغربى» الصادرة عن الشروق للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية. 6- فتح بطن التاريخ مجموعة مقالات كتبها الكاتب الساخر بلال فضل، تصدر عن دار الشروق. وفيها يتناول بلال فضل بالتحليل قراءات لتاريخ مضى لكنه يكرر نفسه، أو كما قال بنفسه (فى هذا الكتاب ستجد محاولات لفتح بطن التاريخ وإنعاش الذاكرة ومقاومة النسيان نشرت متفرقة على مدى سنوات، وبالطبع لم تغير من الواقع قيد أنملة، رغم أنها نشرت فى صحف واسعة الانتشار، وبالطبع أيضا ليس عندى قيد أنملة من الظن أن تساهم فى تغيير الواقع عند جمعها وطبعها فى كتاب، لأن طبع النسيان يغلب التطبع والطباعة. 7- «نحو الجنون» قصص تنشر دار «ميريت» للروائية منصورة عزالدين مجموعتها القصصية الجديدة «نحو الجنون» بغلاف جميل للفنان صلاح المر. وفيها تعود منصور لكتابة القصة.. تقول فيها: «قلت سأحذو حذوه، وبدلا من رسائلى المفعمة بأسئلة يتجاوزها كأنها لم تكن، بدأت أكتب له بدورى عن مدينتى، مدينة مخترعة واقعة بين جبال مكسوة بنباتات وأشجار زاهية الخضرة، وبحر هائج باستمرار يغلف الجو برائحة اليود، وتلفظ أمواجه طبقات كثيفة من الملح على الشاطئ كل صباح. بيوت المدينة مبنية بكاملها على جرف يمتد بين الجبال والبحر الهائج، كأنها فى وضع سقوط أبدى. وسكانها يقاومون الجاذبية طوال الوقت، يسيرون ببطء صاعدين أو هابطين. محاذرين الوقوع من هذا العلو إلى جوف البحر المتلاطمة أمواجه بأصوات صاخبة مجلجلة». 8- البهجة تحزم حقائبها عن دار «نون» يصدر للأديب مكاوى سعيد مجموعة قصصية جديدة بعنوان «البهجة تحزم حقائبها»، وهى 14 قصة قصيرة، كتب أغلبها مكاوى سعيد قبل ثورة 25 يناير، ثم توقف، واستأنف كتابة البقية فى 2013. وتحتوى المجموعة على قصص قصيرة جدا، نشرها فى جريدتى الحياة اللندنية، والأهرام، وهناك قصص طويلة تحتوى على أكثر من خمسة آلاف كلمة؛ فلم تناسب النشر فى الصحف والمجلات. وتستعد دار «نون» خلال العام المقبل لإصدار عدة كتب بالاضافة لمجموعة مكاوى، منها «الغرباء» تأليف عمرو الجندى، «قيد الفراشة» تأليف شرين سامى، «الاختفاء الغامض» تأليف مدحت مطر، الناس «مقامات» تأليف د. ايمان الدواخلى ومحمد عبدالقوى، «الاستدعاء الأخير» تأليف عمر المنوفى. 9- الأصنام فى تجربة جديدة، تنشر دار «اكتب» كتاب الأصنام الذى يحتوى على ما نشره الكاتب مؤمن المحمدى على صفحته الشخصية بفيس بوك خلال عام 2013. لا يخضع ترتيب الكتاب إلى اعتبارات زمنية أو موضوعية أو أية اعتبارات أخرى سوى رؤية الكاتب فى خلق إيقاع عام للبوستات. ويرجع اختيار اسم الأصنام إلى طبيعة المنشور، والذى يستهدف إعادة النظر فى الثوابت، فى مختلف المجالات، وتكسير الكثير من المقدسات التى لا تستحق التقديس. مؤمن المحمدى كاتب وشاعر وإعلامى، سبقت له الكتابة فى عدة جرائد مصرية وعربية، كما صدر له قبل ذلك كتب: «أهو كلام»، و«سنة أولى ثورة» إضافة إلى ديوان شعر يحمل عنوان «تخاريف خريف»، و«عزيزى المسلم لماذا أنت متخلف؟»، و«قانون جديد». 10- عائد من السماء فانتازيا «عائد من السماء.. فصول قصيرة من سيرة الجن والملائكة والأرواح الطوافة» هو الكتاب الثانى للكاتب أحمد الدرينى، والذى ستصدره دار «دون» للنشر والتوزيع. وينتمى للكتابات الخيالية ذات الإحالات الروحية، التى تتجول فى عالم الملائكة والجن والشياطين بوصفهم عنصرا يتحكم فى كل شىء حولنا. المحتوى ليس دينيا بالمرة، بل مقاربة فانتازية لما يمكن أن يكون عليه دور العالم الغيبى فى حياتنا. «كيف دبر الجن والمردة تفجيرات 11 سبتمبر؟ وكيف سرقها منهم تنظيم القاعدة؟».. «كيف ينتشر قراء الأفكار فى المطارات؟» وكيف يتلذذ الجان بمطاردة البشر فى الاتصالات الهاتفية؟» كلها أسئلة عبثية يجيب عنها الكتاب على نحو فانتازى فى وتيرة سرد أدبى منسوجة على مهل. وتنوى دار «دون» نشر كتب أخرى، وهى كتاب «فلوماستر ابيض» تأليف محمد ابراهيم، «سواقة بنات» تأليف عبير عبدالوهاب، «وش كسوف» تأليف دعاء فاروق، «كتالوج المصريين» تأليف محمد فتحى.