نشرت جريدة الجارديان البريطانية مقالا تطرح فيه سؤال عن «لماذا يعبر الناس عن حزنهم؟ وما أهمية التعبير عن ذلك الحزن؟». شهدت الأسابيع الماضية العديد من حالات الوفاة لعديد من الشخصيات على اختلاف خلفياتهم وعند مطابقة هذه الأحداث مع مدى تعبير الناس عن حزنهم فى ما يسمى ب«الواقع الافتراضى»، وهي المواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت مثل الفيسبوك وتويتر، فإن الأمثلة لا حصر لها.. فلماذا يعبر الناس عن حزنهم بهذا الشكل؟ وهل يجب أن نفعل ذلك حتى يكون التعبير عن الحزن بشكل صحيح؟ ذكر المقال المنشور في الصحيفة البريطانية، إن عدد الشخصيات التي فارقت الحياة هو ما يدعو للدهشة.. في البداية كان النجم الأمريكي بول واكر، ثم الممثل الأيرلندي بيتر أوتول، وبعده الممثلة البريطانية جوان فورتين، ثم براين جريفن، الذي قام بدور شخصية الكلب في مسلسل الكرتون «رجل العائلة»، بخلاف الحدث الأشهر وهو وفاة الزعيم «نيلسون مانديلا». وقد أثرت حالات الوفاة في أسلوب تعبير العالم أجمع عن حزنه، وأصبح الأمر أكثر رسمية وشيوعا، مما دل على وجود مخزون من ردود الأفعال في وسائل الإعلام وعلى مواقع الإنترنت. فقد لوحظت بعض المزح غير المضحكة التي قد يقوم بها البعض عند موت شخص، وكانت المزحة الأكثر قسوة وسخرية عند موت «مانديلا» هي: "كم كان صغيرا"- لا لم يكن كذلك. "إن موته كان أمرا مفاجأة"- كان عمره فقط قرابة القرن وكانت صحته هزيلة منذ فترة طويلة. وقد أوضح «جون بولبي»، الطبيب والمحلل النفسي البريطاني، أن الحزن هو أمر معقد حتى وإن كان على شخص غير مؤثر في حياتنا مثل قائد عالمي أو شخص على قائمة المشهورين. وأضاف بولبي، "الحزن له علاقة وطيدة بالإحباط والاكتئاب الذي له مراحل عديدة، والتى تبدأ بنوبات الغضب, والتجاهل وغيرها.. أن تلك الحالات من الحزن قد تتتابع عند موت شخص ما"، موضحا أن هناك أساليب علاج معروفة للحد من نوبات الغضب الحاد، بينما إذا استمر الحزن لفترة طويلة فإنه يكون حالة مرضية تحتاج علاجا.