حث زعماء المعارضة الأوكرانية مئات الآلاف من المحتجين المؤيدين لتوثيق العلاقات مع أوروبا، خلال تجمع حاشد، اليوم الأحد، على مواصلة الضغط على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، كي يقيل حكومته، ويتخلي عن خطط توطيد العلاقات مع روسيا. وتجمع المتظاهرون في ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف، احتجاجا على قرار حكومة "يانوكوفيتش" التخلي عن اتفاق مهم مع الاتحاد الأوروبي، مفضلا عليه اتفاقا تجاريا مع موسكو. وجاء التجمع الحاشد اليوم تصعيدا لمواجهة بدأت منذ أسابيع بين السلطات والمحتجين، وأثارت القلق على الاستقرار السياسي والاقتصادي في الجمهورية السوفيتية السابقة، التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة. وقال «فيتالي كليتشكو» الناشط السياسي وبطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل، "هذه لحظة حاسمة عندما يتجمع كل الأوكرانيين هنا، لأنهم لا يريدون العيش في بلد يحكمه الفساد وتغيب عنه العدالة". وتتهم المعارضة «يانوكوفيتش» الذي التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضية، بالإعداد لضم أوكرانيا إلى اتحاد جمركي تقوده موسكو، يعتبرونه محاولة لإحياء الاتحاد السوفيتي. وقالت زعيمة المعارضة المسجونة «يوليا تيموشينكو» في رسالة للحشد قرأتها ابنتها يفجينيا: "نحن نقف على الخط الفاصل بين السقوط النهائي في هاوية دكتاتورية قاسية، وبين العودة إلى مكاننا في المجتمع الأوروبي". وأضافت «تيموشينكو» التي تقضي حكما بالسجن سبع سنوات، لإدانتها باستغلال السلطة في قضية وصفها الغرب بأنها ذات دوافع سياسية: "هناك فرصة اكبر كثيرا لانتهاء المطاف بنا في دكتاتورية من القرون الوسطى.. الخيار بين أيديكم». وناشدت «تيموشينكو» المحتجين ألا يستسلموا، وألا يوافقوا على التفاوض مع «عصابة» يانوكوفيتش. حسب وصفها. وسأل الزعيم القومي اليميني «المتطرف»؛ أوليه تيانيبوك المحتشدين «هل نريد أن نرزح تحت نير موسكو؟» فردوا قائلين «لا». وسألهم «هل نريد العودة إلى أوروبا؟» فصاحوا «نعم». وتحركت مجموعة من المحتجين، باتجاه مبنى الحكومة على بعد كيلومتر، وبدأوا في نصب خيام، وإقامة حواجز، مستهدفين فيما يبدو منع النشاط الطبيعي للحكومة هذا الأسبوع. وتحول ميدان الاستقلال إلى قرية خيام مؤقتة، حيث زين بالإعلام الأوكرانية، وإعلام الاتحاد الأوروبي تحت شاشة تلفزيونية عملاقة، ووضع المحتجون صورة ضخمة ل«تيموشينكو» على شجرة العام الجديد وقد زينت بلافتات مناهضة للحكومة. ونفت حكومتا موسكو وكييف أن «بوتين» و«يانوكوفيش»؛ ناقشا الاتفاق الجمركي في محادثاتهما الجمعة، في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، لكن من المقرر عقد مزيد من المحادثات الثنائية في 17 ديسمبر. ويعتقد على نطاق واسع أن «يانوكوفيتش» و«بوتين»- الذي يعتبر أوكرانيا ذات أهمية استراتيجية لمصالح موسكو- توصلا لصفقة تحصل كييف، بمقتضاها على غاز روسي أرخص، وربما تسهيلات ائتمانية مقابل الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي.