تناقش لجنة الخمسين لتعديل الدستور نصًّا مقترحًا لديباجة الدستور أعده الشاعر سيد حجاب، رئيس اللجنة المصغرة التي شكلتها اللجنة لتحقيق توافق حول هذه الديباجة. وخلت الديباجة المقترحة من كلمة مدنية الدولة، فيما تضمنت الإشارة إلى تفسير مبادئ الشريعة الإسلامية بحيث نصت على أن "الدستور يؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع بما يتعين معه على المشرع أن يكون اجتهاده ملتزمًا بالقواعد الضابطة لاستنباط الأحكام من أدلتها الشرعية متحريًا مناهج الاستدلال على أحكامها العملية والقواعد الضابطة لفروعها". وتنص الديباجة المقترحة على: "مصر هبة النيل للمصريين، ومصر هبة المصريين للإنسانية. مصر بعبقرية موقعها وتاريخها - رأس أفريقيا المطل على البحر المتوسط، ومصب لأعظم أنهارها: النيل، والنيل شريان الحياة لمصر والمصريين. ومصر بعبقرية موقعها وتاريخها - قلب العالم العربي، بل قلب العالم كله، فهي ملتقى حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته. هذه مصر، وطن خالد للمصريين، ورسالة سلام ومحبة لكل الشعوب. في فجر التاريخ، لاح فجر الضمير الإنساني وتجلى في قلوب أجدادنا العظام، فاتحدت إرادتهم الخيرة. وأسس أول دولة مركزية، ضبطت ونظمت حياة المصريين على ضفاف النيل، وأبدعوا أروع آيات الحضارة، وتطلعت قلوبهم إلى السماء، قبل أن تتنزل رسالتها إلى الأرض. مصر مهد الدين، وراية مجد الدين، وراية مجد الأديان السماوية، وهي وطن نعيش فيه ويعيش فينا، في أرضها شب كليم الله، وتجلى له النور الإلهي، وتنزلت عليه الرسالة في طور سنين، وعلى أرضها احتضن المصريون السيدة العذراء ووليدها، ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن كنيسة السيد المسيح، وحين بعث خاتم المرسلين للناس كافة ليتم مكارم الأخلاق، وانفتحت قلوبنا وعقولنا لنور الإسلام، قدمنا الشهداء في سبيل الله، ونشرنا رسالة الحق وعلوم الدين في العالمين. وفي العصر الحديث، استنارت العقول وبلغت الإنسانية رشدها، وتقدمت أمم وشعوب على طريق العلم، رافعة رايات الحرية والإخاء والمساواة. وفي العصر الحديث أسس محمد علي الدولة المصرية الحديثة وعمادها جيش وطني أنشأه إبراهيم باشا، ودعا ابن الأزهر الشريف "رفاعة الطهطاوي" أن يكون الوطن محلا للسعادة المشتركة بين بنيه وجاهدنا نحن المصريين للحاق بركب التقدم وقدمنا الشهداء والتضحيات في العديد من الهبات والمن والانتفاضات والثورات حتى انتصرت الإرادة الشعبية في ثورة 25 يناير - 30 يونيو التي دعت إلى العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت ظلال العدالة الاجتماعية.