وسط تكهنات باتجاه الإدارة الأمريكية إلى وقف تزويد الجيش المصرى ب12 طائرة أباتشى جديدة، ذهب تقرير لمركز أبحاث الكونجرس الأمريكى أن «التطورات الأخيرة فى العلاقات الأمريكية المصرية تثير التساؤلات حول مستقبل التعاون المخابراتى بين البلدين حول شبه جزيرة سيناء». وتابع التقرير أن تلك التساؤلات فرضت نفسها بعد إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، يوم الخميس الماضى، إلغاء مناورات النجم الساطع بين الجيشين الأمريكى والمصرى، والتى كانت مقررة الشهر القادم، وما ذكره من أن تعاوننا التقليدى مع مصر لا يمكن أن يستمر كما هو والمدنيون يقتلون فى الشوارع»، فضلا عن توتر العلاقات العسكرية خاصة بعدما أوقف أوباما توريد أربع طائرات من طراز إف 16 لمصر الشهر الماضى». إلا أن سفيرا أمريكيا خدم سابقا فى القاهرة، لم يكشف المركز عن اسمه، حذر من «تداعيات تقليص التعاون العسكرى المصرى الأمريكى على التنسيق بين الدولتين فيما يتعلق بسيناء». وحول مجالات التعاون بين البلدين فيما يتعلق بسيناء، ذكر التقرير أن «واشنطن تدعم مصر فى تأمين شبه جزيرة سيناء عن طريق إمدادها بمعلومات مخابراتية، بما فى ذلك رصد مكالمات هاتفية ورسائل تبث عن طريق الراديو بين المشتبه بقيامهم بأنشطة إرهابية». وأضاف أن «الولاياتالمتحدةالأمريكية تطلع مصر على صور تلتقطها أقمار صناعية وطائرات تجسس أمريكية، كما ترصد واشنطن فى الوقت نفسه أى تحرك للقوات المصرية داخل سيناء» عبر تلك الأقمار. وأرجع التقرير أهمية سيناء للاستراتيجية الأمريكية إلى كونها «ساحة قتال لكل الحروب المصرية الإسرائيلية منذ 1948 وحتى 1973، كما تعكس عزلة سيناء الجغرافية، إضافة لموقعها الرابط بين دول مهمة مثل مصر وفلسطين والأردن وإسرائيل والسعودية، بعدا آخر لأهميتها زاد منها وصول تنظيم حركة حماس للحكم فى قطاع غزة عبر انتخابات 2006». ولفت إلى أن «التعاون المخابراتى بين البلدين بدأ ببرنامج الاستجوابات السرية عام 1995، وتقوم واشنطن بموجب هذا البرنامج باعتقال أو اختطاف أشخاص متهمين بالإرهاب ونقلهم إلى بلدان مختلفة، منها مصر، حيث يخضعون لتحقيقات فى سجون سرية، ويمارس ضدهم التعذيب»، وفقا للتقرير الأمريكى. وتابع أنه منذ عملية التسلل وقتل ستة مدنيين وجنديين داخل إسرائيل أغسطس 2011 انطلاقا من سيناء تضاعف التعاون المخابراتى بين مصر وإسرائيل، وشجعت واشنطن على هذه التعاون وساهمت فيه بصورة كبيرة داعمة للجهود المصرية لتأمين سيناء ولتأمين الحدود الإسرائيلية الجنوبية فى الوقت نفسه، على حد قول التقرير. ورغم إعلان مصر أن طائرة مصرية هى التى شنت غارة 9 أغسطس الماضى على من أسمتهم «عناصر إرهابية» فى سيناء، إلا أن الباحث فى معهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى، ديفيد شانكر، حذر من خطورة قيام إسرائيل بأى تحرك فى سيناء، معتبرا أن ذلك يمثل «خطورة على صورة الجيش المصرى وشعبيته الداخلية فى هذه المرحلة المهمة التى تعبرها مصر». على صعيد متصل، ذكرت تقارير أمريكية أن هناك نية لدى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لوقف تزويد الجيش المصرى ب12 طائرة أباتشى جديدة من طراز «أى إتش 64» دى، والذى كان مقررا أن يتم الشهر المقبل. وتعود عقود شراء تلك الطائرات لعام 2009 وينص عقد الشراء على التسليم خلال شهر سبتمبر القادم، بقيمة 820 مليون دولار. وتعد طائرات «إيه إتش-64» أباتشى طائرة مروحية هجومية من إنتاج شركة بيونج ومحركها من أنتاج شركة جنرال الكتريك. وتتميز بأنها مروحية هجومية عالية التسليح، ذات ردود أفعال سريعة، بإمكانها أن تهاجم من مسافات قريبة أو فى العمق، بحيث تكون قادرة على التدمير، والإخلال بقوات العدو.