اتفق خبيران عسكريان، على أن الضربات الأمنية التى تسددها قوات الجيش والشرطة للجماعات الإرهابية فى سيناء، وخصوصا هدم الأنفاق، مع غزة، ستقضى عليهم، لكنهما أكدا أن القضاء على هذه البؤر يتطلب وقتا طويلا للخروج بنتائج ظاهرة، فيما رأى أحدهم، «أن الحل الأمنى والعسكرى جزء من منظومة الحلول وليس هو الحل الوحيد». ويقول الخبير الاستراتيجى، اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية، إن القضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء، يتطلب وقتا، بعدما أصبحت بيئة خصبة للعائدين من الخارج، وبخاصة فلسطين والشيشان، وأفغانستان. وأضاف سيف اليزل ل«الشروق» لا أحد يستطيع أن يجزم فى الوقت الحالى بالمدة التى يمكن للجيش أن يقضى فيها على الجماعات الإرهابية بعد التفويض الذى منحه الشعب للفريق السيسى، للقضاء على العنف، مؤكدا أن هذه الجماعات لها اتصال بجماعات أخرى داخل غزة وبعض دول مثل أفغانستان، مشيرا إلى أنها تتبع نفس النهج وتستخدم الأنفاق السرية ذهابا وإيابا للتنسيق معهم ولتقديم المعونات من الأسلحة المهربة، لافتا إلى أن هدم الجيش لتلك الأنفاق خطوه كبيرة نحو القضاء على الإرهاب. وقال سيف اليزل إن هناك العديد من الجماعات الإرهابية، تلعب على فرض سياسة الأمر الواقع، على مناطق بعينها فى سيناء، ومنها الشيخ زويد ورفح والعريش، كمحاولة للسيطرة عليها تماما وإبعادها عن سيطرة الدولة فى محاولة منهم لإعلان إمارة إسلامية والخروج عن طوع الدولة ومحاولة لإعطاء مثال يمكن أن يتكرر فى محافظات أخرى وتقسيم مصر إلى دويلات. وأكد سيف اليزل أن الحل الأمنى والعسكرى جزءا من منظومة الحلول وليس هو الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن التنمية أحد الحلول التى يجب تفعليها هناك، خصوصا بعد إهمالها لفترات طويلة هناك. من جانبه، توقع الخبير العسكرى، اللواء محمد على بلال، زيادة الأعمال الإرهابية فى الفترة المقبلة، وأرجع صعوبة القضاء على الإرهاب فى سيناء لوجود جماعات مدربة على أعلى مستوى، وخصوصا الذين عادوا من «الشيشان وليبيا وأفغانستانوفلسطين، مشيرا إلى أن منطقة شمال سيناء مهيأة للأعمال الإرهابية نظرا لكثرة المرتفعات ووجود مساحات واسعة فارغة بشكل كبير، ما يتطلب نشر جندى فى كل متر، وهذا أمر مستحيل نظرا لاتفاقية كامب ديفيد. وقال بلال إن القضاء على تلك الظاهرة يتطلب أن تكون هناك عمليات مخابراتية قبل أن يكون هناك عمليات عسكرية لتحديد أماكن الإرهابيين، مؤكدا أن تعاون وتنسيق القوات المسلحة مع قبائل سيناء هو الأمر الأمثل لاحتواء تلك الأزمة فى المرحلة الراهنة، لافتا إلى أن الأمر هناك خطر ويحتاج إلى تكاتف جميع أجهزة وأبناء الدولة لحقن دماء المصريين.