في صحيفة الاندبندنت أون صنداي نطالع تقريرا عن ليز دوسيت، مراسلة بي بي سي التي أعدت تقارير من عدة مناطق ساخنة في العالم ، من أفغانستان إلى غرب إفريقيا، ومن إيران إلى سوريا. ليز من أصل كندي، تعمل مع البي بي سي في لندن، ولكن "بيتها" ليس هنا ولا هناك، إنه في كل مدينة أقامت فيها فترة كافية لتألف وجوهها وشوارعها، مسارحها ومتاجرها.
حين تعطيك بطاقتها تلاحظ أن فيها أرقام هواتفها في لندن وباكستان ومصر، وحين تعود إلى أي من البلدان التي تعد عنها تقاريرها فهي لا تعود "كمراسلة شؤون حربية" ، لكنها تحس أنها تعود الى بيتها الذي هجرته لفترة قد تقصر أو تطول.
لا تحس دوسيت أنها شجاعة أو لا مبالية، وتضحك حين توصف بذلك، وتقول إنها تنجز عملها فقط.
هي تنجز عملها بطريقة ملائمة لمفهومها عن التقرير الصحفي، الذي لا يفترض أن يركز على بشاعات الحروب ومجازرها فقط، فكما أعدت تقريرا عن مجزرة في حمص زارت إحدى صالات "بوظة بكداش" الشهيرة في دمشق.
في حمص عثرت على آثار مجزرة في إحدى القرى: جثث متفحمة، لكن الرصاص اخترق رأسها قبل حرقها.
أما بوظة بكداش فهي تعتبرها مقياس الحالة في البلد، فهي تقيس الهدوء أو التوتر فيها بمدى إقبال الناس العاديين على تناول البوظة الشهيرة، التي تعرف بها دمشق منذ عام 1895.
تتذكر، ضمن ما تتذكره، انفجارا في أحد الأسواق في شارع يافا في القدس. " الصحفي يتجمد مصدوما في البداية، لكنه يستجمع قواه ويعود إلى مكان الانفجار بحثا عن مادته"، كما تقول.
هرعت المراسلة ضمن من هرعوا الى مكان الانفجار: رجال الشرطة ورجال الإسعاف والصحفيون، كل يؤدي عمله.
في مقر البي بي سي في لندن حيث قابلها نيك ديردن الصحفي بالإندبندنت، كانت تحس بشيء من الغربة: هذا الصفاء الذي يسود المكان غريب على شخص تعودنا أن نراه في ساحات الحروب والنزاعات العسكرية.
عادت لتوها من سوريا، وبما أنه ليست هناك مؤشرات في الأفق لنهاية النزاع، فهي بدون شك عائدة إلى هناك، تقول الصحيفة. مشهد من رابعة العدوية أما صحيفة الصنداي تايمز فتنقل لنا مشهدا من ميدان رابعة العدوية في القاهرة حيث يعتصم المتعاطفون مع الرئيس المعزول محمد مرسي.
تروي مراسلة الصحيفة هالة جابر قصة أحد النشطاء المتعاطفين مع مرسي، واسمه شهاب أبو علاء، وكان قد اعتقل على أيدي الجيش، وأوقف لبضعة ايام دون أن يسمح له بالاتصال بعائلته.
مشهد من رابعة العدوية
أما صحيفة الصنداي تايمز فتنقل لنا مشهدا من ميدان رابعة العدوية في القاهرة حيث يعتصم المتعاطفون مع الرئيس المعزول محمد مرسي.
تروي مراسلة الصحيفة هالة جابر قصة أحد النشطاء المتعاطفين مع مرسي، واسمه شهاب أبو علاء، وكان قد اعتقل على أيدي الجيش، وأوقف لبضعة ايام دون أن يسمح له بالاتصال بعائلته.
أنصار مرسي يرفعون صورته حين أفرج عنه في اليوم الأول من رمضان طلبت منه العائلة التوجه إلى البيت لتناول الإفطار معهم.
تقول مراسلة الصحيفة إن الرجال والنساء الذين نصبوا خياما على الأرصفة في محيط رابعة العدوية، ويتعايشون مع الحر والحشرات والقاذورات التي تتكاثر حولهم يوما بعد يوم، مصرون على البقاء حتى عودة محمد مرسي، كما يقولون.
ولكن مرسي مجهول مكان الإقامة، وهو قيد الإقامة الجبرية في مكان ما، وتقول السلطات إنه يعامل معاملة تحافظ على كرامته الإنسانية.
وأعلن أخيرا أن لائحة اتهام ستقدم ضده، تتضمن تهمة التخابر والتحريض على القتل.
علاج واعد للسرطان
وعودة إلى صحيفة الإندبندنت أون صنداي، حيث نطالع تقريرا أعده ستيف كونور محرر الشؤون العلمية في الصحيفة، حول طريقة ثورية لعلاج السرطان بالاعتماد على نظام المناعة في الجسم.
صاحبة البحث الذي بني عليه التصور الجديد لعلاج السرطان هي شركة ابحاث صغيرة تدعى "اميونوكور"، يعمل فيها باحثون منذ 20 سنة على التوصل الى طريقة جديدة ومختلفة لعلاج السرطان، ليست قائمة لا على العلاج الكيماوي ولا الأشعة، وكلاهما يسبب أضرارا للخلايا المحيطة بالخلايا السرطانية المستهدفة.
التصور القديم قائم على أن هناك خلايا في جسم الإنسان مهمتها مواجهة الكيان الغريب في الجسم الذي يسبب الأمراض، سواء كان هذا الكيان فيروسا أو بكتيريا أو خلية سرطانية، والتعامل معه.
هذه الخلايا تدعى "تي سيل".
أما العقبة أمام استخدام هذه الخلايا فكانت دائما كيفية مساعدتها على تشخيص العدو، وهو ما قد يكون العلماء العاملون في اميونوكور" توصلوا إلى وسائل للتعامل معه.
وقد رأت إثنتان من كبرى شركات الأدوية، إحداهما أمريكية والأخرى بريطانية، فرصة للاستثمار في العلاج الجديد، وقريبا قد تحصل شركة اميونوكور" على مبلغ نصف مليار دولار كاستثمار.
في الواقع لم يكن دور نظام مناعة الجسم في مقاومة السرطان مجهولا لأكاديميين آخرين، لكن شركة "اميونوكور" هي أول من حاول تأسيس العلاج على الذراع الثاني لنظام المناعة.
لو تمكنت الشركة من تصميم نظام متكامل قائم على فكرة استخدام "تي سيل" لمواجهة الخلايا السرطانية فسو ينقذ هذا حياة الكثيرين.