على فراش المرض يرقد الفنان الكوميدى المنتصر بالله، منذ فترة طويلة، إثر تعرضه لجلطة فى المخ، وطيلة تلك المدة لم تفارقه الابتسامة التى عرفه بها الجمهور، لم يؤلمه المرض بقدر ما يؤلمه غياب الزملاء وأصدقاء العمر عن زيارته فى محنته. ومؤخرا، نظم المركز الكاثوليكى بإشراف الأب بطرس دانيال زيارة إلى المنتصر بالله فى منزله بصحبة عدد من الفنانين بينهم المؤلف مجدى صابر، رجاء حسين، سامح الصريطى، والدكتور فاروق الرشيدى، وكانت «الشروق» حاضرة تلك الزيارة التى استمرت نحو 60 دقيقة.
بدت فرحة المنتصر بالله على وجهه للجميع، حتى ظهر وكأنه ودع المرض بمجرد أن دخل عليه الوفد الفنى، وبعد دقائق قليلة من الترحاب والمودة تحدث المنتصر بالله قائلا بحزن: لم يقم أحد من زملائى الفنانين بالسؤال عنى إلا قليلا، وهم الفنان أحمد بدير ورجاء الجداوى ورجاء حسين ومحمود حميدة وليلى علوى ودلال عبدالعزيز وسامح الصريطى والفنان عمر عبدالعزيز وأحمد ماهر، وبقية الفنانين لم يسألوا عنى.
ومضى المنتصر بالله بالقول إنه فى أحد الأيام عندما اشتد على المرض، وزاره بعضهم تذكر صديق عمره السيناريست يوسف معاطى الذى لم يزره، وحتى لم يقم بالاطمئنان عليه عبر الهاتف مع أننى وقفت إلى جواره كثيرا، وأولادى كانوا يحبونه جدا ولكن بعد عدم سؤاله عنى أولادى الآن محوه من الذاكرة.
كما عبر عن رفضه الظهور فى القنوات الفضائية فى الوقت الحالى، وقال الكثير من الإعلاميين يريدون أن يجروا معى حوارات ولكننى أرفض هذا الموضوع وزوجتى أيضا ترى أنه ليس من المناسب أن أظهر فى الفضائيات فى الوقت الحالى لأن حالتى الصحى لا تسمح بذلك.
وأشار المنتصر بالله إلى أنه لم يعمل منذ فترة كبيرة وذلك لأنه لم يتلق أى عروض منذ فترة طويلة، مضيفا «أنا لا أطلب عملا من أحد وإذا عرض على عمل فى الفترة الحالية يجب أن يكون هذا العمل مكتوبا بطريقة جميلة وليس دورا هامشيا، لابد أن يؤثر الدور الذى أقوم بتقديمه، قبل أن تقول زوجته إنه من الممكن أن يشارك فى فيلم ثقافى خلال الفترة المقبلة. كما أعرب المنتصر بالله عن حبه الشديد للفنان أحمد حلمى معتبرا أنه يقوم بأفضل الأعمال فى الوقت الحالى ولكنه لم يقابله حتى الآن وجها لوجه.
ووصفت زوجة المنتصر بالله حالته الصحية فى الوقت الحالى بالتحسن الكبير مقارنة بما كانت عليه من قبل، وقالت إن الجلطة التى تعرض لها فى المخ تجعله ينسى أشياء كثيرة قام بها ونحن نسعى إلى إرضائه بكل الطرق وزيارة الفنانين له اليوم أثرت به كثيرا، وجعلته مرتاحا نفسيا كما أعربت عن سعادتها إذا تكرر الأمر مرة ثانية لأن حالته النفسية تزداد تحسنا عندما يرى أصدقاءه من الوسط الفنى كثيرا.
وتابعت قائلة: بعد أن كان بيته مفتوحا لكل الناس، الآن لم يسأل أحد عليه إلا القليل وعبر الهاتف فقط، ولكن الزيارة أصبحت شيئا مفقودا بالنسبة له ولم يهون عليه الوقت الا أحفاده فقط، كما أكدت أن النقابة لم تفعل أى شىء لصالحه حتى الآن وكل ما فعلوه أنهم فقط منحوه تخفيضا فى شراء الأدوية بقيمة مائة جنيه، فضلا عن المعاش فقط.
الفنانة رجاء حسين، صديقة عمر الفنان المنتصر بالله، روت أول مرة التقيا فيها، حيث كانت بأحد المستشفيات الذى كانت تعالج بها ابنته الصغيرة، وكانت والدتها بنفس المستشفى أيضا، وبذات الصداقة والمودة بعد أن قام المنتصر بالله بزيارة والدتها ومنذ هذا الوقت والمودة بينهما لم تنقطع حتى الآن.
أما السيناريست مجدى صابر فعبر عن سعادته البالغة بزيارة قيمة كوميدية كبيرة، وقال مخاطبا المنتصر بالله: كم تمنيت طويلا العمل معك يا منتصر على المستوى الفنى ولكنى سعيد جدا بمعرفتى بعلامة فنية مثلك يتعلم منها أجيال وأجيال، وقد شاركه الحديث المنتصر بالله وهو فى قمة الوعى والإدراك ضاحكا «بس أجيال من البنات». وتبادلا أطراف الحديث عن مختلف شئون الحياة فى مصر وما يجرى بها الآن، وأضاف صابر: المنتصر بالله عبقرى زمانه فى الكوميديا وأتمنى له طول العمر والصحة الجيدة، فهو فنان ترك بصمة وأعمالا فنية لا يمكن محوها من ذاكرة السينما. أما دكتور فاروق رشيد فأوضح أن حالة المنتصر بالله أصبحت جيدة جدا بعد الأزمة التى تعرض لها مؤخرا، ولكن تأثير «الجلطة» عليه مستمر حتى الآن.