أكملت اليوم المظاهرات ضد حكومة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أسبوعها الأول، والذي شهد للمرة الأولى اشتباكات بين مؤيدي "أردوغان" ومعارضيه في مسقط رأسه بمنطقة البحر الأسود، في الوقت الذي رفضت فيه الحكومة الانتقادات الأمريكية لطريقة تعاملها مع الأزمة الداخلية الأشد منذ وصول "أردوغان" وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة فى 2002. وتعرضت أمس مجموعة من المتظاهرين ضد الحكومة يقدرون ب 25 شخصًا، في مدينة ريزي بمنطقة البحر الأسود، لهجوم من حوالى 100 شخص من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم بحسب ما نقلت وكالة أنباء «رويترز» عن قناة «سي إن إن تورك» الإخبارية.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مناصري الحزب، الذين حاصروا مبنى لجأ إليه المتظاهرون المنتمون لجمعية الفكرة الكمالية، والتي تتبنى أفكار مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، في مسقط رأس أردوغان.
ومن ناحية أخرى، تواصل السجال بين الإدارة الأمريكية والحكومة التركية فيما يتعلق بكيفية إدارة أردوغان ومعاونيه للأزمة؛ حيث أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "جينيفر بساكى"، أن الولاياتالمتحدة لا تعتبر تركيا «ديمقراطية من الدرجة الثانية»، في حين لم تجب على سؤال حول ما إذا كانت بلادها تعتبر تركيا «ديمقراطية من الدرجة الأولى».
ويأتي ذلك بعدما أبلغ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو نظيره الأمريكي جون كيري استياء أنقرة من انتقادات الأخير ل«الاستخدام المفرط للقوة»، الذي مارسته الشرطة التركية بحق المحتجين على سياسات حكومة أردوغان.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن أوغلو أكد لكيري، أن تركيا ليست «ديمقراطية من الدرجة الثانية»، معبرًا عن استيائه من وصفها الولاياتالمتحدة للتظاهرات المتواصلة في بلاده بأنها «وضع استثنائي»، معتبرًا أن تظاهرات احتجاج مماثلة حصلت في بلدان أخرى بينها الولاياتالمتحدة التي شهدت في 2011 حركة احتجاج تحت شعار «احتلوا وول ستريت».
وميدانيًا، واصل المحتجون في ميدان تقسيم بإسطنبول احتشادهم، رافعين مطالب بإقالة قادة أجهزة الشرطة في المدن، التي شهدت مظاهرات، وحظر استخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق سراح المتظاهرين المحتجزين وتنحية رئيس بلدية إسطنبول، إضافة إلى إلغاء خطط إزالة متنزه غازي سبب الاحتجاج الأصلي، وهي ذات المطالب التي تقدم بها ناشطون لنائب رئيس الوزراء بولند أرينج.
أديب «نوبل» ينضم للمتظاهرين: حمل الروائي التركي «أورهان باموق»، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، في مقالة نشرتها صحيفة «حرييت ديلى نيوز» على موقعها الإلكتروني، حكومة أردوغان مسؤولية الاضطرابات، ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن باموق، قوله: "هذه السياسة بدون شك جزء من النهج السلطوي والقمعي للحكومة، كما أعلن عن انضمامه إلى المتظاهرين وتأييدهم في مطالبهم".