حذرت عالمة المصريات الألمانية الدكتورة هوريج سوريزيان، من مخاطر أعمال البناء الجاري حاليا بمنطقة الجبل الأحمر بالقاهرة، مطالبة بوقف فوري لأعمال البناء في هذه المنطقة، مؤكدة أن تلك المنطقة تحوى بين جنباتها معالم أثرية نادرة تكشف عن الكثير من أسرار فنون النحت في مصر القديمة. وبعثت العالمة الألمانية، والتي تترأس البعثة الأثرية الأوروبية العاملة بمعبد الملك أمنحتب الثالث غرب الأقصر، برسالة إلى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والحكومة والمسئولين المصريين عن الآثار، للتدخل للحفاظ على هذه الكنوز.
وطالبت عالمة الآثار الألمانية بفتح المنطقة للزيارة السياحية وتحويلها إلى متحف يحكى تاريخ النحت وكيف اهتم المصريون بالأحجار وحولوها إلى قطع فنية نادرة، مؤكدة أن الجبل الأحمر تراث لكل المصريين وللإنسانية جمعاء.
وقالت سوريزيان، إن منطقة الجبل الأحمر ليس لها مثيل فى العالم لما تحويه من أحجار وصفها الفراعنة بالحجر العظيم، وهو محجر كان مخصصا لملوك الفراعنة فقط، حيث جلبوا منه الأحجار التي نحتت منها أشهر تماثيل مصر الفرعونية، مثل تمثالي ممنون غرب الأقصر وغيرها من التماثيل الضخمة للملك أمنحتب الثالث.
وأضافت عالمة المصريات، أن الجبل الأحمر شهد نحت أعظم وأضخم التماثيل، وأن الفراعنة نقلوا من محجر الجبل الأحمر تماثيل زنة 800 طن إلى الأقصر عبر نهر النيل، "ولا تزال منطقة الجيل الأحمر تحتوى على معالم وشواهد أثرية تروى كيف كانت تتم عمليات قطع الأحجار الضخمة ونحتها ونقلها إلى جنوب مصر عبر نهر النيل ".
وعبرت سوريزيان عن حزنها الشديد لما آل إليه حال الجبل المقدس الذي جسدت أحجاره أعظم آثار حضارة هليوبوليس ومدينة الشمس واخناتون وغيرها من الحضارات المصرية القديمة، والذي يجب أن يتحول إلى متحف مفتوح لتاريخ النحت في مصر الفرعونية، حيث أصحبت السلطات تستخدم الديناميت في تفتيت أحجاره وإضاعة معالمه التاريخية، وتحول اليوم إلى حدائق ومستشفيات وأندية ومبان صماء شوهت أعظم محجر عرفه التاريخ.