قالت وزارة الدفاع الصينية، يوم الأربعاء 20 فبراير، إن ما ذكرته شركة أمريكية لأمن الكمبيوتر عن أن وحدة سرية تابعة للجيش الصيني هي المسؤولة على الأرجح عن سلسلة هجمات إلكترونية ما هو إلا اتهام يفتقر إلى دليل فني ومن ثم لا يعول عليه. وفي بيان نقله التلفزيون الرسمي الصيني قالت الوزارة إن الجيش الصيني لم يدعم قط الهجمات الإلكترونية، قالت قارئة نشرة الأخبار في التلفزيون الحكومي في تلاوة بيان وزارة الدفاع "الاختراق مشكلة دولية والصين شأنها شأن دول أخرى تواجه أيضا تهديدات شديدة من الهجمات الإلكترونية.
وأضاف، الصين من أكبر ضحايا الاختراق الإلكتروني في العالم، القانون الصيني يحظر الاختراق أو أي نشاط يخرب الأمن الإلكتروني، الحكومة الصينية تتخذ دائما وبحسم إجراءات مشددة ضد الأنشطة الإجرامية في هذا الصدد. الجيش الصيني لم يدعم قط أي نشاط اختراق، التصريحات التي تصدر عن أن الجيش الصيني ينخرط في هجمات الكترونية غير مهنية ولا تتوافق مع الحقائق."
جاء هذا بعد أن قال البيت الأبيض الليلة الماضية إن إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما عبرت مرارا عن قلقها من حدوث سرقات إلكترونية لمسؤولين على أعلى مستوى بالحكومة الصينية منهم مسؤولون بالجيش.
وكانت شركة مانديانت قالت إن الوحدة 61398 التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ومقرها شنغهاي هي على الارجح القوة المحركة لهجمات التسلل الالكتروني. وقالت إنها تعتقد أن هذه الوحدة نفذت هجمات "متواصلة" على مجموعة واسعة النطاق من القطاعات.
ونفت وزارة الدفاع الصينية الاتهامات بالفعل وانتقدت الشركة في بيانها الجديد لاعتمادها على بيانات غير صحيحة.
وأضافت الوزارة في البيان الذي نشرته على موقعها على الانترنت "التقرير لا يعتمد إلا على رصد عنوان المستخدم في استنتاج أن هناك هجمات الكترونية مصدرها الصين ومن ثم فإنه يفتقر الى دليل فني."
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين على اتصال بالولاياتالمتحدة بخصوص هذه القضية.
وقال هونغ في مؤتمر صحفي في بكين "هناك اتصالات مستمرة بين الصين والولاياتالمتحدة بشأن هذه القضية. قلت امس بالفعل إنه بخصوص قضية هجمات الاختراق الالكتروني فإن الصين أكدت دائما أن على كل الدول القيام بتعاون دولي بناء لعلاجها على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة."
وقالت شركة مانديانت في تقريرها ان مقر الوحدة 61398 يقع في حي بودونج في شنغهاي عاصمة الخدمات المالية والمصرفية في الصين وإن عدد العاملين بها ربما يكون بالآلاف وإنهم يجيدون الانجليزية وتصميم برامج الكمبيوتر.
وذكر التقرير ان الوحدة سرقت "بيانات حجمها المئات من التيرابايت (تريليون بايت) مما لا يقل عن 141 منظمة تعمل في مجالات متعددة بدءا من عام 2006."
وكان معظم الضحايا في الولاياتالمتحدة بالاضافة الى أعداد أقل في كندا وبريطانيا. وأضاف التقرير ان المعلومات المسروقة تتفاوت من تفاصيل عن عمليات اندماج واستحواذ الى رسائل بريد إلكتروني تخص موظفين كبارا.
وقال ستيف فيكرز الخبير الأمني الذي يقيم في هونج كونج إن أنشطة الاختراق الالكتروني على مستوى العالم تحدث بشكل يومي لكن "من غير المعتاد" أن تقتفي شركة مانديانت أثره إلى مصدر بعينه.
ومضى يقول "إنه محدد جدا. من غير المعتاد أن يكون تقرير بهذه الدقة فيما يتعلق باقتفاء الأثر مع التعرف على المصدر فيما يبدو والإشارة إلى مبنى بعينه واتهام وحدة عسكرية بعينها. لذلك فالأمر غير معتاد من حيث هذه الدرجة من التحديد. فيما يتعلق بالواقع ليس هناك جديد فيما تم الكشف عنه. هذا النوع من النشاط مستمر منذ سنوات ووقع الكثير من الشركات ضحايا له."