قال البروفيسور إيال زيسر- أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، إن المشكلة التي يواجهها قادة إسرائيل وحماس ومصر ليست إنهاء جولة التصعيد الحالية, ولكن التحدي هو ضمان ألا تليها جولات أخرى من التصعيد, وتطبيق وقف تام لإطلاق النار على طول حدود قطاع غزة يلتزم به الفلسطينيون والإسرائيليون.
وأضاف زيسر، في مقال تنشره صحيفة "يسرائيل هيوم"، إنه في حال التوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار فسوف يكون ذلك إنجازًا من الدرجة الأولى للرئيس محمد مرسي، الذي سيسجل لنفسه نجاحًا كبيرًا في أول اختبار له كزعيم عربي وإقليمي.
وعلى الرغم من أن مرسي –والكلام لزيسر– أحجم عن ذكر اسم إسرائيل في خطاباته, ولغته العدوانية, فإنه تصرف بمسؤولية وكشف عن حيوية وإيجابية لم نرها في ظل حكم "حبيبنا" حسني مبارك.
ويرى زيسر، الذي يرأس مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، أن الرئيس مرسي لم ينجرف إلى إجراءات لا يمكن التراجع عنها, ولكنه تمسك بالحفاظ على قناة اتصال أصغر مع إسرائيل بعدم الحديث عن اتفاقيات السلام معها.. لقد استغل مرسي حقيقة أن حماس تحتاج إليه أكثر من ذي قبل بعد أن غادرت قيادة المنظمة دمشق ووترت علاقتها مع إيران, ولذلك طلب مرسي من حماس من موضع الأخ الأكبر أن تتحلى بالمسؤولية، وأن تتصرف كدولة على الطريق وليس كمنظمة إرهابية.
ويؤكد الباحث الإسرائيلي، أن جهود مرسي من أجل وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لم تكن من أجل عيون إسرائيل ولا من أجل حماس, ولكنه فعل ذلك لأنه يؤمن أن التهدئة مصلحة عليا لمصر ومصلحة له كرئيس.
ويختم زيسر، مقاله، بأنه في حال التوصل لوقف حقيقي لإطلاق النار يستمر لفترة طويلة, فإن الرئيس مرسي بذلك يحصد جميع النقاط لصالحه على الساحة الإقليمية, وسيصبح زعيمًا لا يمكن الاستغناء عنه.. وفي المقابل فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ليس لديه ما يقدمه لوقف إطلاق النار وتطبيقه.