يكشف الفيلم الوثائقي «شفاه مغلقة»، الذي أنتجته القناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيلي، عددًا من العمليات التي اضطلع بها الموساد خلال الفترة بين عامي 1974 1982، أثناء تولي يتسحاق حوفي رئاسة الجهاز. ويعرض الفيلم لأول مرة ما سماه «الدور الذي لعبه الموساد قبل توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل»، ويشير إلى المعاهدة السرية التي عقدها يتسحاق حوفي مع ملك المغرب الحسن الثاني في عام 1977، قبل تولي الليكود الحكم؛ حيث سافر حوفي برفقة إسحاق رابين إلى المغرب والتقى بالملك سرًا.
ويقول الفيلم: "إن ملك المغرب كان يقدر حوفي ويستمع لنصائحه، وأن رئيس الموساد نجح وقتها في إقناع الحسن الثاني بإمكانية عقد لقاء بين مسؤولين إسرائيليين ونظرائهم العرب؛ «لبحث ما إذا كانت الظروف قد تهيأت لاتفاقية سلام مع مصر»، ويعرض الفيلم صورة نادرة لدخول رابين متنكرًا إلى القصر الملكي بالمغرب؛ حيث كان يضع «باروكة» على رأسه وبجواره رئيس الموساد.
ومن ضمن عمليات الجهاز بالدول العربية في تلك الفترة، محاولة اغتيال ألفيس برونا، وكان برونا على رأس قائمة المطلوبين للإنتربول الدولي، وحُكم عليه غيابيًا بالإعدام في عدة دول؛ منها ألمانيا والتشيك والنمسا وإسرائيل.
وأرسل الموساد إلى برونا الذي كان يعيش وقتها في سوريا، تحت اسم مستعار، ويعمل مستشارًا للحكومة هناك، طردًا ملغومًا، ولم يفقد برونا حياته بعد الانفجار، وإن فقد إحدى عينيه وبترت بعض أصابعه، وبعدها اختفى تمامًا عن الأنظار.
ويشير الفيلم إلى الدور الذي لعبه عملاء الموساد في تهجير اليهود من السودان واليمن وسوريا ولبنان وغيرها؛ حيث أزاح الستار عن قرية سياحية أنشأها الموساد في السودان، كانت ستارًا لتهريب آلاف اليهود من إثيوبيا عبر البحر، وهي العملية التي أطلقت عليها إسرائيل «عملية الإخوة»، وينفي إفرايم هاليفي الذي ترأس الموساد حتى عام 2002 أن يكون السودانيون عرفوا بشأنها.
وكان إقليم كردستان العراق من ضمن المناطق التي عمل فيها الموساد، حيث استغل الجهاز الحرب بين العراق ومتمردين أكراد، وزود المتمردين بالسلاح فضلا عن التدريب، ويزعم الفيلم أن عملاء الموساد كان لهم دور مباشر في معركة كبيرة، قتل فيها نحو 12 ألف جندي عراقي.
واستعرض الفيلم عملية تعطيل المفاعل النووي العراقي في عام 1979، مشيرًا إلى أن مناحيم بيجين، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، أعطى تعليمات باغتيال 4 من العلماء العراقيين المرتبطين بالبرنامج النووي، وتمكن عملاء الموساد من اغتيالهم، وهو ما عرقل تنفيذ المفاعل. الغالي