«العلاقة بين هدى سلطان وفريد شوقى تثير شهية أى كاتب.. فقد جمعت بين الحب والغيرة والصراع والنجاح، وكل منهما قامة فنية كبيرة، تحديا أنفسهما فظلا نجمين كبيرين حتى آخر نفس فى حياتهما».. بهذه الكلمات دافع السيناريست بشير الديك عن قبوله خوض تجربة دراما السير الذاتية من خلال مسلسل «الرقصة الأخيرة» رغم أنه ظل مبتعدا عنها فترة طويلة. يقول الديك ل«الشروق»: عندما عرضت على المنتجه ناهد فريد شوقى الفكرة لم أتقبلها فى البداية خاصة أن مسلسلات السيرة الذاتية تحد من قدرات المؤلف، ولا تتيح له المجال كى يبدع كيفما يشاء.. فحتى لو كان العمل مأخوذا عن رواية لأديب كبير بحجم نجيب محفوظ لكن تبقى الراوية له والعمل لفنى لكاتبه ، ولكن فى السيرة الذاتية الكاتب مرتبط بشخصيات بعينها وسلوكياتهم وطريقتهم فى الحياة وهناك الورثة الذين يسعون جاهدين لكى يقدموا نموذجا ملائكيا على الشاشة ويغضبون من «أتفه الأشياء».
لكن حينما سمعت لقاء إذاعيا أجرته الراحلة هدى سلطان وهى تتحدث عن رحلتها منذ تركها طنطا وسعيها للعمل فى الفن فى ظل رفض شديد من جانب شقيقها الفنان محمد فوزى الذى اتفق مع على قتلها قبل أن تحقق حلم حياتها وتصبح نجمة سينمائية ومطربة معروفة، انجذبت بشدة للعمل، والكلام مازال للديك، وبدأت فى جمع مواد عنها خاصة أننى لم التق بها فى أى عمل بخلاف الفنان فريد شوقى الذى قدمت معه أكثر من عمل وأعرف كثيرا عنه.
وأشار إلى أنه بدأ بالفعل تجميع المواد اللازمة من برامج تليفزيونية وإذاعية وحوارات نشرت فى الصحف والمجلات بخلاف مذكرات كتبها بنفسه الراحل فريد شوقى، فضلا عن الكتب التى تعرضت لأعمالهما وحياتهما الشخصية ليستعين بها فى الكتابة.
وعما يتردد عن وجود مشاكل بين ناهد وشقيقاتها خاصة الفنانة رانيا فريد شوقى ومدى تأثير هذا على العمل، قال: ليس لى أى شأن بهذا إلى جانب أن ناهد هى ابنة فريد وهدى أى أنها وريثة بطلى العمل وهى متفقة معى فى رؤيتى عنهما ولم تفرض أى شىء ولم تطلب تجاهل أى تصرف وأشعر براحة كبيرة فى الكتابة.
وأكد أنه سيسعى جاهدا إلى التوزان بين حياة النجمين ليتقاسما البطولة، وقال عن هدى سلطان: نحن أمام نموذج امرأة شهدت فترات حياتها نجاحات كبيرة فبعد أن كانت نجمة شابة كبيرة نجحت أن تكون أما وجدة عظيمه فى آخر أدوارها، وأن تقدم لنا نموذج المرأة المعطاءة.
وعن غرابة الاسم المقترح للعمل «الرقصة الأخيرة» أوضح أنه اسم مبدئى حتى الآن ولكنه لم يخف إعجابه به خاصة أنه أثناء جمعى للمادة الخام، والحديث للديك، رأيت مشهد هدى سلطان وهى تستند على عكازها وتسير فى جنازة فريد وأصرت على الذهاب إلى المدافن حتى تودعه رغم أنهما انفصلا قبل أكثر من 25 عاما، واعتبرته «الرقصة الأخيرة» التى جمعت بين الاثنين وربما تكون هذه هى بداية أحداث المسلسل.
وعن فريق العمل المرشح أوضح أنه كان هناك ترشيحا للفنان خالد الصاوى ولكن خالد «لن يكون مناسبا للعب الشخصية فى بداية حياتها»، بحسب قوله ويضيف: اتفقت مع ناهد أننا أمام مغامرة كبيرة ولكى تكتمل لابد من الاستعانة بوجوه جديدة خاصة أنه من الصعب ايجاد نفس مواصفات الأبطال من الفنانين الحاليين.
وأشار إلى أنه سيجرى البحث عن الأبطال من خلال ورش التدريب وبينها ورشة الفنان خالد جلال، مضيفا أن العثور على ممثلة تصلح لتجسيد هدى سلطان مهمة ليست بالسهلة لأننا أمام نموذج للأنثى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. فهدى سلطان فى ريعان شبابها كانت فاتنة ولابد من البحث عن نموذج مشابه.
وكذلك الحال بالنسبة للمواصفات البدنية لفريد شوقى فهى ليست سهلة، فقد كان طويلا وعريضا وصاحب وجه حاد الملامح، ونحن نبحث عن فنانين يجمعون بين الشبه والكاراكتر لأبطال العمل، مضيفا «مؤمن أن مصر مليئة بالمواهب التى لا تنضب وسنعثر على الممثلين المناسبين».
وفيما يتعلق بالمخرج المرشح للعمل، أوضح أنه رشح كلا من محمد ياسين وعلى ادريس وفقا لظروف كل منهما باعتبارهما الأنسب لهذا العمل، قبل أن يعود ويقول: لكن الحديث عن الاخراج لا يزال مبكرا خاصة أننى مازلت فى مرحلة جمع المادة وطلبت من ناهد أن تتيح لى الوقت الكافى كى أقدم لها ورقا أرضى عنه تماما خاصة أن هذه هى تجربتى الأولى فى مسلسلات السير الذاتية.
وبسؤاله عن تجربتيه السابقتين «النمر الأسود» و«ناجى العلى» اللذين يصنفان كأفلام سيرة ذاتية، قال: «النمر الأسود كنت أتعرض لقصة نجاح من خلال نموذج محمد حسن ولكنى لم أمش وراء تاريخه ومشيت وراء الأحداث الرئيسية بمعنى أن هناك شخصيات فى الفيلم لم تكن لها وجود فى الحقيقة وقدمت حدوته فنيه اعتمادا على وقائع حقيقية وهذا لا يعد سيرة ذاتية.
وأضاف: نفس الأمر مع «ناجى العلى».. فقد كانت عينى على القضية الفلسطينية التى تعرضت لها من خلال شخصية ناجى مثلما يحدث مع مسلسلات الجاسوسية التى كتبتها عن روايات لقصص حقيقية فكانت قضيتى أعم من التعرض لشخصية بعينها فقد كنت مهتما بوطن بأكمله.