بعد اشتباكات عنيفة دامت لأيام وشهدت كرًا وفرًا بين الجيش الحر والقوات النظامية، تمكنت مجموعات الجيش الحر من السيطرة على الجامع الأموي الكبير، في إطار ما أسمته عملية تحرير الجامع الأموي في حلب. وما أن تم إعلان سيطرة الجيش الحر على الجامع والحديث عن حجم الخراب والحريق الحاصل فيه، حتى بدأ كلا الطرفين، النظام وكتائب الجيش الحر التي تنتمي إلى لواء التوحيد، بتبادل الاتهامات حول حقيقية التدمير، الذي جرى في هذا الأثر التاريخي ومسؤولية كل طرف عن الحريق، الذي اندلع فيه، فبينما حمل النظام المسؤولية لما سماهم «عناصر إرهابية هاجمت الجامع واعتدت على ما فيه»، أصدر لواء التوحيد بيانًا قال فيه إنه: "أوعز الى الكتائب المتمركزة في محيط الجامع بعدم التقدم لحين انسحاب قوات النظام من المسجد"، غير أن قوات النظام حسب ما جاء في بيان لواء التوحيد قررت الانسحاب من الجامع بحدود الساعة الرابعة عصرًا تاركة وراءها الدمار والخراب. حسب «وكالة الأناضول التركية»
يُعد الجامع الأموي الكبير واحدًا من أكبر الجوامع في مدينة حلب وأقدمها. بُني في العصر الأموي على عهد الملك سليمان بن عبد الملك، بتصميم يشبه إلى حد كبير في مخططه وطرازه الجامع الأموي في دمشق. يُطلق عليه أيضًا اسم جامع زكريا؛ بسبب دفن قطعة من جسد النبي زكريا عليه السلام فيه، كما يوجد في الجامع بقية من أثر الرسول، صلى الله عليه وسلم، تتمثل بقطعة من ضرسه وبعض شعره.