قال موقع «والا» الإسرائيلى، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يفكر فى اتخاذ قرار بشن «عمليات استباقية» داخل سيناء ضد من وصوفوا بأنهم «إرهابيون» على خلفية الهجوم الذى شنه مسلحون، ظهر الجمعة، على قوة تابعة للجيش الإسرائيلى على الحدود مع مصر، وأسفر عن مقتل جندى إسرائيلى وإصابة آخر. وأضاف الموقع الإخبارى، فى تقرير نشر أمس، أن الهجوم على القوة الإسرائيلية قد يدفع نتنياهو لتنفيذ عملية عسكرى ضد «الإرهابيين فى سيناء»، ما قد يؤدى إلى صدام مع النظام المصرى الجديد.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلى يدرك الخطر المتنامى فى سيناء، موضحا أن «الخلايا الإرهابية صاحبة الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة، والتى رفعت رأسها بعد سقوط نظام مبارك، انطلقت فى سلسلة من العمليات الإرهابية بحافز من المنظمات الإرهابية فى قطاع غزة، وقد تم إحباط بعضها ونجح بعضها الآخر فى تحقيق هدفه بإطلاق الصواريخ على مستوطنات الجنوب».
واتخذت إسرائيل عدة تدابير جديدة على الحدود، وفق التقرير، من بينها وضع كتيبة استطلاع موجهة على الحدود، إضافة إلى عمل وحدة «ريمون» لمكافحة الإرهاب، والتى تعمل فى المنطقة الجبلية المعقدة، كذلك تم تعزيز التعاون بين الجيش والشرطة فى المنطقة الحدودية، وإعادة وحدة المستعربين للعمل بعدما تم حلها منذ عام ونصف العام بسبب مشكلات مالية.
يذكر أن أعضاء وحدة المستعربين هم من اليهود الذين يجيدون اللغة العربية باللهجات المحلية، وتستطيع أن تتسلل إلى مناطق «معادية» مثل غزة لتنفيذ عمليات اغتيال.
ولم يكتف الجيش الإسرائيلى بتلك التحركات فبدأت سرايا العمليات التابعة لسلاح المشاة سلسلة عميات فى المناطق شديدة الخطورة على طول الحدود مع مصر لمنع التسلل وتنفيذ عمليات هجومية.
ويرى التقرير أن هذه التدابير لن تحقق أهدافها ومن ثم «لابد من العمل فى عمق المنطقة وإحباط العمليات الإرهابية قبل وصولها إلى النقطة الحدودية»، لكن التقرير حذر من أن مثل هذه العمليات تتعارض مع اتفاقية السلام.
وفى السياق ذاته، دعا رون بن يشاى، المحلل العسكرى فى الإذاعة الإسرائيلية إلى زيادة العمليات الاستخباراتية داخل شبه جزيرة سيناء وعدم الاكتفاء ببناء الجدار العازل، مشيرا إلى أن إسرائيل لا ترغب فى القيام بعمل عسكرى داخل سيناء «خشية أن يستخدمه نظام الإخوان المسلمون فى مصر ذريعة لإلغاء الملحق الأمنى فى اتفاقية السلام، ما قد يشعل حربا كبيرة».
وقال بن يشاى، فى مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، معلقا على الهجوم الذى وقع الجمعة، إن الجيش الإسرائيلى يواجه صعوبة فى الحصول على معلومات استخباراتية عن «المجموعات الإرهابية المسلحة فى سيناء»، وفى حال توافرت هذه المعلومات فإنه «يتعذر على الجيش استخدامها فى عمليات عسكرية».
ووصف بن يشاى شبه جزيرة سيناء بأنها «منطقة لا تخضع لأية سيطرة الآن»، مضيفا أن «الجيش والشرطة المصريين يتواجدان هناك فى وضع دفاعى غالبا، كما أن النظام الجديد لم يفلح حتى الآن فى فرض سيادته هناك، وقد حاول الرئيس محمد مرسى التوصل إلى هدنة مع الجماعات السلفية المسلحة فى سيناء، أى التوصل إلى اتفاقية عدم اعتداء لكن فشلت الجهود واستمرت المعارك».
ويدلل بن يشاى على ما أسماه «فشل السلطات المصرية فى القضاء على الجماعات السلفية المسلحة ويأسها من ذلك» بتصريح أدلى به مسئول عسكرى رفيع المستوى يوم الجمعة وقال فيه «إن الجيش المصرى يخطط لاستخدام أسلحة كيميائية ضد الجماعات المسلحة فى وسط وشمال سيناء». بيد أن الكاتب الإسرائيلى لم يطلع على نفى عضو بالمجلس العسكرى استخدام أى أسلحة محرمة فى سيناء.
ويعتقد المحلل الإسرائيلى أن «الجدار العازل» على الحدود لن يحقق وحده الأمن المنشود ولابد أن يكون أمامه «شريط من الإنذار المبكر والتأمين»، لكنه أضاف أن «نقاط المراقبة البصرية الجوية والأرضية والرادارات على عمق بضعة كيلومترات داخل سيناء لا قيمة لها مطلقا أمام البدو الذين يجيدون استغلال الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ولذا على إسرائيل أن تكمل منظومة جمع المعلومات الاستخباراتية داخل سيناء بحيث تعطى عمقا لدفاعات الجدار العازل».
وطالب بن يشاى الجيش الإسرائيلى بإيجاد حل يسمح له باستخدام المعلومات الاستخباراتية من أجل إحباط العمليات التفجيرية وإطلاق الصواريخ.
وحذر إسرائيل من أن تعمل «بنفسها» فى منطقة سيناء بنفسها، ما قد «يعطى الإخوان المسلمين ذريعة لإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، ولن تستطيع أمريكا منعهم من ذلك» مشيرا إلى أن «المحافظة على اتفاقية السلام مع مصر مسألة مهمة للحفاظ على حالة اللا حرب أو السلام البارد مع مصر، فالقوات المصرية الموجودة فى سيناء لا تشكل خطرا فى ظل هذه الحالة، وليس هناك ما قد يؤدى إلى تدهور الأوضاع بين الطرفين ونشوب حرب كبيرة لذلك فإن احترام الملحق الأمنى فى اتفاقية السلام هو مصلحة استراتيجية إسرائيلية ومصرية».
واختتم بن يشاى مقاله بالقول إن «الخطر الموجود فى سيناء حاليا هو خطر تكتيكى ومحدود، لكنه قد يتحول بعد فترة، قد لا تكون طويلة، إلى خطر استراتيجى، وإذا زاد الإرهاب القادم من سيناء، فمن المحتمل أن تتضرر مدينة إيلات والسياحة، وسيتحول جزء كبير من الجنوب الإسرائيلى إلى منطقة عسكرية مغلقة».