سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«التيار الشعبى» يستقطب كوادر القوى المدنية ضد «حكم المرشد» مساعد رئيس الجمهورية يشارك فى تدشينه.. ويؤكد: أدعم التيار لأن وظيفتى تأييد التحول الديمقراطى
بعد مخاض ثورى عنيف استمر لعامين تقريبا منذ 25 يناير 2011، ولاتزال تداعياته قائمة حتى الآن، وبالتزامن مع قُرب نهاية المائة يوم الأولى من حكم الرئيس الإخوانى، محمد مرسى، اختار معارضو الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وخلفه المخلوع حسنى مبارك، الذين يؤسسون «التيار الشعبى» الآن، البقاء فى مقاعد المعارضة فى زمن الإخوان بسبب ما اعتبروه «استمرارا لنفس سياسات النظام القديم، وانحرافا عن مسار الثورة فى الحكم». فسّر الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ضياء رشوان، مشاركة أغلب معارضى السادات ومبارك فى تأسيس التيار الشعبى بقوله «هذا الأمر يحمل دلالة أن هؤلاء الناس صادقون مع أنفسهم، ولم يكونوا يعارضون مبارك كشخص وإنما كانوا يعارضون سياسات وهياكل حكم لم تتغيّر كثيرا، هذا معناه أن الثورة لم تحقق نقلة تجعل هؤلاء خارج صفوف المعارضة، خاصة أن التيار الشعبى يضم كل الأطياف تقريبا».
وأضاف رشوان ل«الشروق» لم يتحقق شىء من أهداف الثورة، سوى حريّة غير منظمة، فلم تصدر قوانين لتنظيم الانتخابات ولا دستور، فضلا عما نواجهه من محاولات الانقضاض على الحريات العامة، وبالتالى فأجندة عمل التيار الشعبى يجب أن تكون كل ما لم يتم إنجازه من أهداف الثورة».
وعن التحديات التى تواجه التيار الشعبى، قال رشوان «تحديات التيار الشعبى هى تحديات أى تيار حقيقى يريد التعبير عن الناس والارتباط بهم، أمام التيار الشعبى عقبة الإمكانات، وأخرى أشد وهى عقبة التشويه، من خلال محاولات بعض الجهات تشويه كل مخالفيهم ووصفهم بأنهم يسعون ضد مصلحة الوطن».
ولفت الخبير السياسى إلى خطورة الانتخابات البرلمانية المقبلة، قائلا «هى اختبار لمصر كلها، فى ظل وجود اتجاه فى أروقة النظام الحالى لإبعاد القضاة عن الإشراف على الانتخابات، وهذا معناه أنه إذا جرت الانتخابات البرلمانية دون إشراف قضائى فسيتم تزويرها»، مشيرا إلى «إسناد منصب المحافظ، فى محافظات لم يحظ فيها الرئيس بنسب تصويت عالية، معناه أن الإخوان يواجهون التصويت بعمل تنفيذى بدلا من مواجهته بعمل سياسى» واصفا الأمر بأنه «معاد للديمقراطية».
فيما اعتبر الكاتب الصحفى عبدالله السنّاوى، اختيار معارضى السادات ومبارك، البقاء فى مقاعد المعارضة فى زمن الإخوان «هو دليل على فشل الإخوان فى التعبير عن مجمل الحركة الوطنية المصرية».
وقال السنّاوى «أرى أن الدور المنوط بالتيار الشعبى راهنا يتمثل فى الدفاع عن مدنية الدولة والانحياز لقضية العدالة الاجتماعية، فمدنية الدولة مهددة وفى خطر وهناك مؤشرات واضحة على محاولات الاستحواذ على مفاصل الدولة من الإخوان المسلمين».
الإعلامى البارز حمدى قنديل قال ل«الشروق» «التيار الشعبى لا يتكتل من أجل الإخوان وإنما من أجل ثورة 25 يناير فهو الأقرب والأكثر إخلاصا لها، ووصول التيار الشعبى إلى البرلمان، يعد ضمانا لتحقيق أهدافها خاصة فى الجانب الاقتصادى حيث يتبنى التيار الشعبى خطا اقتصاديا أكثر أمانا».
وقال مساعد رئيس الجمهورية للتحول الديمقراطى، سمير مرقص، فى تصريح مقتضب ل«الشروق»: «حضرت المؤتمر التأسيسى للتيار الشعبى المصرى، بموجب وظيفتى، نحن ندعم أى مبادرة تحمل حركة للحياة الديمقراطية تنضج وتنشط وتنعش الحياة السياسية».
فى السياق نفسه، قال أحد ممثلى أسر شهداء الثورة بمؤتمر التيار الشعبى مساء أمس الأول، أشرف فاروق، شقيق الشهيد صابر فاروق، «نحن 25 أسرة من محافظات مختلفة نساهم فى تأسيس التيار الشعبى، بهدف استمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها، فبدون انتصار الثورة لن يحصل أسر الشهداء على حقوقهم».
كان المؤتمر التأسيسى للتيار الشعبى مساء أمس الأول (الجمعة) بميدان عابدين، قد شهد حضورا واسعا لرموز الحركة الناصرية واليسارية خلال عقد السبعينيات من القرن الماضى، وأبرزهم المهندس عبدالحكيم، نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والمرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، والمناضل النقابى رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة كمال أبوعيطة، والمناضل اليسارى مؤسس حزب العمال والفلاحين كمال خليل، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان أحد القيادات التاريخية لانتفاضة الخبز فى 18 و19 يناير 1977، والدكتورة كريمة الحفناوى القيادية بالحزب الاشتراكى المصرى، والفنانة عزة بلبع التى لطالما شدت بأغانى الحركة الوطنية فى السبعينيات، والشاعران سيد حجاب وزين العابدين فؤاد، والمناضل اليسارى عبدالغفار شكر، والكاتب الصحفى عبدالعظيم مناف، وآخرين ممن عُرفوا بمعارضة الرئيس السادات ومن بعده مبارك، وعرفتهم زنازين العهدين السابقين لفترات متفاوتة طوال الأربعين عاما الأخيرة.