قالت مصادر رفيعة ل«الشروق»، إن التغييرات في القيادات العسكرية التي أجراها مرسي «كان متفقا عليها، ولم تكن مفاجئة للمشير ورئيس الأركان»، وأضافت أن «النجاح الأكبر كان في التكتم لحين الاتفاق على باقي التفاصيل». لكن المصادر نفسها إشارات إلى «علاقات متوترة وفقدان للثقة» بين الرئاسة وقيادات المجلس العسكري. وأكدت المصادر، التي فضلت الحديث دون الكشف عن اسمها، بعد ساعات من قرارات وصفها البعض بالعاصفة، أن الإطاحة بهذه الشخصيات خارج المؤسسة العسكرية إلى مناصب مدنية، دفعت بها إلى واجهة المشهد «الأحداث التي جرت في سيناء».
وبحسب مصدر قريب من المؤسسة العسكرية، فان عملية رفح كانت «ضربة قاسية للقوات المسلحة، ووضعت قيادات كبيرة تحت طائلة التقصير المباشر».
وكان مصدر رسمي كشف ل«الشروق»، يوم الأربعاء الماضي، عقب القرارات التي صدرت عن مجلس الدفاع الوطني برئاسة مرسي، أنه سيتبعها قرارات أخرى، قائلا: «المسالة مش إخوان، هذا انهيار دولة، وأصبح هناك أدلة أن هذه القيادات لا تؤدي عملها».
وقال قدري سعيد، رئيس الوحدة العسكرية بمركز دراسات الأهرام، إن مرسي استفاد من هذا المناخ للإطاحة بقيادات «لا توجد بينه وبينهم ثقة متبادلة». ويشير قدري هنا إلى صعوبة تعامل الرئيس الجديد - أيًا كان- «في التعامل مع الطقم الموجود منذ النظام السابق»، وهو ما تؤكده أيضا مصادر رفيعة، وهي تتحدث عن «توترات كبيرة بين الرئيس والمشير»، وبالتالي عن «خطوة استباقية، في لحظة كل خطوة على رقعة الشطرنج لها معناها».
وتقول المصادر، أن سامي عنان طلب لقاء مرسي واستقبله الرئيس بالفعل، أول أمس، بينما تضاربت الإخبار حول استقبال مرسي، أمس، قبل إصدار هذه القرارات، لكل من المشير ورئيس الأركان السابقين.
لكن أيا من مصادر الشروق لم يكشف لماذا قبل طنطاوي بهذه التغييرات.. فبحسب سعيد، فإن «المشير كان أمام اختيار من اثنين: الرفض، وهو ما يجب أن يتبعه مساندة ورضاء من قيادات الصف الثاني». إلا أن الاختيار الثاني كان الأقوى، وهو «اللا اختيار».. «المشير ارتأى أن الأفضل أن يغادر الآن».
«هو يرى أنه قام بما عليه، وسلم الدولة لسلطة مدنية»، في اعتقاد اللواء دكتور أحمد عبد الحليم.. العسكري السابق يدلل على «التشاور» بين مرسي وطنطاوي على هذا الإجراء «ببقاء العصار في منصبه، وهو كان اختيار المشير في الأصل»، لكن استمرا العصار يفسره آخرون «بالاستعانة به في عملية الاختيارات الجديدة».
أما رحيل عنان، فيفسره عبد الحليم بأنه «مرتبط بطنطاوي، ثم أنه استمر في منصبه لفترة طويلة على غير العرف». فقد جرت العادة أن يستمر رئيس الأركان لفترة لا تزيد عن 4 سنوات، لكن عنان عين منذ 2006.
اختيار عبد الفتاح السيسي رئيس المخابرات الحربية لوزارة الدفاع وصبحي صدقي من الجيش الثالث لرئاسة الأركان «هو اختيار الجيش»، تقول المصادر.
وبحسب شخصيات قريبة من الرئاسة، فإن «الرئيس اكتشف أنه ليس لديه اطلاع على أي معلومات خاصة بالدولة، في حين أن المعلومات لها الأولوية الآن».