احجز ليلتين واحصل على الثالثة مجانا، احجز أكثر من أربع ليال واحصل على تخفيض 20%، أو احجز غرفة إقامة كاملة واحصل على 20% خصم على المأكولات والمشروبات. تنوعت العروض واختلفت فى الفنادق المنتشرة فى جميع أنحاء مصر من القاهرة إلى الإسكندرية إلى شرم الشيخ، من الأقصر وأسوان إلى العين السخنة ورأس سدر، وكلها محاولات لتنشيط السياحة وتشجيع الأسر المصرية «البديل الأضمن الآن للسياحة الأجنبية»، وفقا لمحمد على، صاحب شركة نيو سيتى للسياحة. ويشير على إلى أن الفنادق المصرية «كثفت إعلاناتها وتخفيضاتها وتعاملاتها مع شركات السياحة فى محاولة لاجتذاب شريحة جديدة من المواطنين المحليين. وكانت أحدث أرقام البنك المركزى المصرى قد أشارت إلى انخفاض إيرادات مصر من السياحة بنسبة 17.3 بالمائة الربع الثالث من السنة المالية 2008/2009 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق إلى 2.19 مليار دولار. وفى الوقت نفسه، انخفض عدد السائحين الوافدين بنسبة 6.5% خلال الربع الثالث من عام 2008/2009 ، كما انخفض عدد الليالى السياحية بنسبة 17% نتيجة لاختصار الزائر مدة الرحلات. هذا التراجع، وفقا لعلى، يأتى فى المقام الأول إلى تراجع عدد السائحين القادمين من الدول الأوروبية، حيث إن سياحة الصيف، تبعا له تعتمد فى القسم الأكبر على سياحة الشواطئ. ومن ثم «بما أن السائحين القادمين من الدول الأوروبية، هم الرواد الأساسيون لشرم الشيخ والغردقة، فإن السياحة فيهما شهدت تراجعا ملحوظا لا يقل عن تراجع من 35 إلى 40% فى نسبة الإشغال»، كما يقول على مشيرا إلى أن الأقصر وأسوان على سبيل المثال كانتا أقل تأثرا بالأزمة لاعتمادهم بصورة أكبر على السياحة الداخلية. ويضيف على أن وباء إنفلوانزا الخنازير الذى يهدد فى الوقت الحالى العالم بأكمله سيزيد من وطأة تراجع السياحة قائلا «الاعتماد على الأجانب فى الوقت الحالى مجهود ضائع» بحسب كلامه، ولذلك فإن الفنادق المصرية، قررت «التحدث بلغة السائح المصرى، والتى تقضى بتقديم مجموعة متنوعة من العروض والتخفيضات التى تشجعهم على السياحة» كما جاء على لسانه. ويدلل على على كلامه مشيرا إلى أن السياحة الداخلية فى شركته سجلت زيادة لا تقل عن 30% عن العام الماضى، «وهذه نسبة مرتفعة فى وقت الأزمة» بحسب قوله. شركات السياحة المصرية تعتمد فى الأساس على السياحة الخارجية، ولكن هذا العام، مع الأزمة واتجاههم لتقليص نفقاتهم بالإضافة إلى خوفهم من إنفلونزا الخنازير دفع بهم إلى تفضيل السياحة الداخلية، وهذا ما جعل عوائد السياحة الخارجية تتراجع بنسبة 90% بالمقارنة بالعام الماضى فى شركة نيو سيتى، وفقا لعلى، مما دفع بهم، هم الآخرون إلى تكثيف نشاطهم فى السوق الداخلية، «الإقبال على السياحة الداخلية حتى الآن يبشر بأداء جيد»، بحسبه. ويتفق مع هذا الرأى عادل أليكس، رئيس إدارة المبيعات لأحد فنادق الخمس نجوم بالغردقة، قائلا إن نسبة الإشغال انخفضت فى الغردقة من 95% العام الماضى إلى ما بين 30 و50% فى العام الحالى، وهذا ما دفع جميع الفنادق مرة ثانية للتوجه إلى السائح المصرى. ولكن ذلك لم يتم من خلال تخفيض الأسعار، حتى لا يعتقد السائح أن الفنادق «واقعة» أو تقلل من جودتها، ولكن عن طريق تقديم خدمات إضافية مثل ساعة مجانية للعب التنس مثلا أو كى الملابس بالمجان، بالإضافة إلى الحصول على ليالى مجانية كلما زادت عدد اليالى التى يقضيها النزلاء فى الفندق. العروض والخدمات المجانية ليست فى الوقت الحالى «السلاح الوحيد» بحسب أليكس، للفنادق من أجل اجتذاب زبائن جديدة وكثيرة مشيرا إلى خطة فندقه التى بدأها منذ بداية يونيو، مع انتهاء المدارس، وهى إجراء اتفاقات مختلفة مع النوادى المشهورة فى مصر، «نقدم لهم تخفيضات، إذا أمدونا بعدد معين من الزبائن، أفيد وأستفيد»، كما جاء على لسانه قائلا إن فندقه، وهو فندق خمس نجوم، قلت نسبة الأشغال فيه من 98% فى العام الماضى إلى 72% العام الحالى. أما فنادق النجمتين والثلاثة فهى أقل حظا تبعا لأليكس لأنها عادة ما تكون لديها عروض «All inclusive»، أى شاملة الإفطار والغذاء والمشروبات، بأسعار مخفضة فى الصيف، ولذلك فهى الآن «فى مأزق لأنها لا تستطيع أن تقوم بمزيد من التخفيضات، ومن ثم فقدت زبونها الذى كان ينتظر تخفيضا أكبر». فى الوقت الذى تتبارى فيه شركات السياحة والفنادق بالتخفيضات التى تقدمها، لا يزال المستهلك غير راض، ومنتظرا عروضا أفضل. فيقول طه مختار، مهندس حر، «لم أجد حتى الآن سوى عروض من التخفيضات المحدودة، وكأن الفنادق وأصحاب الشركات، لا يريدون أن يجنوا أى تداعيات من الأزمة، أليس من المفروض أن يقدموا بعض التنازلات من أجل تقليل فاتورة السياحة على الناس؟ أليس ذلك أفضل من الخسارة الشاملة؟» يتساءل مختار مشيرا إلى أن الفنادق تستدرج المواطن بالعروض «الأولية»، بحسب قوله، ولكن سرعان ما يكتشف الزبون الحقيقية بعد الاستفسار ومعرفة إجمالى الفاتورة. «ولذلك سأنتظر الأفضل ولن أضحى بأموالى منخدعا بهذه العروض»، يقول مختار.